قصة متجر العم منصور. ..الجزء الثاني بقلم الكاتب هناء المهنا
.................. ..
.................. ..
بعد رحيل زوجة العم منصور عن القرية .ظل العم منصور فترة طويلة لا يحادث أحد ولا يخرج من عزلته سوى إلى المسجد .. .ظل محبيه ينتظرون اللحظة التي يخرج فيها من عزلته ....أقترح بعض منهم أن يذهب إليه مدعيا أن بينه وبين رفيقه خلاف ولا مكان له ليذهب إليه إلا أن يبيت عند العم منصور فيستطلع أخباره ويسليه ..
استحسن رفاقه الفكرة حتى يطمئنوا عليه ...صعد الشاب إلى مسكن العم منصور وظل ينتظر ويصغي لصوت ما لكن بعد برهة من الوقت فتح الباب ومن خلفه كان العم منصور في حالة يرثى لها من إرهاق وحزن ملامح الأسى والمرض علي وجهه ... أراد أن يغلق الباب لكن الفتى أصر على الدخول مدعيا إن لديه مشكلة .
نظر إليه في شك وارتياب ثم قال له أنت لا تجيد الكذب ليس هناك أي مشكلة بين أحد ﻷنك لا تحب الدخول بمشاكل مع أحد ..غض بصره ثم قال يا عم منصور لم اقصد أن أكذب لكن قلقنا عليك ورأينا أن نقوم بحيلة حتى تسمح لنا بالدخول ونطمئن عليك ونرى هل تحتاج لشيء نقوم بخدمة تحتاجها ..لكن بالله عليك لا تغضب نحن نحبك ونحزن أن نراك في هذا الموقف ...قال له العم منصور أنا بخير لا أحتاج لشيء اذهب أنت اﻵن وغدا سوف أكون في المتجر إن شاء الله . ... ثم ذهب لينام ليلته وقد قرر الخروج من عزلته وحزنه
دخل العم منصور متجره ليجد امرأة تقف في زاوية المتجر تستطلع المكان باهتمام من لديه نظرة فيه وذوق في هذا النوع من التحف ولم تنتبه لدخول أحد في بداية اﻷمر لكن بعد برهة من الوقت شعرت بأن هناك من يراقب حركتها ...سقط من يدها كتاب عبارة عن مخطوطة أثرية تعود لزمن ما قبل التاريخ ... أسرع بالخطى حتى وصل إليها معتذرا أنه سبب إرباكها
أخذ المخطوطة ونفض الغبار عنهاثم أعطاها إليها نظراً لما رأت فيه من صور وخطوط اثارت أثارت اهتمامها ثم نظرت إليه يا عم لماذا لا تقوم بعمل معرض لهذه التحف والزخارف الفنية يضم الموهوبين من شباب وفتيات القرية ..أليس لديك طموح أن تعمل ليكبر حلمك وتحيي تراث أجدادك فكر بامر هذا المكان من بعد رحيلك عن الحياة بعد عمر طويل ما مصير المكان انه كنز
ما رأيك أن نعمل معاً معا ونقوم بتطويره وإحصاء مقتنياته ..وسيكون هناك معارض بين حين وآخر يشارك فيها الموهوبين من هذه القرية والقرى الأخرى ..ليكون حلمك كبيرا وتحقق معا
نظر إليها وسألها من أنت لماذا تبغين مساعدتي ما هو هدفك هنا ....أجابت قائلة أنا لدي معارض فنية وعمﻻء فنانين ومنهم هواة لديهم حب في مثل تلك المقتنيات عملهم إحياء تراث
وتاريخ ما وراء التاريخ .....لنكن معا وبالنسبة للمال تقلق سأكون معك في كل هذا ويكبر المتجر ..ومنذ الغد نبدأ العمل لتحقيق الحلم ...انتظر منك القرار حتى نبدأ ثم أعطته بطاقة عمل وذهبت
لتصعد في سيارة سائقها من مظهره يعمل لدى منهم علية القوم ....وظل يفكر ويفكر ثم خرج يمشي بخطى ماردده نحو بحيرة صغيرة وجلس هناك ...ليتخذ قرارا حاسما فهو ليس لديه أسرة وحلمه القديم سوف يتحقق لم ﻻيوافق ويخطو نحو مستقبل أفضل طوال حياته ينتظر شيء ما وحياة جديدة ربما ..حانت اللحظة لهذا والقدر جمعه مع هذه المرأة الثرية وهي فنانة ولديها ما يحقق حلمه ويجعل من متجره حلما لكل شباب موهوب بالقرية ..فهم جميعا أبناءه إذ لم يرزقه الله بذرية وكل فتاة في القرية حضر زواجها مع من أرادته
اعتبرنفسه في قصة كل منهم ...نعم سوف يقرر ويقبل شراكة المرأة وسوف يوقع معها عقدا بهذا ويحفظ كل منهما حقه في العمل .....عندها شعر بارتياح ثم عاد لمسكنه وتناول طعامه وحيدا ...وفي اليوم التالي وجد المرأة تنتظره ومعها مجموعة من مساعديها منهم رجل قانون وطرح أوراقاً أمامه ليكتب عقدا موثقا بتوقيع كل منهما وهنا بدأت زغاريد
أهل القرية والمشروبات توزع للجميع مباركة للعم منصور وفرحا بالخير القريب الذي سوف يعم لكل من فيها وهكذا بدأت خطط لتطوير المكان وإقامة معرض قريب.. ليكون شباب القرية لهم فيه من عمل وكل يطرح أفكاره لتنظيم المكان وتسهيل الضيوف من خارج القرية ...عمل دءوب من الجميع كخليه نحل الكل يعمل بنشاط وهمة والحياة في القرية أصبحت أجمل
بعد ثلاثة أشهرانتهى العمل وأصبح متجر العم منصور على موقع أوسع وأكبر وضم لوحات ومقتنيات كثيرة ..وتحولت إلى أكثر حداثة من السابقة وخاصة بعد شراء تحف جديدة من مختلف أثريات تعود لعصور النهضة في أوروبا . .. وبدأ العمل في المعرض يقيمه شباب موهوبين بالقرية وقرى مجاورة وقد تم التنسيق له ليكون ارقى وأحدث كما خطط له حضر إلى القرية بعض المهتمين بالفن .ورجال آثار ليشاهدوا ما فعله التطور والتحديث في القرية خاصة متجر العم منصور الذي أصبح حديث المدن والقرى المجاورة وهكذا اشتهر العم منصور وذاع صيته كتاجر أثريات ومحب للفن ...وتحقق حلمه في تطوير متجره وحقق حلم شباب قريته الصغيرة لتصبح مزارا لكل مهتم بشئون الفن والتحف القديمة .....لتعود السعادة. .......تمت بحمد الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق