الأربعاء، 17 أبريل 2019

( شقــاء النسيــان ) .. للأستاذ/ علي عبدالنبي

************( شقــاء النسيــان )*************
كـلّ الشّقـاء عـلى الفؤاد يسيـر ُ
إلاّ شـقـاءٌ شــذّ وهـــو صغيــرُ
هـذا الشّقـاءُ لقـد تولّى مِدفعي
فأصـابه التعطيــلُ والتّدمـيـرُ 
ووقفتُ أعـزل ﻻ سلاح أجيلـــه
فـعـدا علـيّ الجـاهـلُ الغِـرّيـرُ
بالأمس كنتُ مُسربَـلاً بمعارفي
واليـوم َ سـربالُ العلـوم حسيرُ
وهـو انحسارٌ جـرّ كلّ متاعبـي
قـد خاننـي فِي فكرتي التعبيرُ
كنتُ النّهوم بزاد سفر أغتــذي
والعقـلُ جـوفٌ للعلــوم كبيــرُ
لمـّا تـلاشتْ رغبتي وشهيّتـــي
هـزُل اللّبابُ وقد بـدا التقصيرُ
تمضي الشهـورُمع السنين تواليا
ومـراكبي النسيــانُ والتبذيــر ُ
فرّطتُ فيما قد كسبتُ برغبتي
هذا شقـائــي مُحزِنٌ وسعيــــرُ
كيف السّبيلُ إلى الكتاب وعلمه
والعمـرُ ولّـى والـزّمانُ يسيـــرُ
كان المُـؤمّلُ في الكهولة متعتي
يصفو اللّبابُ ويرتقـي التّفـكيرُ
فإذا الكهـولـةُ للمشاكــل ساحةٌ
أفـراسُهـا الأتعـــابُ والتّكــديرُ
علي عبدربّ النّبـــي.
الزاوية. 1997

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق