القُبلاتُ المخبوءاتُ ...
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
بقلم: الشَّاعر إحسان الخوري
عندَما عبرَتْ أنوثتُكِ علىٰ جَسدي ..
حامِلةً أشيائَكِ الفاتِنةَ ..
النَّاضِجةَ بكلِّ مواسمِكِ ..
المسكونةَ بكلِّ حشودِ الجمالِ ..
المعجونةَ بتفاصيلِ غِوايتِكِ ..
حطَّتْ علىٰ عينيَّ دهشةٌ مُبهَمَةٌ ..
تَجنَّنَتْ أحاسيسيَ المُتوارِيةُ..
اختلَّتْ موازينُ أشيائي ..
هلْ لي أن أختارَ ..؟!
عمَّ الصَّمتُ ..
أعرفُ أنَّ الصَّمتَ افتِراءٌ ..
لكنَّني تَشرَّدتُ في ألوانِ الجَسدِ ..
تَنشَّقتُ أشياءً من عَبَقِ الأنوثةِ..
رأيْتُ العِشقَ المَخبوءَ تحتَ الرُموشِ ..
فخبَّأْتُ علىٰ عجلٍ بعضَ القُبلاتِ ..
دوزنْتُ الزَّمنَ الآتي ..
وتساءَلْتُ ..
لِمَ الحدودُ تُقامُ عندَ الاشتِهاءِ..؟!
مرَّتْ هنيهةٌ ولحقَتْ بها هنيهَتانِ ..
رِشَاشٌ من رَحيقِ جِيدِكِ ..
عيناكِ كانتا تُرفرفانِ كالفراشاتِ ..
شفتاكِ تلكَ يَنبوعُ العنبرِ ..
أعلمُ أنَّ لثمَهُما مَهلَكَةٌ ..
لكنَّني سأُمشِّطُ شراهةَ الأحمرِ ...
أرمُقُ نهدَيكِ زَمَنينِ ..
تغارُ مِنهُما بناتُ الجانِ ..
تَسرُقانِ الدَّهشاتِ ..
مَوشومانِ بالخَدرِ ..
وليْ في ذِمَّتِهِما صهيلان ..
هُما حمامتانِ جائعتانِ ..
تنتظرانِ نَثرَ القُبلاتِ ...
ويُتعِبُني السَّيرُ في مُحيطِهما ..
صارَ لي عشرُ دهورٍ وثانيَتانِ ..
أُوَشوِشْهُما ..
فتتأجَّجُ حَواسُ التُّوتِ الشَّقِيَّةُ ..
يستَولي تلميحُ التُّوتِ علىٰ النَّظراتِ ...
أنا درَّبتُ حواسي علىٰ الارتباكِ ..
وأتقنْتُ حياكةَ الوَصايا الخائِفاتِ ..
فأبدأُ أطهوْ الوَجدَ علىٰ المَواقِدِ ..
يَضِيعُ مِنِّي الزَّمنُ ..
أتفقَّدُ فراغاتِ الشَّوقِ ..
ألتهِمُ الجُنونَ ..
أتسلَّلُ إلىٰ المساحاتِ العميقةِ ..
أتحرَّشُ بالنَّشوةِ ..
يَنتفِضُ القمرُ في السَّماءِ..
يَرتفِعُ منسوبُ الضَّجيجِ ..
لا نبوءاتَ داخلَ أنوثتِكِ ..
أَنفِقُ كلَّ ولَهي ..
ربَّما أنتحِرُ في الأماكنِ العتيدةِ ..
فقليلٌ منكِ يُبطِلُ قُدرَتي علىٰ الاحتمالِ ...
تُعِيْرينَني بعضَ قُبلاتِكِ ..
لأمارسَ فيها قُبلاتي الوالهاتِ ..
وأؤرِّخَ نشوةَ النَّبيذِ ...
يبدأُ تقويمُ الثُّمولِ ..
الحرائقُ علىٰ حافَّةِ الانهيارِ ..
يُداهِمُ الضُّمورُ هياجَ الحركاتِ ..
يَدخُلُ التُّوتُ في إغماءِ الحواسِّ ..
تجمَعينَ أشيائَكِ المُبعثَرَةَ ..
فأُجَهِّزُ القُبلاتِ المَخبوءاتِ ..
أُطعِمُ شفتَيكِ علىٰ مَهلٍ ..
هيَ لا زالتْ علىٰ ظلِّ الانتِظارِ ..
أُشعِلُ سيجاري ..
تُلاحِقُني كمشاتُ عِطرِكِ ..
أبَحلِقُ في زوايا الخيالِ ..
عَلَّني أسمعُ تمتماتِ النَّبيذِ ..
أغمضُ عينايَ طويلاً ..
أنتبهُ فجأةً أنَّني في عالمِ الأحلامِ ..
عَبثاً أُحرِّضُ تعويذةَ الدِّفءِ ..
لأجعلَ غشاوةَ طيفِكِ تَسيلُ ...
سيِّدتي ...
كمْ أنا جائعٌ لحركاتِ الغوايةِ ..
وغمزاتِ الغنجِ ..
أسئلةِ الفِراشِ ..
أجوبةِ القلقِ المُندَلِقِ من الغِيابِ ..
وذاكرَتي الَّتي داهمَها اليَبَاسُ ....
َ
من ديواني الرابع : نساءٌ من شمعٍ
حامِلةً أشيائَكِ الفاتِنةَ ..
النَّاضِجةَ بكلِّ مواسمِكِ ..
المسكونةَ بكلِّ حشودِ الجمالِ ..
المعجونةَ بتفاصيلِ غِوايتِكِ ..
حطَّتْ علىٰ عينيَّ دهشةٌ مُبهَمَةٌ ..
تَجنَّنَتْ أحاسيسيَ المُتوارِيةُ..
اختلَّتْ موازينُ أشيائي ..
هلْ لي أن أختارَ ..؟!
عمَّ الصَّمتُ ..
أعرفُ أنَّ الصَّمتَ افتِراءٌ ..
لكنَّني تَشرَّدتُ في ألوانِ الجَسدِ ..
تَنشَّقتُ أشياءً من عَبَقِ الأنوثةِ..
رأيْتُ العِشقَ المَخبوءَ تحتَ الرُموشِ ..
فخبَّأْتُ علىٰ عجلٍ بعضَ القُبلاتِ ..
دوزنْتُ الزَّمنَ الآتي ..
وتساءَلْتُ ..
لِمَ الحدودُ تُقامُ عندَ الاشتِهاءِ..؟!
مرَّتْ هنيهةٌ ولحقَتْ بها هنيهَتانِ ..
رِشَاشٌ من رَحيقِ جِيدِكِ ..
عيناكِ كانتا تُرفرفانِ كالفراشاتِ ..
شفتاكِ تلكَ يَنبوعُ العنبرِ ..
أعلمُ أنَّ لثمَهُما مَهلَكَةٌ ..
لكنَّني سأُمشِّطُ شراهةَ الأحمرِ ...
أرمُقُ نهدَيكِ زَمَنينِ ..
تغارُ مِنهُما بناتُ الجانِ ..
تَسرُقانِ الدَّهشاتِ ..
مَوشومانِ بالخَدرِ ..
وليْ في ذِمَّتِهِما صهيلان ..
هُما حمامتانِ جائعتانِ ..
تنتظرانِ نَثرَ القُبلاتِ ...
ويُتعِبُني السَّيرُ في مُحيطِهما ..
صارَ لي عشرُ دهورٍ وثانيَتانِ ..
أُوَشوِشْهُما ..
فتتأجَّجُ حَواسُ التُّوتِ الشَّقِيَّةُ ..
يستَولي تلميحُ التُّوتِ علىٰ النَّظراتِ ...
أنا درَّبتُ حواسي علىٰ الارتباكِ ..
وأتقنْتُ حياكةَ الوَصايا الخائِفاتِ ..
فأبدأُ أطهوْ الوَجدَ علىٰ المَواقِدِ ..
يَضِيعُ مِنِّي الزَّمنُ ..
أتفقَّدُ فراغاتِ الشَّوقِ ..
ألتهِمُ الجُنونَ ..
أتسلَّلُ إلىٰ المساحاتِ العميقةِ ..
أتحرَّشُ بالنَّشوةِ ..
يَنتفِضُ القمرُ في السَّماءِ..
يَرتفِعُ منسوبُ الضَّجيجِ ..
لا نبوءاتَ داخلَ أنوثتِكِ ..
أَنفِقُ كلَّ ولَهي ..
ربَّما أنتحِرُ في الأماكنِ العتيدةِ ..
فقليلٌ منكِ يُبطِلُ قُدرَتي علىٰ الاحتمالِ ...
تُعِيْرينَني بعضَ قُبلاتِكِ ..
لأمارسَ فيها قُبلاتي الوالهاتِ ..
وأؤرِّخَ نشوةَ النَّبيذِ ...
يبدأُ تقويمُ الثُّمولِ ..
الحرائقُ علىٰ حافَّةِ الانهيارِ ..
يُداهِمُ الضُّمورُ هياجَ الحركاتِ ..
يَدخُلُ التُّوتُ في إغماءِ الحواسِّ ..
تجمَعينَ أشيائَكِ المُبعثَرَةَ ..
فأُجَهِّزُ القُبلاتِ المَخبوءاتِ ..
أُطعِمُ شفتَيكِ علىٰ مَهلٍ ..
هيَ لا زالتْ علىٰ ظلِّ الانتِظارِ ..
أُشعِلُ سيجاري ..
تُلاحِقُني كمشاتُ عِطرِكِ ..
أبَحلِقُ في زوايا الخيالِ ..
عَلَّني أسمعُ تمتماتِ النَّبيذِ ..
أغمضُ عينايَ طويلاً ..
أنتبهُ فجأةً أنَّني في عالمِ الأحلامِ ..
عَبثاً أُحرِّضُ تعويذةَ الدِّفءِ ..
لأجعلَ غشاوةَ طيفِكِ تَسيلُ ...
سيِّدتي ...
كمْ أنا جائعٌ لحركاتِ الغوايةِ ..
وغمزاتِ الغنجِ ..
أسئلةِ الفِراشِ ..
أجوبةِ القلقِ المُندَلِقِ من الغِيابِ ..
وذاكرَتي الَّتي داهمَها اليَبَاسُ ....
َ
من ديواني الرابع : نساءٌ من شمعٍ