السبت، 22 أكتوبر 2016

ماري .. بقلم الأستاذ / معروف بركات

ماري
أنثى مِنْ حَريرٍ 
امرأةً مِنْ حديدٍ
قَتلَتني من الوَريدِ إلى الوَريدِ
كلّما أَغلقتُ عَينيَ أراكِ 
فأتقلّبُ على سَريرِ أوجاعي
نارٌ على نارِ
مع الليلِ أنزِفُكِ دُموعْ
وفي الصّباحِ أكتبُكِ حُروفْ
صَدرُكِ مَرتَعي وقِبْلَتي
مَناسِكُ عِشقي وأيقونةُ جُنونِي
تُزاحِمني عندَ كُلّ طَوافْ
رِضابكِ طُوفانٌ يغزوني
سَلسبيلٌ عذبٌ سُلافْ
فأتعلّقُ بأشرِعةِ شَغفكِ
وأسَافرُ في الخَيالِ
بين هِضابٍ وتِلالِ
أمدُّ يديّ لأفكَّ أزرارَ الليلِ
أعتَصرُ لهفةَ العِشقِ
أحاوِرُ جميعَ أنَّات الشّوقِ
أسافرُ بجدائلكِ خَلفَ السّماءِ
أُراقصُ لَماك فيغمرني الرّاحُ
وأرتمي على خاصرةِ حُضوركِ
أهزّكِ كريحٍ تمتلأُ بالآهِ
أتاملُ وَجهكِ فتُشرقُ الحياةُ
يأخذني صوتُكِ إليكِ
حُلمٌ يُسابقُ الزّمانَ
أغفو بينَ نَهركِ وعِطركِ
لأبقى على قَيدِ الأمانِ
يا ماري في كلّ الفُصولِ
لا تًهبُّ إلا نسائمُ الغيابِ
وأنا أنتظرُ عَبيرَ اللقاءِ
فمتى تجودي برُشَيـفَةٍ
ولُحَيـظَةِ عِنـاقِ
معروف بركات العتيبي - سورية



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق