من هم قادة الشعب الفلسطيني؟
القادة الحقيقيون: الشهيد القائد عبد القادر الحسيني نموذجاً. (2).
... تابع لما قبله)
ضرب عبد القادر الحسيني خلال معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والقتال دفاعاً عن فلسطينه، فقد غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، آملاً في الحصول على السلاح لمواجهة العدو.
يقول الحسيني رحمه الله: (إن اللجنة العسكرية طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية، وأن جامعة الدول العربية قد أوكلت قضية فلسطين إلى لجنة عربية عسكرية عليا، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل)، فرد عليهم :
( إنني ذاهب إلى القسطل، وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة، وأصبح الموت أحب إليّ من نفسي، من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين ).
عاد إلى القدس فور علمه بمعركة القسطل، التي بدأت وهو خارج القدس، لكنه لم يحمل معه سوى نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل، فلم تكن الدول العربية تريد مواجهة مع العدو، ولكن عبد القادر بدأ يطلب من المتطوعين من فلسطين ومصر بالقدوم إلى، ثم طوّق القسطل، وأخذ يستنجد مرة أخرى بالقيادة العسكرية العربية، وأرسل إليهم بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي فيها، إلا أن القيادة العسكرية للجامعة العربية أصرت على موقفها. فأثار ذلك الموقف من الجامعة العربية حفيظة الحسيني ، وثارت ثائرته فأطلق صيحته قائلاً :
(نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم).
سخر منه طه الهاشمي وأخبره أن لدى اللجنة العتاد والسلاح، ولكنها لن تعطيه لعبد القادر، ولكنها ستنظر بالأمر بعد 15/ أيار 1948( أي التاريخ المحدد لقيام كيان العدو)، فكان رد الحسيني عليه: والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد 15 أيار إلى عشرة أضعاف ما أطلبه منكم الآن، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود، إني أشهد الله على ما أقول، وأحملكم سلفاً مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية، وأقسام أخرى من فلسطين ).
ولكن أعضاء اللجنة لم يهتموا لقوله وسخروا منه، فاستشاط عبد القادر غضبا، ورمى بإضبارة كانت في يده في وجوههم وقال : ( إنكم تخونون فلسطين ...إنكم تريدون قتلنا وذبحنا ).
ثم قفل عائداً إلى القسطل، فقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين، ولكن ما لبث أن وقع ومجاهدوه في طوق لليهود، وتحت وطأة نيرانهم، فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكنوا في ساعات الظهيرة من السيطرة .
استشهد عبد القادر صبيحة الثامن من نيسان عام 1948 م، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية، فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره.
القادة الحقيقيون: الشهيد القائد عبد القادر الحسيني نموذجاً. (2).
... تابع لما قبله)
ضرب عبد القادر الحسيني خلال معركة القسطل غير المتكافئة مثلاً رائعاً في التضحية والقتال دفاعاً عن فلسطينه، فقد غادر القدس إلى دمشق في أواخر آذار عام 1948 للاجتماع بقادة اللجنة العسكرية لفلسطين التابعة لجامعة الدول العربية، آملاً في الحصول على السلاح لمواجهة العدو.
يقول الحسيني رحمه الله: (إن اللجنة العسكرية طالبته بعدم افتعال تصرفات فردية، وأن جامعة الدول العربية قد أوكلت قضية فلسطين إلى لجنة عربية عسكرية عليا، وطالبوه بعدم الذهاب نحو القسطل)، فرد عليهم :
( إنني ذاهب إلى القسطل، وسأقتحمها وسأحتلها ولو أدى ذلك إلى موتي، والله لقد سئمت الحياة، وأصبح الموت أحب إليّ من نفسي، من هذه المعاملة التي تعاملنا بها الجامعة، إنني أصبحت أتمنى الموت قبل أن أرى اليهود يحتلون فلسطين، إن رجال الجامعة والقيادة يخونون فلسطين ).
عاد إلى القدس فور علمه بمعركة القسطل، التي بدأت وهو خارج القدس، لكنه لم يحمل معه سوى نصف كيس من الرصاص، واتجه به مسرعاً إلى القسطل، فلم تكن الدول العربية تريد مواجهة مع العدو، ولكن عبد القادر بدأ يطلب من المتطوعين من فلسطين ومصر بالقدوم إلى، ثم طوّق القسطل، وأخذ يستنجد مرة أخرى بالقيادة العسكرية العربية، وأرسل إليهم بأنه بمساعدتهم سينهي الوجود اليهودي فيها، إلا أن القيادة العسكرية للجامعة العربية أصرت على موقفها. فأثار ذلك الموقف من الجامعة العربية حفيظة الحسيني ، وثارت ثائرته فأطلق صيحته قائلاً :
(نحن أحق بالسلاح المُخَزَّن من المزابل، إن التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين، وإنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم).
سخر منه طه الهاشمي وأخبره أن لدى اللجنة العتاد والسلاح، ولكنها لن تعطيه لعبد القادر، ولكنها ستنظر بالأمر بعد 15/ أيار 1948( أي التاريخ المحدد لقيام كيان العدو)، فكان رد الحسيني عليه: والله يا باشا إذا ترددتم وتقاعستم عن العمل فإنكم ستحتاجون بعد 15 أيار إلى عشرة أضعاف ما أطلبه منكم الآن، ومع ذلك فإنكم لن تتمكنوا من هؤلاء اليهود، إني أشهد الله على ما أقول، وأحملكم سلفاً مسؤولية ضياع القدس ويافا وحيفا وطبرية، وأقسام أخرى من فلسطين ).
ولكن أعضاء اللجنة لم يهتموا لقوله وسخروا منه، فاستشاط عبد القادر غضبا، ورمى بإضبارة كانت في يده في وجوههم وقال : ( إنكم تخونون فلسطين ...إنكم تريدون قتلنا وذبحنا ).
ثم قفل عائداً إلى القسطل، فقام باقتحام قرية القسطل مع عدد من المجاهدين، ولكن ما لبث أن وقع ومجاهدوه في طوق لليهود، وتحت وطأة نيرانهم، فهبت نجدات كبيرة إلى القسطل لإنقاذ الحسيني ورفاقه وكان من بينها حراس الحرم القدسي الشريف، وتمكنوا في ساعات الظهيرة من السيطرة .
استشهد عبد القادر صبيحة الثامن من نيسان عام 1948 م، حيث وجدت جثته قرب بيت من بيوت القرية، فنقل في اليوم التالي إلى القدس، ودفن بجانب ضريح والده في باب الحديد، وقد استشهد رحمه الله وهو في الأربعين من عمره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق