الخميس، 30 أغسطس 2018

وكأنك قد اخذت كل شيءٍ معك ، .. بقلم الأستاذ/ صفاء الدوري

وكأنك قد اخذت كل شيءٍ معك ،
الروح والقلب والنظر ،
واخذت ابتسامتي ،
ونبضي
واخذت نور عيني ، 
وكأن حياتي معلقة بك ،
وكأنك انت من لأجله احيا ،
ومن به احيا
لقد تركت بغيابك فراغاً
لايمكن ان يسده احد ،
اشعر ان الدنيا فارغة من الناس ،
وكأنك انت الناس كلها التي تملأ حياتي
وتجعل لكل شيء يرتبط بي معنى ،
وكأني بدونك في عداد الاموات ،
يكفيك بعداً وعد لي فقد نفذ صبري
ونفذ دمعي ونفذ دمي ونفذ نبضي
ونفذ كل شيء احيا به بدونك ..
فعد لي فقد نفذ كل ما يجعلني اصبر بغيابك ..
- مختصر حديثي لقد
" اتعبني وارهقني غيابك "
اسألك بالله ، عُد ليّ
"صفاء الدوري"

قصة متجر العم منصور ..الجزء الثاني بقلم الأستاذة / هناء المهنا

قصة متجر العم منصور. ..الجزء الثاني بقلم الكاتب هناء المهنا
.................. ..
بعد رحيل زوجة العم منصور عن القرية .ظل العم منصور فترة طويلة لا يحادث أحد ولا يخرج من عزلته سوى إلى المسجد .. .ظل محبيه ينتظرون اللحظة التي يخرج فيها من عزلته ....أقترح بعض منهم أن يذهب إليه مدعيا أن بينه وبين رفيقه خلاف ولا مكان له ليذهب إليه إلا أن يبيت عند العم منصور فيستطلع أخباره ويسليه ..
استحسن رفاقه الفكرة حتى يطمئنوا عليه ...صعد الشاب إلى مسكن العم منصور وظل ينتظر ويصغي لصوت ما لكن بعد برهة من الوقت فتح الباب ومن خلفه كان العم منصور في حالة يرثى لها من إرهاق وحزن ملامح الأسى والمرض علي وجهه ... أراد أن يغلق الباب لكن الفتى أصر على الدخول مدعيا إن لديه مشكلة .
نظر إليه في شك وارتياب ثم قال له أنت لا تجيد الكذب ليس هناك أي مشكلة بين أحد ﻷنك لا تحب الدخول بمشاكل مع أحد ..غض بصره ثم قال يا عم منصور لم اقصد أن أكذب لكن قلقنا عليك ورأينا أن نقوم بحيلة حتى تسمح لنا بالدخول ونطمئن عليك ونرى هل تحتاج لشيء نقوم بخدمة تحتاجها ..لكن بالله عليك لا تغضب نحن نحبك ونحزن أن نراك في هذا الموقف ...قال له العم منصور أنا بخير لا أحتاج لشيء اذهب أنت اﻵن وغدا سوف أكون في المتجر إن شاء الله . ... ثم ذهب لينام ليلته وقد قرر الخروج من عزلته وحزنه
دخل العم منصور متجره ليجد امرأة تقف في زاوية المتجر تستطلع المكان باهتمام من لديه نظرة فيه وذوق في هذا النوع من التحف ولم تنتبه لدخول أحد في بداية اﻷمر لكن بعد برهة من الوقت شعرت بأن هناك من يراقب حركتها ...سقط من يدها كتاب عبارة عن مخطوطة أثرية تعود لزمن ما قبل التاريخ ... أسرع بالخطى حتى وصل إليها معتذرا أنه سبب إرباكها
أخذ المخطوطة ونفض الغبار عنهاثم أعطاها إليها نظراً لما رأت فيه من صور وخطوط اثارت أثارت اهتمامها ثم نظرت إليه يا عم لماذا لا تقوم بعمل معرض لهذه التحف والزخارف الفنية يضم الموهوبين من شباب وفتيات القرية ..أليس لديك طموح أن تعمل ليكبر حلمك وتحيي تراث أجدادك فكر بامر هذا المكان من بعد رحيلك عن الحياة بعد عمر طويل ما مصير المكان انه كنز
ما رأيك أن نعمل معاً معا ونقوم بتطويره وإحصاء مقتنياته ..وسيكون هناك معارض بين حين وآخر يشارك فيها الموهوبين من هذه القرية والقرى الأخرى ..ليكون حلمك كبيرا وتحقق معا
نظر إليها وسألها من أنت لماذا تبغين مساعدتي ما هو هدفك هنا ....أجابت قائلة أنا لدي معارض فنية وعمﻻء فنانين ومنهم هواة لديهم حب في مثل تلك المقتنيات عملهم إحياء تراث
وتاريخ ما وراء التاريخ .....لنكن معا وبالنسبة للمال تقلق سأكون معك في كل هذا ويكبر المتجر ..ومنذ الغد نبدأ العمل لتحقيق الحلم ...انتظر منك القرار حتى نبدأ ثم أعطته بطاقة عمل وذهبت
لتصعد في سيارة سائقها من مظهره يعمل لدى منهم علية القوم ....وظل يفكر ويفكر ثم خرج يمشي بخطى ماردده نحو بحيرة صغيرة وجلس هناك ...ليتخذ قرارا حاسما فهو ليس لديه أسرة وحلمه القديم سوف يتحقق لم ﻻيوافق ويخطو نحو مستقبل أفضل طوال حياته ينتظر شيء ما وحياة جديدة ربما ..حانت اللحظة لهذا والقدر جمعه مع هذه المرأة الثرية وهي فنانة ولديها ما يحقق حلمه ويجعل من متجره حلما لكل شباب موهوب بالقرية ..فهم جميعا أبناءه إذ لم يرزقه الله بذرية وكل فتاة في القرية حضر زواجها مع من أرادته
اعتبرنفسه في قصة كل منهم ...نعم سوف يقرر ويقبل شراكة المرأة وسوف يوقع معها عقدا بهذا ويحفظ كل منهما حقه في العمل .....عندها شعر بارتياح ثم عاد لمسكنه وتناول طعامه وحيدا ...وفي اليوم التالي وجد المرأة تنتظره ومعها مجموعة من مساعديها منهم رجل قانون وطرح أوراقاً أمامه ليكتب عقدا موثقا بتوقيع كل منهما وهنا بدأت زغاريد
أهل القرية والمشروبات توزع للجميع مباركة للعم منصور وفرحا بالخير القريب الذي سوف يعم لكل من فيها وهكذا بدأت خطط لتطوير المكان وإقامة معرض قريب.. ليكون شباب القرية لهم فيه من عمل وكل يطرح أفكاره لتنظيم المكان وتسهيل الضيوف من خارج القرية ...عمل دءوب من الجميع كخليه نحل الكل يعمل بنشاط وهمة والحياة في القرية أصبحت أجمل
بعد ثلاثة أشهرانتهى العمل وأصبح متجر العم منصور على موقع أوسع وأكبر وضم لوحات ومقتنيات كثيرة ..وتحولت إلى أكثر حداثة من السابقة وخاصة بعد شراء تحف جديدة من مختلف أثريات تعود لعصور النهضة في أوروبا . .. وبدأ العمل في المعرض يقيمه شباب موهوبين بالقرية وقرى مجاورة وقد تم التنسيق له ليكون ارقى وأحدث كما خطط له حضر إلى القرية بعض المهتمين بالفن .ورجال آثار ليشاهدوا ما فعله التطور والتحديث في القرية خاصة متجر العم منصور الذي أصبح حديث المدن والقرى المجاورة وهكذا اشتهر العم منصور وذاع صيته كتاجر أثريات ومحب للفن ...وتحقق حلمه في تطوير متجره وحقق حلم شباب قريته الصغيرة لتصبح مزارا لكل مهتم بشئون الفن والتحف القديمة .....لتعود السعادة. .......تمت بحمد الله

يخبرني كم يهواني .. بقلم الأستاذة / هناء المهنا

يخبرني كم يهواني
وفِي عينيه جنونه
وعالم دنياه اقتحامي
كلما رحلت إليه الروح 
غفى على وتين نبضي
بنيت الأمنيات دون بوح
استفاق طيفه حولي عساني
أقترب من خطاه بين أسري
ولا يعلم أني كالطير في لهفة
مذبوح حتى الوريد عشقته
فاض مدمع ٍ خشوع صلاتي
تراتيل تتعوذ من مَس أصابني
خلته يطوف ليلاً مداراتي
عوالم ضياءها لا يطفئه
سوى إشراق حنيني له
فهو للقلب والروح جموح
فارسي وقلبي له أعياني
لكنه يستودع بين أضلعي
روحه وخفقة منه تضيء
كشمس وطني دفئها
بين تلك العيون وسمائي
بقلمي هناء المهنا
A eemrt

-- الانتقام واليأس -- للشاعر الأستاذ/ عبدالعزيز بشارات

---------------- الانتقام واليأس -------------------
ما كنت عند اليأسِ أنتَقِم ............كلاَّ ولا زلَّت بيَ القدم 
أوليتُها روحي وسفكَ دمي ..... والقلبُ ينزِف والنّوى ألم
قلتُ ارحمي ظبياً ظفرتِ بِهِ...... والخِنجرُ المسموم ينتقم 
قالت :رسمتُك في مُخيِّلتي ..........لكنّ طبعَك مثله العدَم
أقسمتَ عند الوصل تتبعَني .......لكنْ تضاءَل ذلك القسمُ
فارحَم فؤاداً في هواكَ هوى ... مـا عاد مثلَ الأمس يبتسِم
وتناغَمَت اشواقُنا وعَلَت .......فوق النُّجومِ ورفرَفَ العَلَم
والشِّعرُ داعَبَنا وآنَسَنا............ وأحتار في إِحساسِنا القلم
ما أنْ رايتُ الفجرَ سيِّدتي ...........حتّى عـلمتُ بأنَّهُ حُلُم
وبِأنّ مَن أهوى سَبَت كبِدى .....فأصـابني الإعياءُ والسَّقم
ما أجملَ الأوهامَ حين بدت ......كالدُّرِّ في الأعـناق يَنتظِم
مثلَ السرابِ يلذُّ مَنظَرُهُ ................ لـكنّه بوجوده عدم
الحبّ لو أمعنتَ أغنيةٌ ............. ألحانُها بالشِّعر تنسجِم
الحبّ أحلامٌ وأخيِلةٌ ................. مَن ذاقَه بالسِّحر يُتَّهم
من رام درب الحُبّ في ولهٍ ......لا بدّ أن تَهوي بِهِ الظُّلَم
لا بدّ دون الشَّهدِ من إبرٍ ............والأمنياتُ تنالها الهِمم
الحبُّ سيفٌ حين تمشُقُهُ ............في حدّهِ الترويعُ والألم
وبحدّه إن شئتَ مكرمَةٌ ...........فيها السعادةُ زانَها الكرم
-------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين


-- نحلم بالسلام -- .. للشاعر الأستاذ/ عبدالعزيز بشارات

---------------- نحلم بالسلام -------------------
أيا أرض َ السلام فدتكِ روحي .....وأنّاتي وآهاتي تفورُ
فدتكِ الروحُ والأجسادُ مِنّا ......وشلّالُ الدماء بدا يثورُ 
رحابُ بلادنا تَهوى سلاماً .....ونطلُبهُ ويحذونا المسير 
تحيتُنا أذا بتنا سلامٌ .............وغايتنا وَمُنيتُنا السرورُ 
لقد ذُقنا من الويلاتِ ناراً .....تدمّرُنا المصالحُ والشرورُ
وجنّةُ ربنا تُحيي سلاماً ...........وأطفالٌ لنا فيها تطيرٌ
ولم يكُ دينُنا ويلاتَ حربِ ..ولم يكُ في رَحانا ما يُضيرُ
وبالإرهاب ينعتُنا أُناسٌ ...هم الإرهابُ في الدنيا يدورُ
رمَونا بالسفاسف والخطايا ....وما كنّا وما كانَ الغرورُ
وأطفالٌ لنا باتوا ضَحايا ....وهُدّمت المساجدُ والجُسور
يسائلُنا الرُّكامُ إذا مررنا .....وما ندري إلى أين المصير
------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين


انا أن عشقتك .. للشاعر د. منذر قدسي

انا أن عشقتك
.....................................
انا إن عشقتك سيدتي
ينتهي
ضجري....!!!
وينتهي رجم الشيطان
بالحجر...!!!
انا ان عشقتك يبرق
ناظري
ويسبل رمشي في
غياهب
البصر...!!!
واتوه في لجة الأشواق
معتمرا
وينتهي على شط
جفنك
قدري .!!!!
وتهيم بمقليك
عواطفي ويميل الغصن
على شجري ...!!!
أنا ان عشتقك سيدتي
ساصوغ لك شعرا
من صرير
احرفي....!!!
فأنت من بين كل النساء
عشقتك
وانا بشهدك
متيم وبعبق عطرك
اكتفي...!!!
انا أن تهت يوما بالهوى
آثار
نبضك
اقتفي...!!!
اني اعشقك سيدتي
فاعرفي
واعلمي
ما اختار غيرك مشرب
عذب العيون
و يصطفي...!!!
اني سقيم بحبك فهاتي
المرام
واوتاره
واسترخي على رمشي
اجعلي القلب
وسادة
وافرشي...!!!
فانت الداء سيدتي وانت
الدواء
وانت الدفئ لخاطري
وضلوع صدري
ومعطفي...!!!
فدعي جناح الوصل
يرفرف
فرح...!!!
واتركي ثغرك يتفيئ
بغصون
مبسمي ولحن عشق
اعزفي...!!!
....................
منذر قدسي

اطارد ريح الهوى و أغني .. بقلم الأستاذة / مريم بن شامخ

اطارد ريح الهوى و أغني
و ألقي بصمت الدواوير صبري
و أدلي بدلوي ببئر الوصايا
لأسقي بماء التعاويذ صدري
فيزهر صبح تأنى بدربي
و يشرق وجه المنى عند قبري
مريم بن شامخ

((… عوالمُ ليستْ لأمثالنا… )) .. بقلم الأستاذ/ عبدالرزاق الأشقر

قارئي الكريم
إذا أكملت القراءة فأنت غير ملول، و إن لم تكمل فأنت غير ملوم، وربما خرجت بشيء ما أو دخلت ولم تخرج من هذه العوالم
((… عوالمُ ليستْ لأمثالنا… ))
غريبانِ كنَّا نحثُّ الخطا
إلى شارعٍ موحشٍ مظلمِ
فقالَ صديقي أعتمٌ هنا
أجبتُ تخافُ منَ المعتمِ
و شدَّ قميصي اتئدْ ربَّما
دخلنا إلى عالمٍ مبهمِ
فقلتُ تجرَّأْ فإنَّ المنى
تَحصّلُ منْ جرأةِ الضَّيغمِ
و إنَّا طليقانِ ملءَ الفضا
و لسنا حبيسينِ في قمقمِ
وقفنا كلانا معاً وحدنا
و كانَ السُّؤالُ بملءِ الفمِ
إلى أينَ نمضي و قدْ مضَّنا
طريقٌ بأقدامنا قدْ دَمي
كلانا يفتِّشُ عنْ غامضٍ
و إنَّ الغموضَ لنا ينتمي
و ليتَ بأنَّا ولجنا بهِ
كما يلجُ الصُّبح للأسحمِ
إلى عالمٍ كانَ رحبَ الفَنا
عديمَ المياهِ و كمْ منْ ظمي
و كانَ الفراغُ يحيطُ بنا
سواراً يُلفُّ على المعصمِ
و ودعني صاحبي قائلاً
ستدخلُ للعالمِ المجرمِ
فصارَ وداعاً بعمقِ الرُّؤى
كجرحٍ ينزُّ الصَّدى مؤلمِ
دخلتُ إليهِ كنهرٍ غدا
مليئاً بموجٍ كمثلِ الطَّمي
و لكنَّ لوناً بدا قانئاً
كلونِ الشَّقائقِ و العندمِ
أَتَونٌ منَ الموبقاتِ غلى
و يوقدُ بالنَّاسِ حتَّى حمي
و أخدودُهُ لمْ يعدْ واحداً
كعدِّ الكواكبِ و الأنجمِ
تخطَّى حدودَ العقولِ بما
تلطَّخَ بالسُّوءِ حتَّى عمي
و قدْ صمَّ أُذْنيهِ عنْ صوتنا
و كشَّرَ ناباهُ كالضّرغمِ
رجعتُ أهرولُ يا صاحبي
رجوعَ المقهقرِ و المرغمِ
و رجلاي تعدو بلا أرجلٍ
كعدوِ الفريسةِ منْ شيظمِ
و إنِّي الضَّعيفُ بلا صاحبي
و لستُ المجرِّبَ لستُ الكمي
و كانَ صديقي الَّذي لامني
تبصَّرَ كالفارسِ المُعْلَمِ
غريبينِ كنَّا و لمَّا نزلْ
شغوفينِ نبحثُ في المعجمِ
عنِ الكلماتِ الَّتي أصبحتْ
كلدغِ العقاربِ و الأرقمِ
فماذا اقترفنا و في حيِّنا
ألوفٌ منَ النَّاسِ كالطَّوطمِ
و منْ صاغَ منّا لنا عالماً
أبادَ القبائلَ منْ جرهمِ
و منْ راحَ يخطبُ ودَّ الرُّبا
أتتهُ الأزاهيرُ في الموسمِ
و منْ يتعجَّلْ قطوفَ المنى
تضرَّسَ أكلاً منَ الحصرمِ
و منْ يتصدَّى لدرءِ الرَّدى
رمتْهُ المنيةُ بالأسهمِ
عليكَ بنفسِكَ فأربأْ بها
و كنْ في حياتِكَ كالمُحْرمِ
تلاقي الصَّعابَ بأهوالها
فنعمَ اقتحامكَ للمغنمِ
و دعْ بصماتكَ في حلِّها
تدلُّ على الرَّسمِ و المرسمِ
و ليستْ نجاتكَ منْ صعبِها
نجاةً منَ العاجلِ المبرمِ
وإمَّا ابتليتَ بحبَّ الدُّنا
و حبِّ الظُّهورِ غداً تندمِ
فلا المالُ باقٍ و لا أهلهُ
جميعُ الخلائقِ لمْ تسلمِ
عوالمُ ليستْ لأمثالنا
فنحنُ سنوطأُ بالمنسمِ
و إنِّي و إيَّاكَ يا صاحبي
شريكينِ كنَّا بسفكِ الدَّمِ
أتتنا المصائبُ خلَّاقةً
تفتِّشُ عنْ زوجةٍ متئمِ
و صرنا نباعُ بسوقِ اللظى
بزيفِ الدَّوانقِ و الدِّرهمِ
فكيفَ سنصعدُ فوقَ اللظى
و نارُ الحقيقةِ في السُّلمِ
و كيفَ نعودُ إلى عالمٍ
كأمٍّ رؤومٍ بها نحتمي
تفيَّأتُ ظلَّكَ يا موطني
فكانتْ ظلالكَ منْ أعظمي
عبدالرزاق الأشقر

السبت، 25 أغسطس 2018

يومآ ماااا .. بقلم الأستاذة / رحيق الورد

يومآ ماااا ..
ستتوه خطاااھ على جسور عودته
سيعود فاااقدآ للصّواااب
سيلعن الوقت الّذي غاااب فيه
فنالت منه براااثن الفقد 
سيجلس وحيدآ أمااام صورها القديمة
يقلّبها بندم ..
سيقرأ في وجهها سطور العتاااب واللّوم
ويشيح بوجهه إذا ما التقت بعينها عيناه
يمسح بكفّيه عرق الإجاااباات المتصبّب
من جبين الخجل
ويستجدي حضورها من جديدٍ ؛
إلى أن يصبح رهين التّمني ..
فيتوارى خلف لحظااات ولّت ومضت
كانّوا قد ابتسموا بهااا معآ
‏وجعلوها طوع العبث والضّحك
فيعضّ ندمآ على أصاااابع الحنين
تمامآ مثلما يعضّ الثّعبااان على ذيله
وقت الشّعور بالخطر ..
يطرقع أصااابع يديه متحسّرآ
فيسمع فرقعة روحه
من شدّة الشّوق والعطش
يبلع ماااا تبقى من ريقه
ويغفو على وساااادةٍ
محشوّة بحصى الألم والأسى ...!!!

طفل لدي .. بقلم الأستاذ/ طارق الرجال

طفل لدي
بين الحنايا
سكنك انت
طفل هو
ماذال يهواااك
صغير صغير
عصفور نحيل
يدور يدور
تغريده انين
لحن حزين
تردده الأصداء
في غياهب الحنين
لله ضرك ياهوي
ضائع أنت
في متاهات الغياب
ماذا لو ألتقينا
هناك ذات حلم
لن يعاتبك الطفل
وجه .... لكهل
أسهده الليل
وااااااه يااا أنت
لن أغرق االمساء
في دمعات السهد
فقط..... انا طفل صغير
بالكااااد

أحن
اليك
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
** طارق الرجال **
6 /8 /218

الغزو الفكري (2) للأستاذ الكبير/ حرب شاهين

الغزو الفكري
هو من أوصل الأمتين العربية والاسلامية الى ما هما به من تخلف وهوان
ومع أن القرآن الكريم، كان قد نبهنا الى خطورة الغزو الفكري، وأنه علينا اللجوء للقراءة والتفكر والتدبر، وألا نتقبل أي فكر أو علم لا ينسجم مع ما يتناسب ومصالحا وتقدمنا، فإننا أغفلنا ما أمرنا به قرآننا ولجأنا ال تبني أفكار دخيلة لم تحمل في طياتها سوى تشتتنا وتدميرنا والسيطرة على اوطاننا.
لقد اجتهد الكثير من العلماء والباحثين والفلاسفة لإيجاد تعريف مناسب ومحدد للعلم عبر العصور، فكثُرت الآراء وتعددت الأقوال وتفاوتت وجهات النظر، فمنهم من أصاب ومنهم من أخطأ، لكن هناك حقيقة مسلَّمة تفرض نفسها من خلال التبصر والتدبر والإدراك لحقيقة هذا الكون ومكنوناته، بدقة نظامه والقوانين التي تحكمه أن : العلم هو قوانين الله سبحانه وتعالى الكونية.
ومما لا ريب فيه، أن كل حرف، وكل كلمة، وكل آية، وكل سورة وردت في القرآن الكريم تعد من الكلم المعجز، ولها مفهومها ودلالتها مبنىً ومعنىً خاص بها، وقد جاءت هذه السور والآيات المعجزة لتبين للناس حكماً خاصاً، أو تشريعاً معيناً، أو مسألة ما تعبر عن نهج وأداءٍ مُحكم، سواءً كانت خاصة بالعقيدة أو العبادات أو المعاملات أو غيرها...
ولا ريب أن القرآن الكريم وحدة متكاملة من الإعجاز العلمي والبياني والبلاغي لا يستطيع لأي إنسان على سطح هذا الكوكب ـ مهما حصَّل من العلم والفكر الواسع ـ أن يأتي بآية منه قُلْ لَئِنْ اجْتَمَعَتْ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً (الإسراء:88)، ولمّا كان على المؤمن بالقرآن أن يتدبر معانيه بحروفه: الحلال والحرام، والمُحكم والمتشابه، بشير ونذير، قصة، عظة، مثل، أي المقصود هنا التزامه التام بأمر الله ونهيه، متمسكاً بالثوابت من توجيهات وإرشادات، تعصمه بأمر الله من المعاصي والموبقات مظهراً وجوهراً.
إذاً لا عجب، أن تكون كلمة «اقرأ» أول كلمة وحيٍ نزلت في القرآن الكريم، بل إن القراءة، بما تعنيه من علم وتأمل وتدبر وتفكير وفهم ومعرفة، هي المفتاح الحقيقي الثابت والمرشد الصادق والبرهان الساطع للإيمان الحقيقي، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مصداقاً لقوله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ  خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ  عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ  (العلق:1-5)..
إذاً، إن ابتداء القرآن الكريم ب (اقرأ) ثم كانت السورة الثانية  ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ  ما هو إلا توجيه إلهي لأهمية العلم، وكأن العلم بكل مفرداته من حيث القراءة والكتابة والقلم والتسطير، ما هو إلا الأساس الثابت الراسخ للإيمان بالله ، والطريق السوي الذي به ومن خلاله نعيش سعداء في الدنيا والآخرة، فعلى كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلتزم التزاماً ثابتاً بما أمرنا الله به، لنكون خير أمة أخرجت للناس.


_ عصفورٌ بلا ريش _ بقلم الأستاذ/ وليد.ع. العايش

عصفورٌ بلا ريش _
_________
لا تعتبْ على خجلي
فإنني طفل قيدُ الولادة
لمْ تنبُت وريقاتُ جناحيه 
وأنتَ الطائر المنصور
في الحُبِّ مازلتُ يافعاً
أخشى منْ ظُلمةِ الكلمات
وأنتَ سيدُها ...
فما بالك بحالِ تلميذٍ
بحضرةِ مُعلّمِ التعبير
عصفورٌ أنا بلا ريشٍ
أحبو على بطني
أُصافِحُ أثوابَ الثرى
كي أُصبِحَ العصفور
لا تنتقدْ خجلي فإنّي
كما عذراء
على شطِّ الهوى ... ومِنَ النوى
لا تعترفْ بعواصفٍ ضريرة العينين
أو تُلاعِبَ أمواجَ البحور
دعني أراكَ كما أنتَ
لا كما يراكَ عِملاقُ الهوى
أو ماردُ المصباحِ
الذي كانَ يُنيرُ الدربَ
فالدربُ لازالتْ تحذو حذوها
على ثغري الخجولْ
لا تدري ما تقولْ
وأنتَ رُبّانُ السفينةِ
أيُّها الرجل الجسور
يا أيُّها الطاغي على صمتي
تُناجيكَ حروفي
وهمسي المُتّيم منْ عصور
ألا تدعْ قدماكَ تطأْ أرضي
كي تبقى في ناظريّا
ذلكَ العشق الكبير
فمنْ وجنات قلبي
ستنبتُ الحضارةُ كُلّها
وكُلّ القوافي ستُغني أسطورتي
كيفَ أمسيتُ طائراً
يعرفُ دربَ السناء
وإلى السماءِ بلا أجنحة
سوف يطيرُ ... يطيرْ ...
________
وليد.ع.العايش
11/7/2018م


((((ناس وناس )))) .. بقلم الأستاذة / سحر فواز

((((ناس وناس ))))
بتضحك على كل الناس
صورة بتطلع حلوه
وصورة كلها 
احساس
ياخساره
بمليون وش
تضحك ليهم وتغش
تكدب على ناس
وتغير
وساعات ممكن بتهش
تضحك ليهم أشكالهم
وتدوس
على ناس وتدش
ناس الغدر ماليهم
وفى ناس المكر
عاميهم
وتبكى ف الناس وتغش
حريفة بمعنى الكلمه
بتلم قروش وتهش
رسمين توب الشرفاء
جواهم زيف بيوش
محتال يا بوليس
الحقنى
من ناس بتلم
القرش
على مين تأكل
يا انانى
يابو حق تجيبوا
بالهبش
يا ديابه فى شكل
ملايكة
ارجوكم سيبوا العش
انا أعيش واكلها بدقه
بس ما اكلهاش
بالغش نفسى
اهرب من حواريهم
و كلامهم
مش بالصدق
يوم ورا يوم بيزيد
فى غم
كدابين أصحاب
مبادئ ..............
والحقيقة انه لم
الحكاية من ساعتها
الحوار دا كلة هم
تحياتى // سحر فواز
Sahar Fawaz

يداكِ ورديتان .. للأديب الأستاذ/ محمد ماهر مرعي

يداكِ ورديتان
الإحساس يترجم ما فينا من رسائل
و يشف عن ما قد يخفيه تكبرنا
لو أن الأرض ملئها شوقا 
لما هز الغياب تراتيل الفقد
لو أن يداك حملته بعنايه
ما كان لعقد الحنين ان ينفرط
وما كان للهيب الشوق ان يهدأ
و ما كان لصرخة الرغبة أن تتلاشى
قلبك المملوء بالحب
صدرك الممزوج بالحنان
شفاهك المرسومة كحبات حلوى
ويداك المرتعشة
التي ما زلت أراها تنزلق محدثة في الصدر أهوال
و ابتسامتك الجريئة حين يعتليك خجل
محدثة ضجيجا يواري سوءة الاحتاج
يداك ورديتان
وصدري حبات طين
وجسدي رغم احتراقي كل ليل مزهرية
محمد ماهر مرعي

الاثنين، 20 أغسطس 2018

رفقا بقلبي .. بقلم الأستاذ/ منير المسروقي

رفقا بقلبي
نبضاتي
زفير
وألم بصمت
وأنا معك أكون ومن غيرك لا أكون
ربان لسفينة تاهت في أعماق البحر
لا بوصلة ولا اتجاه ....
معك تعلمت الغوص في الأعماق بدون تنفّس
وبغير أجنحة أطير
خذيني معك وشدِّيني إليك
علِّميني كيف أخطو خطواتي الأولى نحوك
فأنا المتعثِّر ولست أقوى على السّير
رفقا بقلب أحبّك وباسمك هام وبين حروفه ذاب
فما حاجتي من هذه الدنيا سوى جزء من عناق
تشابك أيدينا ومضيّ نحو الهلاك
انت حوّائي وسبب نزولي
وأنت وطني الجديد
للورد بذور وللأرض عطاء
ومن جنون حبي كان الدّواء
ايا حبيبة القلب رجاءا اقتربي
فالحب مثل الورود عشقه الوفاء
املئيني عشقا فالحب بات قديما
اسكبي كأسي واقرئي فنجاني
فطالعي في شقوق يدي
وبرموش عيونك أبدأ رحلتي .. أعدّ زماني
منير المسروقي
10/08/2018

مضيْتُ مع سراديبِ الخيال .. بقلم الأستاذ/ عبدالسلام خلف الحمداني

مضيْتُ مع
سراديبِ الخيال
لِأحْتطبَ الهمومَ
والمحال
وَأَموَاجُ احتِرَاقٍ
تدورُ حولي
وشوقِ جمرةٌ
دون اشتعال
والقمرُ يَمُدُّ لي يَـدَاهُ
لِأَصعَـدَ بين وهْمِ
للزوال
فأَرنُو إلى مَفَاتِنِ وجدكِ
حين ضاعتْ
في كهوف من ظلال
أَعِدُّ خُطى المسافات الحزينه
وصَوتِ البعْد يعتنق الزوال
وعَامٍ فيه الف مَسَافَةُ
تتبع الِشُمسٍ
لليْلٍ من سجال
فَكَيْفَ لِهَمسَتِي أَنْ تَسمعَ
نَجـمَةُ التَكوِينُ
ان نادت الوصال
أُنَادِي على الفراق
كفاك مدّاً
وطُغيَانَ
بِلَذّاتِ اللَّيال
هيَ مِنْ مُهجَتِي !
كالسَّرمَدِ
تبقى دائمة
بروحي
ولاتُزال S
#عبدالسلام خلف علي الحمداني

_ لفائفُ ليلاي _ ..بقلم الأستاذ/ وليد.ع. العايش

_ لفائفُ ليلاي _
--------
يا حادي العيسِ اروِ لها
كيفَ يهيمُ قلبي في روابيها
وكيفَ هامتْ بِها روحي
فباتتْ طِوالَ الليلِ تُناجيها
أحببتُها وثَمِلتُ , بعينيها
وكأنّي لأوّلِ مرّةٍ , أُدانيها
النهدُ غارَ منْ ثغري
فأخْبرَ بجريمتي الدُنيا, ومَنْ فيها
كيفَ لي ألاَّ أُدوِّنُها
كما غُصْنٍ
على رموشِ العينِ أُسْكِنُها
ومنْ صِبا بردى, وقلبي
أُترِعُ الكأسَ, أشربهُ؛ وأسْقيها
أيَا بحراً يعلمُ جُلّ خفايايَ
لِمَ لا تُخبرَ ليلى بأسرارٍ
أكادُ اليومَ أُخفيها
الحبُّ يا بحرُ لا شُطآنَ تُجاوِرهُ
فَكُنْ لطيفاً على ليلى؛ داريها
وأنتَ أيُّها القمرُ
لا تنزوي , خَجِلاً
فالنورُ يأبى الموتَ
قبلَ أنْ أُلاقيها ...
أشعلي النارَ يا شمسُ؛ ولا تخشي
فمَنْ يُشعِلُ النيرانَ فيّا؛ يُطفيها
أحلامي تناثرتْ كأوراقِ خريفٍ
فلا حارس الليل , ولا جنديُّ يُنجيها
وستائري المُطرزةَ بِدمعي , أُسدِلُها
لا تنظُري لِمَ خلفَ ستائري
فَمارِدُ المِصباحِ , يحميها
عِطرُها الفوّاحُ منْ زمنِ قيسٍ
مازالَ عُذريّ الهوى
لا ثغري ؛ لا شفتاي ,لا رجلٌ؛ يُدانيها
ليلاي تنامُ في لفائِفها
عذراءُ ترقصُ على أنغامِ, أوانيها
الحياةُ لا طعمَ لها
إنْ لمْ تمطري عِطراً , وتُحييها ...
------
وليد.ع.العايش
31/7/2018م



رفقًا بالقوارير مقالات ملفقة 19/2 بقلم الأستاذ/محمد فتحي المقداد

رفقًا بالقوارير
مقالات ملفقة 19/2
بقلم – محمد فتحي المقداد
يروى أن أحد أساتذة جامعة دمشق، كان يناكف إحدى الطالبات أثناء الحصّة الدرسيّة (المحاضرة)، وتجرأت الطالبة بالردّ: «رفقًا بالقوارير» يا دكتور، فردّ عليها: «نعم رفقًا بالقوارير، وليس رفقًا بالبراميل». فخجلت الطالبة من سُمنتها الظاهرة.
بالعودة إلى الفعل «رَفَقَ» ، رفَقَ به، رفَقَ على، رفَقَ به. وإذا رفَقَ بحاله فيكون قد حنّ وعطف عليه. وهي بالمجمل من اللطف في المعاملة، ولين الجانب، والصنيع الحسن، للمساكين وذوي الحاجات وضحايا الحروب. الذين هم بحاجة لكل هذه المعاني مجتمعة، لأنها نابعة من قمّة الطبع الإنسانيّ الرّحيم.
الرّفقُ ضدّ العنف، وقد رفَقَ به، يُرفَق بالضمّ رِفقًا، وترفّق به، يتّضح هذا المعنى في الحديث النبوي الشريف: «ما كان الرّفقُ في شيء إلّا زانه، ولا يُنزع من شيء إلّا شانه». رواه مسلم. مما تقدّم فإنّ لين الجانب بالقول والفعل، والأخذ بالأسهل والأهون و الدفع بالأخفّ، لما يُحدثه من الأثر الطيّب في نفس المُتلقّي.
والرّفقة الجماعة، ترافقهم في سفرك بضمّ الراء وكسرها، الجمع رفاق، ومنه يقال: رافقه، وترافقوا، والرّفيق المُرافق، والجمع رفقاء، فإذا تفرّقوا ذهب اسم الرّفقة، ولا يذهب اسم الرّفيق. وهو واحد وجمع كالصديق. قال تعالى: «وحَسُنَ أولئك رفيقًا»، ورفق الشّخص صار صديقًا لغيره مصاحبًا له، مرافقٌ ومصاحبٌ.
في الوقت المعاصر ومنذ بدايات القرن العشرين، تحوّل استخدام كلمة «رفيق» إلى منحى أيديولوجي ، عندما اتّخذت بعض الأحزاب ذات النهج القومي والأممي (حزب البعث، الحزب الشيوعي) كلمة «رفيق» وسيلة للتخاطب فيما بين الأعضاء المنتسبين لهذه الأحزاب. وأصبحت علامة مميزة خاصّة بهم.
وفي «رسالة من امرأة حاقدة» هذه القصيدة النزاريّة، نسبة إلى الشاعر (نزار قبّاني)، جاء ذكر الرّفاق بقوله: «وسددتَ في وجهي الطريق بمرفقيْك، وزعمتَ لي .. أن الرّفاق أتوْا إليك..، أم أنّ سيدة لديك.. تحتلّ ساعديكَ؟».
وفي قصيدة شهيرة غنّاها عبدالحليم حافظ، «حبيبتي من تكون» للشاعر الأمير (عبدالله الفيصل آل سعود)، قال في بدايتها: «الرّفاق حائرون.. يفكّرون.. يتساءلون في جنون..، يفكّرون.. يتساءلون.. يتهامسون.. يتخيّلون.. أشياء وأشياء.. أسماء وأسماء.. ويضيع كلّ هذا هباء».
والجامع المشترك بين هاتين القصيدتين الرائعتين، القلق والشكّ والاتهامات المتبادلة بين حبيبين. عدا عليهم الزمن جفاء، فتباعدا والرّفاق هم الأسّ في ذلك الهجر واللّوم.
وقيل : «الرفق ضدّ العنف، وهو اللّطف، وأخذ بأحسن الوجوه وأيسرها، والرفق محمود، وهو مع اللين من ثمرات حسن الخلق والسلامة»، والرفق خير في كل أمور الحياة الدنيوية والأخروية، حتى في المعاملات، خاصة في معاملة المرء نفسه، ومع محيطه من أهله وجيرانه وأبناء جلدته.
ومن هذا المنحى فقد اتّخذَ من كلمة «رفق» الأسماء المؤنّثة والمذكّرة، ولعلّ يكون اسم الأكاديمية الأديبة (رِفقة دودين)، وهي من مواليد 1958قرية (راكين) محافظة الكرك، وقد تركت بعد وفاتها 2013 إرثًا ثقافيًّا من المؤلّفات (قلق مشروع - قصص)، (مجدور العربان ، نص روائي)، (أعواد الثّقاب - قصص)، )سيرة الفتى العربي في أمريكا – رواية)، (توظيف الموروث في الرواية الأردنية المعاصرة – دراسة نقدية)، (أهل الخطوة – رواية).
ولأهل الغناء والفن نصيب وافر من هذا الاسم، والأبرز هو اسم الفنان السوري (رفيق سبيعي – أبو صيّاح)، بطوله الفارع ووسامة وجهه المتميز بشاربيْه المفتولين، ونبرة صوته المحببة إلى ممن تابعوه في مسلسل (صح النوم)، أيام الأسود والأبيض، مع الفنان (دريد لحّام – غوار الطوشة)، (ياسين بقّوش)، (نجاح حفيظ – فطوم حيص بيص)، (نهاد قلعي -حسني البورازان)، مع جيل مختلف من الفنانين الذين لم يبق منهم إلّا القليل.
ومن يذكر أغنية (يا أم العباية)، مؤكد أنه سيتساءل ولن يفاجأ إذا عرف أنها الفنانة السورية الرّاحلة (سهام رفقي)، وأجمل من يجيد تقليد فيروز، وإعادة انتاج أغانيها بنبرة صوت مميزة هي الفنّانة الصّاعدة (رفقا فارس). ولن ينسى (رفيق علي أحمد) الممثل اللبنانيّ بأدواره في المسلسلات التاريخية ماثلًا في الأذهان.
وإذا ما كنتُ في رفاقة فلان، أي أنني في صحبته ومعيّته، وصرتُ رفيقًا له، ومن رفَقَ في السير يكون قد اقتصد واعتدل في مشيه. وإذا رفَقَ الولد فيكون قد ضرب مرفقه، ومن رفَقَ صاحبَه اي نفعه بمنفعة، ورفَق الجمل: ربطه بالرفاق، ومن رفَقَ العمل يكون قد آحكمه وأتقنه، وماء رفَقَ: سهل المطلب، وكذلك كل حاجة رفَقُ فهي سهلة البغية والنّوال.
وفي مصطلح (مرافق عامّة) دلالة واضحة في المدن والتخطيط العمراني على الطرق والحدائق والحمامّات العامّة. على أن لجميع فئات الشعب حق الارتفاق، كونها مُتاحة مجّانًا أو مأجورة. تدار هذه المرافق ضمن دوائر متخصّصة محكومة بقوانين ناظمة لطريقة تشغيلها وإدارتها.
أقولها بصراحة: مصطلح (الرّفيق الأعلى) كان معناه الحقيقيّ كان غائبًا عن ذهني، وأفهمه على أن معناه (الله عزّ وجلّ)، إلى أن درستُ مادّة ( ر، ف ، ق)، لأتشوّق لصحبة النبيين والصدّيقين والشهداء والصّالحين، إذا ما انتقلت من دنياي إلى الرّفيق الأعلى، وحسُن أولئك رفيقًا. ولمّا خُيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الدنيا و الآخرة، اختار الآخرة، وقال: «اللّهم الرّفيق الأعلى».
ومن باب الذكرى، أختم بنصيحة يحفظها الجميع، «الرّفيق قبل الطريق»، لمن أراد السفر والارتحال.
عمّان – الأردن
5 / 8 / 2018

افلت شمس يومه ..بقلم الأستاذ/ عوض الشقران

افلت شمس يومه
و استغل الظلام وجود غيمة
حجبت ضوء القمر
كي يعم عتمه المكان
اتشح الليل بالسواد
حتى اصبح كامنيات تحقيقها محال
صمت موجع كما الالم
لا صوت
سوى صدى نعيق غراب
قادم من البعيد ....
وحيداً وقف امام الشاطئ
ينفث دخان سيجارته
يرقب خيال قادم
و تنهيدة تخنقه
متسائلا ... اين النور
اين الحياة
لا جواب .....
حائر هو
مشتت الافكار
اسئلة تراوده
ما الذي حصل
مَن استباح حرمة الهوى
مَن غادرت سفنهُ شاطئ الامان
و بالعتمة دون وداع سرى
ما الذي جرى
اتراها رحلت
لا جواب .....
سفينتي
5 / 8 / 2018

شوق للقياك .. بقلم الأستاذة / أم أيمن الشعبي



شوق
للقياك
طال الوقت وانت معي
لكنك هناك
في مكان لست ادري
لااشعر بوجودك معي
تائهة انا
اهو الغرام
ام هو طول الغياب
ام قلب
طلب المرام
ام هو ضياع
بقلمي......3/8/2018

الغزو الفكري .. للأستاذ الكبير / حرب شاهين

الغزو الفكري
الأكثر خطراً من الغزو العسكري وكل أنواع الغزو الأخرى
قبل بضعة أيام، طرح الصديق الفاضل خليل أبو راشد موضوع الغزو الفكري للنقاش، ولكن للأسف لم يهتم أحد بهذا الموضوع، ومرّ عليه الكثير دون تدبر أو إمعان، وإذا ما حاولنا التوقف عند هذا العنوان، فإننا نؤكد أن الغزو الفكري هو الاستيطان الحقيقي في عقولنا قبل أرضنا.
الغزو الفكري يعني أن يزرع العدو في ذهنك ووجدانك مجموعة من القيم التي تتناقض مع مصلحتك وتاريخك ومستقبلك، وهذا ما حدث مع الشعب الفلسطيني بشكل عملي.
كنا نطالب بتحرير فلسطين المحتلة عام 1948، ونعتبر كيان العدو سرطاناً خبيثاً يجب اقتلاعه من جذوره، ثم بدأنا نتراجع شيئاً فشيئاً، حتى اعترفنا بوجود العدو وأن من حقه العيش بسلام وأمان، حتى لو أباد منا ما تيسر له، ثم بدأنا نلهث وراء دويلة كرتونية تكون رسالتها الأولى والأساسية أن تكون أداة طيعة في يد العدو.
أوهمونا بأن هذا العدو اسطورة، واوهمونا لا حول لا ولا قوة لنا، وما علينا سوى أن نربي أطفالنا حتى يبلغوا سن الرشد، او حتى لم يبلغوا، لينقض عليهم العدو ويصبحوا قرابين لجشعه وتوحشه، اليس هذا اغزو الفكري الذي اوصلنا لما نحن فيه؟
كان على منظماتنا جميعها من اقصاها لا دناها، ان يدسوا في عقولنا، لا تفريط بذرة تراب واحدة من ارض فلسطين كلها، ولئن كانت موازين القوى ليس لصالحنا في هذه الايام، فما كان عليهم ان يغزوا فكرنا بالإحباط والتيئبيس والخنوع والاستسلام.
لقد لعب اعلام المنظمات الدور الرئيس في المآسي التي نعيشها، ولقد انصب الاهتمام على تقديس هذ القائد وتبجيل ذلك، زرعوا في فكرنا التعصب لتنظيمات متهاوية متردية، انا لست ابن فتح او حماس او الجبهة الشعبية او هذه المنظمة او تلك، انا ابن فلسطين، ابن فلسطين فقط ما هتفت لغيرها ولن ارضى بغيرها بديلا.
اضم صوتي لصوت الصديق خليل ابو راشد، تعالوا نناقش الغزو الفكري، وتعالوا نقرأ ما حلّ بنا بتجرد وموضوعية، وتعالوا نرتق في فكرنا وحوارنا...


≈≈ ما أظلمك≈≈ .. بقلم الأستاذ/ طارق الرجال

≈≈ ما أظلمك≈≈
علي جدار الليل السميك
معلق هذا العود العتيق
جراب من حرير الروابي
نسجته فراشات الحنين
يسري الشوق علي أوتاره
وجد عبق من زماننا الرهين
تشتعل الريشة شوقآ
للمسة
من ابهامك تعيد السنين
بدن من خشب أنيق
يسري السهاد في أحشائه
واااااااااه من الحنين!!!
سل الليل والنجم سل القمر
سل الموج سل الغيم... المطر
تسابيح العنادل للأريج
رائحة النسيم عند الشفق
سل ما شئت بعدي
يجيبك الكون بأثره
أعد العزف مرات بعد الالف
ذات حلم رنة عود من ألق
لوتعرفين يمامتي لوتعرفين
ساقية هنا من وجد الاشواق
صداها أنين .. سل الممشي
لن يمل الغدير يراقص الزهر
الياسمين هنا حنينه قد انتحر
كلا. ......... و رب القمر
تسري الاشواق بالحشي
أجبني والهوي بربك
كيف اهدهد التحنان
ماذا أقول لنبضه اذ يناديك
في عتمة الدجي مضطربآ
تجيبه الريح هوجاء تعاتب
طيفك الأنيق تخبرك
تنبه غفلتك
ماااااااا
أظلمك
حقآ مااااا أظلمك،،
طارق الرجال **
١٩//٧// ٢٠١٨

قلت لها .. بقلم الأستاذ/ عوض الشقران

قلت لها
يا التي اشتاقك جداً
هل لي بقبلة عند اللقاء
قالت
يا الذي تهوى الروح
و تمتلك الفؤاد
اطلب ما هو مستطاع
كي تطاع
لك مني قبلة شوق
على الجبين
لعلها تطفئ ناراً
اوقدت في قلبي الحنين
قلت
هل لي بحضن اليدين
و تظرة من الناعستين
تعيد لي ما قد ضاع
و بغمزة منها
لامرها انصاع
قالت
في دنيا الهوى
هناك مشتري و بياع
لك ما تريد و اكثر
صاحب الامر و الولاية انت
اغمرني بلذيذ العشق
حد الاشباع
و ما ارجوه وعداً
بان لا تجعل القلب
ببعدك يلتاع
ف الغياب ليس له داع ...
سفينتي
1 / 8 / 2018

إضاءة على رواية (المرفأ البعيد) للروائي (حنّا مينه) بقلم الأستاذ/ محمد فتحي المقداد

قرأت لكم ..
إضاءة
على رواية (المرفأ البعيد) للروائي (حنّا مينه)
بقلم - محمد فتحي المقداد
رواية المرفأ البعيد تصنّف ضمن المدرسة الواقعيّة في الأدب الروائيّ، فتعطي صورة حقيقية لواقع حياة المدُن البحريّة، والمهن البحريّة كالصيّادين والبحّارة، وطواقم العمل في الميناء، وعلى متن البواخر، والمهمات المنوطة بكلّ فرد، وعليه القيام بواجبه على أتمّ وجه حتّى تتكامل المُهمّة بنجاح، فطبيعة البحر تفرض عليهم التعاون؛ لتفادي الكثير من المخاطر، والمشاكل الطارئة والمستعجلة.
متعة القراءة لروايات (حنّا مينه)، تأتي من قدرته العجيبة على الوصف الدقيق، ونقله بصورة سلسة قريبة من فهم القارئ العاديّ والمثقّف. كما أنّ رسالة الكاتب واضحة تصل بسهولة، ويمكن قراءة ما وراء الكلمات من مَرامٍ، وأهداف مرمّزة على القارئ أن يتلمّسها بحسّه وذوقه الأدبيّ.
وكما يقال: (إن الشّاعر ابن بيئته)، كذلك فإن الروائي (حنّا مينه) ابن بيئته، فهو ابن لواء إسكندرونة السّليب. انتقل مع عائلته إلى مدينة اللاذقيّة على الساحل السوريّ. كتاباته تتجلّى بمتحوراتها حول بيئة البحر. يحكي حياة المدن والقرى المُطلّة على البحر المتوسّط، وحياة أبنائها بشكل مفصّل، وكلّ متعلّقات مهنة البحّارة بتفصيل دقيق، وبذلك يكون قد أثرى الأذهان البعيدة عن هذه البيئة بثقافة معرفيّة جديدة. رواية مثقّفة واعية. أدخل كثيرًا من الكلمات على وزن تفعيلات جديدة على خلاف استخدامها المعروف. وشرح كثيرًا من مصطلحات البحر ومهنة البحّارة.
وبالتوقّف عند رواية (المرفأ البعيد)، نكون أمام عمل روائيّ عظيم، بلغته السلسة بعيدًا عن التعقيد والإغراق في الرمزيّة الغامضة، القارئ هنا لايحتاج لكثير عناء لإدراك رسالة الكاتب.
فرسالته وطنيّة بالدرجة الأولى، التركيز على رموز النضال في مقاومة القوى الاستعماريّة.
الزّمن الروائي:
جاء زمن السّرد الروائي في نهاية فترة الدولة العثمانية، بإشارات أن بعض الشخصيّات ممن قاوموا الأتراك، وكانت فترة بين الحربيْن مليئة بالأحداث في مقاومة الاستعمار الفرنسي بكلّ الأساليب المتاحة، والوصول إلى مرحلة الحكم الوطني بعد جلاء آخر جنديّ فرنسيّ عن سورية 1946م، ومصير المناضلين القدماء بعد عودتهم إلى ديارهم، مثل سعيد، وزميله (سيّد) البحّار المصري، والتّشابه الكبير في مرحلة ما بعد الاستعمار في أنظمة الحكم الدكتاتوريّة التي جاءت أشدّ ظلمًا لشعوبها من الاستعمار نفسه، حسب الرواية. لأن الرواية ناقشت هذا الموضوع، مُفصِحَة عن أنّ الأنظمة الوليدة مشوّهة على شاكلة أسيادها.
الصراع الاجتماعي:
بمهارة سرديّة نقل (حنّا مينه) الواقع المعاشي من المرئي شفاهيًّا إلى عالم المقروء الروائي، فالصراع الاجتماعيّ واضح بدلالاته الطبقيّة، ما بين البرجوازيّة المحليّة المرتبطة بمصالحها، وعندها الغاية تبرّر الوسيلة، فالاهتمام الأوّل لديها جمع الأموال، والإغداق منه على ملذّاتها ورفاهها، على حساب الكادحين.
ملّاكو قوارب الصّيد هم (الرُّيّاس) مفردها (ريّس) تُنطق بلا همزة، فاللّفظ مستخدم كذلك في اللهجة المصريّة بنفس الصيغة. والعمّال الذين يشتغلون على القوارب هم البحّارة، يتمتّعون بخيرة مكتسبة أبًا عن جدّ، ملتزمون بقواعد المهنة من الشرف والأخلاق فيما بينهم في مجال عملهم. والرُّيّاس هم من يحتكرون التشغيل في الميناء، وعلى البحّارة الخضوع لأوامرهم، وفي كثير من الأحوال ما تكون ظالمة وجائرة.
شخصيّات الرواية:
بالطبع في كلّ عمل هناك شخصيّات رئيسيّة وثانوية، فمن الشخصيّات الرئيسية شخصيّة البحّار ●(صالح حزّوم)، منذ بداية الرواية تبيّن أنّه اختفى في البحر بعد محاولاته في إنقاذ من كانوا على متن قارب واجه مصير الغرق، رغم موته واختفائه فقد كانت سيرته حتى نهاية الرواية، وابنه ●البحّار (سعيد)، هو الذي ورث كثيرًا من صفاته والده الرجوليّة بعضلاته وفتوّته، وتعلّم على يديه مهنة البحّار، من غريب المصادفة أن المرأة البغيّ (كاترين) الجميلة، كانت امرأة مزواجة، وتعشق على زوجها، حيين تتّخد لها عشيقًا، وكانت تخون زوجها (الريّس عبدوش) مع سعيد بن صالح حزّوم، وكثيرًا ما كانت تفصح عن حبّها لوالده العشيق، رغم أنّه طردها من القرية لغيرته الشديدة عليها، ومما رأى من ممارساتها الجنسية مع غيره. بعد مقتل عبدوش تزوّجت من (الريّس زيدان) وقتل أيضًا، وبقيت على علاقاتها الشّاذة بخيانات ترضي شبقها المتفجّر.
تعتبر شخصية سعيد حزّوم مركبّة، حمل الكثير من صفات والده الجسميّة، وورث كذلك عشيقتة، وروى حياة والده بالتفصيل الدقيق، والخفايا غير المرئية للعامّة؛ فبطولة الرواية تنقسم فيما بينه وبين والده، تأتي حرفيّة الروائي (حنّا مينة) بتقنيّتها العالية، في استثمار خبرته السرديّة، بخروجه عن المألوف بتكوينه لشخصية صالح حزّوم الكاريزميّة، وأطلق العنان لابنه صالح أن يحكي أمجاد أبيه، وهو الذي عاش حتى نهاية الرواية بجلباب أبيه، بذكريات لم تبرحه في أيّ موقف يحصل معه أو يتعرّض له. فمن المعروف بأنّ من يَمُت تَمُت معه معظم متعلّقاته، بينما صالح عاش بطلًا لرواية المرفأ البعيد. من خلال ابنه.
يقول حنّا مينة: (مع المرأة لا قاعدة ولا معيار، وفي سبيلها، أيّ شيء لا يصير. لقد عشتُ لكي أدرك أنّ البحّار لايخون زميله لأجل ثروة، بينما يخونه بكلّ يسر لأجل امرأة). (المرأة تغيّر، تؤثّر على البحّار، كالرّيح على الشّراع). (إن نساء المرافئ عرضة دائمًا للإغراء، ولإقامة علاقات عابرة). (لكنّها امرأة مرفأ بعد كلّ شيء.. نساء المرافئ تختلف.. بينهمن الجميلات أيضًا، أكثر النّساء خبرة امرأة المرفأ..، نساء المرفأ درجات).
●وأخيرًا لانتقال الحدث الروائي إلى خارج ميناء ومدينة اللاذقية، اقتضى الأمر أن تتزوّج (ريّسًا يونانيًّا) انتقلت معه للعيش في أثيّنا واختفت معه سيرتها مع الخيانات الزوجية. لكنّ سعيد ما يزال يذكرها كلّ حين إلى جانب معشوقته عزيزة.
و في المواقع التي عمل فيها سعيد كان بجانبه رجل راشد عاقل، ففي اللاذقية كان هناك بحّار عجوز، يسترشد سعيد به ويأ،س لرأيه الحصيف الصادر عن خبرة، وأثناء عمله على الباخرة، استشرد بالبحّار الإسكندراني (السيّد)، واسترشد كذلك برأي صديقه (قاسم)، إضافة إلى استرجاع سيرة والدة على مدار مسارات الرواية.
●الشّاب (قاسم) مثقف معروف لدى شباب وعمّال الميناء، هو مثثّف مؤدلج ضمن كوادر الحزب الشيوعي، فهو أمميّ التفكير، يعمل ليل نهار من أجل تفهيم العمّال وتبصرتهم بحقوقهم، ومحاولات جادّة كانت منه في السّباحة ضدّ التيّار، لتأسيس نقابة لعمّال الموانئ، لكنّه في الأخير كانت ضحيّة صراعات مصالح البرجوازية والكتلة الوطنيّة، أثناء مقاومة الفرنسيين، ومثال ذلك ●(الريّس عبدالحميد) الذي كان يميل بتوجهه السياسيّ مع الكتلة الوطنية، والتي كانت تميل بدورها للألمان، وتمنياتهم بالانتصار على فرنسا، على رأي (عدوّ عدوّي، صديقي).
●شخصية (توفيق) صاحب الخمّارة، فقالت الرواية عنه: (حزن الخمّار, كحزن المرأة لايدوم، كلاهما يبحث عن زبون، عن ضحكة، عن نكتة. كلاهما يُبدّل صاحبه كما يُبدّل قميصه، إلى البالوعة بكلّ أحزان الدنيا. لتذهب مع المياه القذرة، مع مجاري المدينة، ولتصبّ في البحر، وهو هذا الواسع، يتقبّل كلّ شيء، ويطهّر كلّ شيء: الحزن، والقذارة، وافتراءات النّاس). بعد موت الريّس عبدالحميد شعر توفيق يالضعف والخذلان؛ نتيجة الفراغ الذي تركه بالحماية والمنعة.
●أما شخصيّة (راغب درويش) فقد جاءت الرواية على ذكره عدة مرّات، على أنّه مهرّب ولصٌّ وقاتل محترف مأجور، يؤجر خدماته لمن يدفع له المال مقابل خدماته. له سمعة سيئة اجتماعيًّا.
شخصيّات الباخرة اليونانيّة (كاسل):
●القبطان (ارتوار) بحّار إيطاليّ مناضل ضد الحزب الفاشيّ، مُعتّد بنفسه وبخبرته العريقة في قيادة الباخرة الكبيرة التي تجوب البحار ما بين موانئ المتوسط إلى أمريكا اللاتينيّة.
● الميكانيكي (جيمس) إنسان مثقف منطوٍ على نفسه، يقوم بعمله على أـمّ وجه يفاخر بخبرته العريقة في صيانة محرّكات الباخرة، وهو مثقف عالي الثقافة في المخلوقات البحريّة.
● البحّار العربي (السيّد) الإسكندراني، فقد كان صديقًا حميمًا مع (سعيد) وصديقه البحّار (عمر) وهو الذي أقنع سعيد بالسفر معه إلى أثينا للبحث عن عمل على متن البواخر العابرة للقارّات.
عمّان\ الأردن
31-7-2018

الشر بلاء نكرهه .. بقلم الأستاذ/ أسعد القصراوي

الشر بلاء نكرهه
والطيب نهج نسلكه
وعديم الأصل نتركه
كي لا تؤذينا خسته
كقرين السوء ننبذه
ونحيد عنه ونهجره
كريم الأصل نبجّده
وندافع عنه ونصدقه
لو أخطأ يوما نعذره
ونخفف عنه وننصره
سلطان الشر نحجّمه
لو كان الظلم منبعه
بالحق نهشّم سطوته
ونشلّ مواطن قدرته
.........................
بقلمي أسعد القصراوي
الأربعاء الموافق ١ / ٨ / ٢٠١٨
الساعة الواحدة والنصف فجرا


كلمات تحت المجهر...للأستاذة الكبيرة / آمال السعدي

كلمات تحت المجهر..............
بين الحلم و الامنية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كلمتان بات بهم الخلط في ما به معايشةالواقع وما يحمل من ضمنية بها الفكر يوقف التفكير بل يقر الانتظار لما لاعلم له بنا... جميل هو الايمان، لكن الاجمل و الاوسع هو مصداقية المواجهة و الفهم الصادق لمعنى فكر الايمان وتفصيلة التفسير بعيدا عن تشطط الفكر بين هذا و ذاك.....قرون مرت و نحن بدل التقدم نقيم فلسفة الابتلاء و نحاكم و نحكم قبل أن نقيم التداول لما به اعز فرض الايمان و تحقيقة وفقا لصورة الفهم لكل ما تحمله معاني الكلمات....قبل البدء با الشرح و التفصيل نفترش توضيح المعنى من خلال قاموس اللغة الذي هو البوابة و المصدر في التعرف على حقيقة المعاني.....
& معنى كلمة الحُلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هو ما به الرؤيا اثناء النوم و ما يبعد عن واقعية الامر...هو التصور و الرسم بأسطورة الخيال التي تأخذ الفرد خارج أي واقعية بل تهبط به الى جحر الخيال....
& معنى كلمة أُمنية؟؟؟؟؟
هي رغبة أو مطلب و أشتهاء ذاتي به يبتلي الانسان ، رغبة في تحقيق ما به يرى أن له به الحق....هو المبتغى الذي يدعو الى المثابرة لتحقيق ما نراه حق وجب....هي بغية أو طلب أو رغبة مرجوة لكنها تحتاج الى الفعل لتوفيرها...
بين الحلم و الامنية مساحة بها الخيال يبقينا لنعايش ما هو خارج واقع الامور...الامنية هدف و جوب به التحقيق لما رغب لها سبيل... الحلم نوع من الاستحالة ندرة من له وبه يقيموا التحقيق... و عليه في كلتا الحالتين هناك ما به الفعل يأخذ ثبوت السير في أن المباشرة في مثابرة الامر هو ما يتم تحقيق ما به الرغبة أو الطلب .....كل الامم و خاصة العربية تمر بمراحل تحتاج الى نفض الغبار عنها قبل الغور في إيمائية الخيال الذي لا يودي إلا الى الاخفاق التام...العلم و الفكر سببان به يمكن أن نحمل وبهم يمكن أن نحقق الامنية لا الحلم... قرون و نحن نحاكي الحلم العربي!!!! و ما زلنا نيام في غفوة تاريخ كان مشبع بحضارة لم نبقيها ، بل الغينا بها حتى الجذور... الى متى نبقى نحلم؟؟؟
الحلم و الامنية حق ربما يكون لكل فرد، رغم أني اخالف هذا الامر،ببساطة لسن ممن يوافق الحلم، بل ممن اقرب الى وفاق الهدف أو الامنية، مع اختلاف نوعيتها و سبل تحقيقها...لكثرة ما به العلوم تحدثت عن الحلم بات البعض يظن أنه نظرية وبها رسموا الكثير من الثوابت و النقاط!!!! على سبيل المثال الفلسفة تعتقد أن الحلم هو صورة تجريدية خارج ما به واقع الفرد في الاحتكاك بواقع الامور... فرويد حاور الحلم وفقا لمحاورته للحاسة لانسانية التي بها تصور واقعية الرواية ، و عليه نحن نقيم ميكانيكية فرويدية بها نقيم ثورة الدوافع وفقا للخيال لا الواقع...الحلم هو نوع من الاحساس الذي يفعل فعل قلويات كيمياوية قد تودي الى انتهاء الانسان لعدم المقدرة في تحقيقة ،و فرضية البحث و الدراسة في ما به تحلل هذه الدراسات عن ماهية الحلم هو الفعل الذي قد يكون سبب في توسع التجاوب مع الواقع لبناء واقع افضل...هنالك من يقول أن الطموح هو ما يوصلنا الى الحلم و الامنية!!! لكن الطموح باب اخر به يمكن أن نحقق الامنية لا الحلم بل قد يكون خلاف نتيجة بها كان الحلم قد وضع صورة لما به نتوقع...حينها تكون الاصابة بكأبة الحدث، و قد تكون فاصل بها يمنع تطور الفرد في فهم واقعية الامور و السير في رسم نظم بها يحقق السمو الانساني .....ونحن نتحدث هنا عن جاذبية التفسير بين الحلم و الامنية قد يدلو الذكر الى ما قاله المتنبي:
((ليس كلّ ما يتمنّى المرءُ يدْركهُ ...... تجْري الرّياحُ بما لا تشتهي السّفنُ))
الامنية حالة بها نقيم صراع الحدث في رسم ثوابت بها يمكن أن نحقق واقع افضل ، الحلم خيال به داء لمن بواقعه راغب في الهروب لا المصالحة ليعلم ما به نساير أو ما به يسير...الاديب "الكسندر دوما" قال ((عندما تقارن مأسي الحياة الواقعية با الحياة الخيالية، حينها لن ترغب في عيش الواقع و تتمنى لو تستغرق في الاحلام)) و هذا ما به نحن نعايش بل هو سبب ضعف الرؤى و البصيرة و التي تودي بنا كل يوم الى دمار اخر خارج مصداقية الوقوف على المعنى الحقيقي لكل امر بل جاذبية الخيال و الحلم خارج منطقية الامور..... ترى متى نتيقظ و نصحو من النوم؟؟؟ سؤال قديم ومازال الى اليوم يورده الخاطر و نقيم على ذكره..... هو كما به نكرر القول لاحوا ولا قوة او لو كتب الله لنا!!!!!
31\7\2018
أمال السعدي

( رثاء القيـــــروان ) . بقلم د . فالح الكيلاني

( رثاء القيـــــروان )
.
بقلم د . فالح الكيلاني
.
القيروان مدينة بشمال افريقيا وبالتحديد في تونس الخضراء ، بناها عقبة بن نافع الصحابي، رضي الله عنه بعد الفتح الاسلامي .
.
وإفريقية سميت باسم (إفريقين بن قيس بن صيفي الحميري)، وهو الذي فتح إفريقية في الفتح الاسلامي فسميت باسمه وقتل ملكها جرجير، وسمي شعبها (البربر ) فقيل لهم: ما أكثر بربرتكم ويقال ايضا : إفريقس..
.
اما القيروان فلغة: تعني القافلة، وهو اعجمي معرب، وقيل: ان قافلة نزلت بذات المكان، ثم بنيت المدينة في موضع نزول القافلة فسميت باسمها، و وكذلك هو اسم للجيش أيضا، والقيروان بفتح الراء معناها الجيش، وبضم الراء تعني القافلة..
.
القيروان مدينة عامرة في أوج عظمتها وقمّة حضارتها، كانت تزخر بالعديد من العلماء والأدباء والشعراء من أمثال محمد بن جعفر النّحوي المعروف بالقزّاز (412هـ) و وابي اسحاق إبراهيم الحصري (453هـ ) صاحب زهر الآداب، وأبي الحسن علي بن عبد الغني الحصري الضرير (480هـ)،
وغيرهم.
.
كان بلاط المعزّ بن باديس يرفل بالعلماء والأدباء، وكان من بينهم ابن رشيق القيرواني (456هـ) وابن شرف القيرواني (460هـ) اللّذان حازا إعجاب المعزّ بن باديس، وحظيا بعنايته، واهتمامه وكانا مقدّمين عنده على سائر العلماء والادباء من في حضرته وكانت هذه المكانة تثير بينهما عوامل المنافسة والتحدي، فتنافسا وتنافرا حتى تهاجيا بينهما ولم يتصالحا إلا في بجزيرة صقلية بعد ان فرّ الشاعران بعد نكبة القيروان، وعاشا معا فترة من الزمن فغادرها ابن شرف إلى الأندلس الى ان توفي فيها سنة ستين وأربعمائة للهجرة (460هـ) بمدينة إشبيلية، وبقي ابن رشيق في صقلية حتى وافته منيته على أرضها سنة ست وخمسين وأربعمائة (456هـ) .
.
القيروان بعد هذا العز وهذه المكانة في ظل حاكمها العظيم المعز ابن باديس وشعرائها المذكورين اعلاه قد هجم عليها الهلاليون وهم اقوام من صعيد مصر وما اليها عام \ 449 هجرية فتقدموا اليها محاربين فاحتلوها وخربوها كما خربت البصرة العراقية على ايدي القرامطة الوافدين اليها من البحرين وشرق الجزيرة العربية واحرقوها .
نهبت المدينة واخترقت حتى اصبحت اثرا بعد عين فالضطر الشعراء والعلماء من الفرار منها الى بلاد اخرى فتفرقوا في البلاد والامصار لكنهم غرسوا اثرا رائعا بقي خالدا على مدى الدهر فقد رثوها رثاءا مرا وبينوا ما مقع على القيروان تلك المدينة الخالدة والناعمة في ظل الجمال والانس و الثقافة والعلم والادب .
.
فالشاعر ابو الفضل جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف، الجذامي القيرواني ( المتوفي 460هـ) فقد بكى مدينته بشعر رقيق، وموهبة شعرية، وقدرة فنية على قول الشعر وخوض غماره في مهارة وبراعة، ومما وصلنا من شعره في بكاء القيروان، قصيدته اللاّمية التي يصف فيها جالية القيروان بمدينة سوسة، وما أصابها من مهانة واحتقار ، إثر فرارهم بعد نكبة مدينتهم، فيقول:
آهِ لِلْقَــيروانِ! أَنَّةَ شَجْرٍ
عن فؤادٍ بجاحِمِ الحُزْنِ يَصْلَى
حين عادتْ به الديارُ قُبُوراً
بل أقول: الدّيارُ منهنَّ أَخْلَى
ثُمَّ لا شمعةٌ سِوَى أنجمٍ تخـ
طوا على أُفْقِها نَواعِسَ كَسْلَى
بَعْد زُهْرِ الشِّماعِ تُوقَدُ وَقْداً
ومِتانِ الذُّبالِ تُقْتَلُ فَتْلا
والوُجوهُ الحِسانُ أَشْرقُ مِنْهُنَّ
وتَفْضُلْنَهُنَّ مَعْنىً وشَكْلا
بَعْد يومٍ كأنما حُشِرَ الخَلْـ
قُ حُفاةً به، عَوارِيَ، رَجْلَى
ولهمْ زحَمْةٌ هنالك تحكي
زحمةَ الحَشْرِ والصَّحائفُ تُتْلَى
مِنْ أَيامَى وَراءهُنَّ يتامى
مُلِئوا حَسْرةً وشَجْواً وثُكْلا
وحَصانٍ كَأَنَّها الشمسُ حُسْناً
كَفَّنَتْها الأَطْمارُ نَجْلاءَ كَحْلا
فالقصيدة ثلاثة وثلاثون بيتاً، لكنها تعد من عيون الشّعر العربي في هذا الفنّ، من حيث دقّة تصوير ما أصاب القيروانيين من ذلّ وهوان أثناء تعرّض مدينتهم للاقتحام من قبل الغزاة.
وله قصائد ومقطوعات أخرى في ندب هذه المدينة والحنين إليها، فيقول:
يا قيروانُ وَدِدْتُ أَنِّي طائِرُ
فأَراكِ رؤيةَ باحثٍ مُتأَصِّلِ
آهاً وأَيةُ آهَةٍ تَشْفِي جَوَى
قَلْبٍ بِنيرانِ الصَّبابَةِ مُصْلَي
أَبدَتْ مفاتيحُ الخطوبِ عَجائباً
كانتْ كوامِنَ تحتَ غَيْب مُقفَلِ
اما صديقه ابن رشيق القيرواني فقد بكى مدينته القيروان في قصيدة نونية طويلة يقول فيها:
كَمْ كانَ فيها مِن كِرامٍ سادةٍ
بِيضِ الوجوهِ شَوامِخِ الإِيمانِ
مُتعاوِنينَ على الديانَةِ، والتُّقَى
للهِ في الإِسْرارِ والإِعلانِ
وأئمةٍ جَمَعُوا العلومَ وهَذَّبوا
سُنَنَ الحديثِ ومُشْكِلَ القُرآنِ
عُلماءٌ إنْ ساءَلْتَهُم كَشَفوا
العَمَى بفَقاهَةٍ وفَصاحَةٍ وبَيانِ
وإذا دجى الليل البهيمُ رأيْتَهُمْ
مُتَبتِّلِينَ تَبَتُّلَ الرُّهْبانِ
كانَتْ تُعَدُّ القَيْروانُ بِهِمْ إذا
عدّ المنابر زَهْرَةَ البُلُدانِ
وزَهَتْ على مَصْرٍ وحُقَّ لها،
كما تَزْهو بِهِمْ، وعَدَتْ على بَغْدانِ
حَسُنَتْ فلمَّا أنْ تكامَلَ حُسْنُها
وسَمَا إليها كُلُّ طَرْفٍ رانِ
وتَجمَّعَتْ فيها الفضائِلُ كُلُّها
وغَدَتْ مَحَلَّ الأَمَنِ والإِيمانِ
نَظرَتْ لها الأَيامُ نظرةَ كاشِحٍ
تَرْنُو بنظرةِ كاشِحٍ مِعْيانِ
حتَّى إذا الأقدارُ حُمَّ وُقوعُها
ودَنا القَضاءُ لِمُدَّةٍ وأَوانِ
مَصائِبٍ من فادِعٍ أو شائِبٍ
مِنَّنْ تجمَّعَ من بني دَهْمانِ
فَتَكَوا بأُمَّةِ أَحْمَدٍ أَتُراهُمُ
أَمِنوا عقابَ اللهِ في رَمَضان؟
نقضوا العهودَ المُبْرَماتِ وأَخْفَروا
ذِمَمَ الإلهِ، ولم يَفُوا بَضَمانِ
فاستحسنوا غَدْرَ الجَوارِ وأثَرُوا
سَبْيَ الحريمِ وكَشْفَةَ النِّسوانِ
ساموهُمُ سُوءَ العَذابِ وأَظْهَروا
مُتعسِّفِين َ كَوامِنَ الأَضْعانِ
يَسْتَصْرِخونَ فلا يُغاثُ صَرِيخُهُمْ
حتَّى إذا سَئِموا مِنَ الإِرنْانِ
فادُوا نفوسَهُمُ فلمَّا أنفْدوا
ما جَمَّعوا مِنْ صامِتٍ وصُوانِ
واسْتَخْلَصوا مِن جَوْهَرٍ ومَلابِسٍ
وطَرائِفٍ وذَخائِرٍ وأَواني
خَرَجوا حُفاةً عائذينَ بربِّهِمْ
مِنْ خَوْفِهمْ ومصَائِبِ الألْوانِ
هَرَبُوا بكُلِّ وَلِيدَةٍ وفَطِيمَةٍ
وبِكُلُّ أَرْمَلَةٍ وكُلِّ حَصَانِ
وبِكُلِّ بِكْرٍ كالمَهاةِ عَزِيزةٍ
تَسْبِي العُقولَ بطَرْفِها الفَتَانِ
خَوْدٍ مُبَتَّلَةِ الوِشاحِ كأَنَّها
قَمَرٌ يلوحُ على قَضِيبِ الْبَانِ
والمَسْجِدُ المعمورُ جامِعُ عَقْبةٍ
خَرِبُ المَعاطِنِ مُظلمُ الأرْكانِ
قَفْرٌ فما تَغْشاهُ بَعْدُ جَماعَةٌ
لِصَلاةِ خَمْسٍ لا ولا لأَذانِ
بَيْتٌ بَوَحيِ اللهِ كانَ بناؤه
نِعْمَ البنا والمبتنى والباني
أَعْظِمْ بِتلكَ مُصِيبةً ما تَنْجَلي
حَسَراتُها أو يَنْقَضي المَلَوانِ
حزنَتْ لها كُوَرُ العراقِ بأَسْرِها
وقُرَى الشَّآمِ ومِصْرَ والخُرَاسانِ
وتَزعزعَتْ لمُصابِها وتَنَكَّدَتْ
أَسفاً بِلادُ الهِنْدِ والسِّنْدانِ
وعَفا من الأقطارِ بَعْد خَلائِها
ما بَيْنَ أَنْدَلُسٍ إلى حُلْوانِ
ولم يقف الحزن على القيروان عند الإنسان عند ابن رشيق بل تجاوزه إلى الطبيعة ، فالنّجوم الزّاهرة، والشّمس والقمر، واللّيل والنهار، والجبال، والأرض، قد اهتزّت جميعها لمصاب القيروان، يقول:
وأرى النّجوم طلَعْنَ غيرَ زَواهِرٍ
في أُفْقِهِنَّ وأَظْلَمَ القَمَران
وأَرى الجِبالَ الشُّمَّ أَمسَتْ خَشَّعاً
لَمُصابِها وتَزَعْزَع الثَّقَلانِ
ويختم قصيدته بالتساؤل والتمني هل تعود القيروان إلى سابق مجدها وعزّها ولكن كيف السّبيل إلى ذلك، بعدما لعب الزّمان بأهلها، وسلبتها الأيام حسنها وجمالها؟ فيقول:
أترى اللّيالي بعدما صنَعَتْ بنا
تقضي لنا بتَواصُلٍ وتَدانِ؟
وتُعيدُ أرضَ القيروانِ كعَهدْهِا
فيما مضى مِن سالِفِ الأزمانِ
أمسَتْ وقد لَعِبَ الزّمانُ بأهلِها
وتقَطَّعتْ بِهِمُ عُرَى الأَقْرانِ
فتفَرَّقوا أَيْدِي سَباً وتَشتَّتوا
بَعْد اجتماعِهِمُ على الأَوْطانِ
هذه المقاطع من نونية ابن رشيق في بكاء القيروان، وهي قصيدة طويلة بلغت خمسة وخمسين بيتاً، و صوّر لنا فيها النكبة تصويراً دقيقاً، كما وصف حال المدينة في أيّام عزّها ومجدها وما آلت إليه بعد اقتحامها، جاء كل ذلك بأسلوب عربي مبين، على الرغم مما تسرّب إليه من جمل مضطربة ركيكة أحياناً، أمّا عاطفته فصادقة لأنّه من أهل المدينة الذين شُردوا وأُبعدوا عن ديارهم فجاءت زاخرة بعواطفه الحزينة تنبثق من قلب يقطر ألماً وأسى على ما حلّ بمدينته الجميلة من دمار وخراب…
أبو الحسن الحصري القيرواني، صاحب القصيدة الشّهيرة التي مطلعها:
يا لَيْل الصَّبّ متى غَدُهُ أَقيامُ السّاعةِ مَوْعِدُهُ
الشاعر الضرير ابو الحسن علي بن عبد الغني الحصري القيرواني ولد في حدود سنة عشرين وأربعمائة (420) للهجرة بالقيروان، وفيها قضى شبابه، أي: نحو ثلاثين سنة من عمره، فاضطرته نكبة القيروان إلى الهجرة من وطنه رغم عماه وفقدانه البصر كما فعل الشّاعران السّابقان ابن رشيق وابن شرف من قبل، والتجأ إلى سبتة واستقرّ بها يدرّس علم القراءات ثم اجتاز إلى الأندلس، واتّصل ببني عَبّاد في إشبيلية ومدحهم، ثم انتقل بين عواصم ملوك الطّوائف، وأخيراً حلّ بمدينة طنجة، وبها توفي سنة ثمان وثمانين وأربعمئة للهجرة (488هـ )
وقد آلمته نكبة القيروان كبقيّة شعراء عصره، فندبها بقصيدة طويلة اقتطف منها هذه الأبيات فيقول :
مَوتُ الكرامِ حياةٌ في مَواطِنِهُمْ
فإن هُمُ اغتربوا ماتُوا ما ماتوا
يا أَهْلُ وُدِّيَ لا واللهِ ما انْتَكَثَتْ
عندي عُهودٌ ولا ضاقَتْ مَوَدَّاتُ
لئنْ بَعُدْتُمْ وحالَ البحرُ دونَكُمُ
لَبَيْنَ أرواحِنا في النثُّورِ زَوْراتُ
ما نِمْتُ إلاَّ لكِيْ أَلقَى خَيالَكُمُ
وأَيْنَ مِن نازِحِ الأَوْطانِ نَوْماتُ
أَصْبَحتُ في غُرْبتِي لولا مُكاتَمَتي
بَكَتْنِيَ الأرضُ فيها والسَّماواتُ
كأَنَّني لم أَذُقْ بالقَيْروانِ جَنىً
ولم أَقُلْها لأَحْبابي ولا هَاتُوا
ألا سَقَى اللهُ أرضَ القَيْروانِ
حَياً كأنَّه عَبَراتِي المُسْهِلاَّتُ
وبكى القيروان بعد نكبتها الشّاعر عبد الكريم بن فضال القيرواني، فقال:
كيفَ قَيْروانُ حالُكِ لمَّا
نَثَر البَيْنُ سِلْكَكِ المَنْظوما
كنتِ أمَّ البلادِ شرقاً وغرباً
فمحا الدهرُ وَشْيَكِ المَرْقوما
وقبل ان اختم بحثي اود ان اوضح ان رثاء المدن بعد هذه الحادثة اصبح فنا شعريا رائقا في الشعر العربي وخاصة في بلاد الاندلس والمغرب العربي ثم امتد التيا ر ليشمل مدن امتنا العربية في كل مكان .
.
امير البيـــــــان العربي
د.فالح نصيف الحجية الكيلاني