السبت، 14 أكتوبر 2017

أمي .. بقلم الأستاذ/ أشرف سعد

(( أمى ))
يا سائلي عن أمى وعن بسمتها
تعالى أهديك من الحكايات ألوان ...
هى أمى وأفتخر وإن لم أفتخر
أمقتنى ثم إلعني فى كل زمان ...
فبذكرها تطيب النفس مبتسمه
وتهب رياح معتقة فل وريحان ...
وتطير الروح فى الآفاق محلقة
تغرد مع الطير وتعزف الألحان ...
لها قلب إن شق تراه مبتسم
به نهر فاض مائه سيل حنان ...
اللون لون الثلج يوقيك من حر
إن نلت حبه قد فزت بالرضوان ...
فهيا نسير فى بستانها العطر
ونقطف ورد وأزهار ونهز أغصان ...
فلاحة من طين مصر قد نبتت
أصلها طيب هم أهل قرآن ...
هى أمى إذا مشيت تمشى الهوينا
وجه صبوح لا تشبه القمران ...
لم تحظى من التعليم غير أحرف
فاتحة الكتاب وإخلاص ومعوذتان ...
تداعب أحفادها دونما كلل
وكأنها طفلة بنت ثمان ...
وتضمهم فى حضنها إذا تعبوا
نهر من الحنان لا تقل أبوان ...
هى عشقهم هى أنسهم أبداً
إذ الأبوين عن أبنائهم مشغولان ...
هى أم لزوجات أبنائها حقآ
سلهن يعترفن بالفضل لها والعرفان ...
ومع الجيران كانت خير جارة
لم يشعرون بها حتى شيع الجثمان ...
أمي إذا خلت تراها مبتسمة
لا أبالغ إذ تبسمت لها الجدران ...
ولقطتها حكايات تدهشك إذا روية
كانت ترافقها فى الذهاب والإتيان ...
تلاعبها كما الأطفال إذ لعبوا
تجرى هناك أو هنا قلبها فرحان ...
حتى إذا جاء يوم ولادتها
تعد لها متكئا من قش ومن كتان ...
تطهوا لها اللحم وتطعمها باليد
وتأتيها بالحلو وتسقيها من الألبان ...
وفى يوم رحيل أمى عن الدنيا
تجلس القطه حزينه مع النسوان ...
تريد أن تدخل الغرفه تودعها
تلقى آخر نظرة تبكى الأمان ...
ولما قرب الرحيل قالت لإبنتها
أريد الوضوء حتى اقابل الرحمن ...
رضوان ربى غاية كل موحد
هو الإله المتفرد الواحد الديان ...
ومن الماء البارد إحتست رشفات
الحمد لله ذو الفضل والإحسان ...
نادت على بنيها ولم أكن حاضر
قد نلتم رضى قلبى والعينان ...
إستوصوا ببعضكم خيرا تسعدوا
لا شئ يستحق أن نبيت منه نعان ...
رويداً رويداً ملك الموت يقترب
تهتف لمن حضر رحيلى قد آن ...
تخاطبهم إشهدوا أن الله واحد
وأن محمد سيد ولد عدنان ...
وأنعم الله عليها بحسن خاتمه
قالت ثلاثاً أشهد وأغمضت العينان ...
وعلت الزغاريد تزفها كليلة العرس
إلى روضة من رياض الجنان ...
تسعد بنعيم الله ما بقيت هناك
تشم فيها مسك وعنبر وريحان ...
قد بلغت أمى طيب النزل وأحسبها
لا أزكيها وأستغفره ربى المنان ...
إبنك أشرف سعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق