الثلاثاء، 5 فبراير 2019

...كلما نكبر .. بقلم الأستاذ/ مصباح عبدالله

..كلما نكبر
يصبح الكون صغيرا
لا شيء يدهشنا
لا شيء يرضينا
تسجن ذاكرتنا ارواحنا
تعمي حقائقنا عيوننا
تخفي اقنعتنا جمالنا
كلما نكبر..
يصوغ الالم معنى وجودنا
وينسج الزمن شكل قيودنا
صفراء خريفية بسمتنا...
سوداء حزينة نظرتنا...
مؤجلة لحظة سعادتنا....
...كلما نكبر..
ينام للابد الطفل بداخلنا
تففد الاشياء سحر معانيها
وتفقد الاحلام نور تجليها
..كلما نكبر...
تسرق منا العادات حياتنا...
تسرق منا الاعراف خيالنا
و تكبر فينا اوهامنا....
لا شيء يدهشنا..
لا شيء يسحرنا...
...كلما نكبر...
يصبح الشعر لفراغ زماننا
والحب رواية عن طفولتنا
تفقد اشجارنا ثمارها...
تفقد طيورنا اجنحتها..
تفقد حدائقنا وروردها..
كلما نكبر...
يسخر الزمن منا...
منهكة ثقيلةخطواتنا.
مبتدلة عقيمة افكارنا
مخدوشة مشاعرنا...
كلما نكبر
تغتال النسبية كبريائنا..
تغتال اللحظة ماضينا..
تتغير اشكالنا
ولا شيء جوهريا...
يتغير فينا...
كلما نكبر...
يصبح الكون صغيرا ...
فيتمرد اطفالنا...
ليتمدد الكون لا نهائيا...
وتتسع انسانيتنا ...
مصباح عبدالله...
8

رسالة إلى امرأة استثنائية .. للشاعر الأستاذ/ الهادي العثماني

رسالة إلى امرأة استثنائية
^^^^^^^^^^^^^^^^^^
أقول إنك الأمل
وأنت للشبابيك ستائرها
وأنت بوح أحلامي 
إذا انحلت ضفائرها
وراحت ترقص طربا
مع الأطياف تسكرها
وتدعو للهوى بدرا
فيأتيها... يسامرها
ويحلو الحب والسمر
نجوم الليل تنثرها
أقول إني اهواك
وإني لست انساك
ولي في الحب عيناك
بحار فيها أسرار
تناديني
وأقمار تناجيني
وأوكار بها دفء
وقد هشت لزائرها
وأحلام تحاكيني
إذا انسدلت ضفائرها
أقول إني أعشقك
وإني مثل نحات
ولي منك ارتسامات
على جفنـــيَّ أحفرها
وأنت خمرة الروح
وأعــــنـــــابٌ
ستسكرني وأسأسكرها
وأنت مثل صومعة
أنــا أتـعبّــد فيــها
أصرّ... لا أغادرها
وأنت أغلى أمنية
بها أحيا
وأخشى أني أخسرها
وأنت أحلى أغنية
بــهــا أشــدو
وشمس تشرق صبحا
تــنــوّرنــي بــشــائـرهـــا
الهادي عمر العثماني/ تونس

محكمة الاشتياق .. بقلم د.محمد جابريه

بقلم د. محمد جابريه
💓محكمة الاشتياق 💓 
كن منصفا يا سيدي القاضي 
عجل بحكمك سيدي القاضي 
أرجوك تجلى واسمعني 
باشتياقي و أشجاني
ذات يومٍ كنت أبحث عما تبقى من عمري
فأسدلتُ عن حبّي السّتار
فإذا باِمرأه وظلّها
بين الزّقاق و صفحات الغمام
طاف وجدي
بذات العيون وسحرها
وبعد ذلك بواقع سرمدي
ناظرتها .....
فذاب القلب وتهيّج الوجدان
وكأنّي ساكنٌ قلبها
وكأنها ولدتني من عطر نبضها
أعجزُ عن وصف الحوار
ولكن سيّدي ذاب الرفيف
بحجرها
فكنت أسهر أنا وطيفها والقمر
وأعيش أوسط نجمها
واِلتقينا .. مشينا ونزعنا ذاك الخجل
وفاض البوح بحبّـــــها
وقالت إنّي أحبك حباً جماً
فعانقتها
حتى تقطّــــــع عقدها
وزرعت كفي بين خمائل شعرها
وعلى الجبين قبلـــــــتها
ووقعت عهداً بالوفاء واِعترفت
أنّي المتيم بعشـــــــــــقها
وفجأة اعتلّ بدني وزادت أوجاعي
فخشيت عليها توجّعي
فذهبت وبقي بقلبي جرحها
وبالشّوق أضناني الغرام
أعزف لحن قصيدها
بحثت عنها بكلّ مكان
وأثكلني شارع بيتها
الشّوق للحبيبة أبكاني
فأحلامي تكمن بوجهها
يا سيدي أمات الحبّ في الظنون ؟
أما زلت اليوم
بقلبها ؟
وهل أعود أرتجي عطفاً
أم أطارد وردها
أسعفني سيدي.. فقد قتل الفؤاد
وكن منصفا في وصفها


استيقظ على صدى ذلك الحلم الجميل .. بقلم الأستاذة / نادية بكير

استيقظ على صدى ذلك الحلم الجميل
و اسال الليل اين انا و اين انت
اين اشراقة النهار
اين انا و اين انت من صباحات تشرين
اين ليالي كانون و سهرات المساء 
ورقص الانغام مع نجوم السماء
اسال قطرات المطر
عن نسمة عطر مرت من هنا ولم تزل
اسال ليالي الشتاء
عن خيال عن ظلال
عن بقاء عن وجود
عن اصداء حكايات
عن قصائد و دفء كلمات
فترد علي اصداء كلماتي
ترد علي دمعتي
مضوا مع دفء الربيع
مضوا مع خيوط الفجر
مع طيور البحر
قد مضوا مع الراحيلين
للبعيد ... للبعيد
NB

شتاء .. وليل .. بقلم الأستاذ/ طارق الرجال

شتاء .. وليل
≈≈≈≈≈≈≈≈≈≈
عاصفة حديثة عهد بسكون
قد ثارت منذ قليل
مطرك شلال فوق قبعتي
الداكنة السوداء
غيوم ظللت شتائل الياسمين
أشجار الروابي الناعسات
غفت منذ قليل علي كتف القمر
حين لقاء في خبيئة الأحلام
ها قد هاجت رياح الذكريات
تعصف إليك بالحنين
ها أنا أعترف لم يكن
سكون وشيك !!
حبات من لأليئ الشوق
تلك كانت
أم ذاك دمع
أم مطر
ردد الصدي دع عنك التساهيد
تلك العصافير الواسنات
تغني ما زالت
تنفض الجناح عن حنين
في صباح بارد وليد
ودفئ أشتياق إليك
يشعل مدفأتي البارده
فنجان قهوتي بنكهة الصقيع
لم تكن هناك ذكريات
ترويها الرياح العاتيات
أشرعتي ممزقة ألأ وتاد
تعصف في جنون
أحب الشتاء
رقصتي تحت المطر
تلك لم تزل تعاودني كل حين
ارتعاشات الغسق
مععطفي ينزف من ثناياه
الحنين
مطر وشيك خبرتك الألحان
بيانو بارد حزين
خصلات شعرك و وردة وحيده
فوق الغصن البعيد
زورقي كذاك مبتل
مساء حزين كالعاده
وقد بداء العرض
من عشق الشتاء
لن أمل
وفي عشق الشتاء
لن ... أمل
هناك أنت والغزالات
تسابقون عند النهر
راع عجوز وبعض اليمامات
يتراقصن فوق الغصن
وذاك الممشي مازال مبتل
تلك الجبال والمنحني والتل
مقعد فارغ في زاوية الذاكره
بفراش وثير بارد يهتز
منقوش من فراشات
يهمن
فوق وردات الخد
أم خد الورد
مازلت أعشقه من ألف ليل وليل
مفردة الوجد سأعشقه لإلف
ليل وألف
منذ أزمنة الغربه
شتاء وليل
قد صار إلف
طارق الرجال
15/ 1 / 21019

حذاء أوربيّ قصة قصيرة بقلم الأستاذ / محمد فتحي المقداد

حذاء أوربيّ
قصة قصيرة
بقلم – محمد فتحي المقداد
«المنخفض القادم هذه المرة قطبي بارد جدًّا مؤكّد هطول الثلوج بكثافة ابتداء من مساء غد». مشى عايش بخطوات بطيئة، الكلمات التي سمعها صنعت متراسًا في أذنيْه، ولم تكتف، بل راحت تتسلّل لمداعبة حيرته حيال انتظاره العاجز، مظهره موحٍ ببؤس منبثق من بين أسمال أردانه مُهلهلة المظهر.
أفكاره مضطربة حدّ الصّراع، عجزه التّام في إيجاد نقطة البداية لمشروع مقاومة تبعات مترافقة مع الضيف القادم غدًا.
أتعبه المشي في شوارع المدينة. اتّكأ على جدار بعيد عن أبواب المحلّات التجاريّة. المارّة غارقون في اهتماماتهم ومقاصدهم التي يبتغونها. على مدار ساعة كاملة تابع تأمّلاته لتقاطيع وجوه من مرّوا أمامه. قرأ ملامحهم بتأنٍّ استغرقه، وابتعد به تفسيرًا وتأويلًا أنساه واقع حاله الذي لا يحتمل التأجيل ولو لساعة واحدة.
برودة الجدار اخترقت ملابسه وسرَت في أعصابه وعضلات كتفه، شعر بخدر انحدر إلى ساعده وصولًا إلى معصمه وكفّه. بحركات قويّة من يده الأخرى فرَك أصابعه لتبديد التنميل الطارئ عليها.
«يا إلهي البرد لا ينتظرني كي أُكمل استعداداتي..!!. ولا يمهلني إذا جاء موعده». هذه الكلمات البسيطة المفهومة بدلالاتها، انطلق بها لسان عايش ليُسمِع أذنيْه فقط. رسالة عاجلة من داخله دفعت به لاتخاذ أمر هامّ غاب عن حياته منذ ثلاثة أشهر عندما فُصِل من وظيفته في الشركة التي كان يعمل فيها.
تلمّس محفظة نقوده اطمأن قلبه إلى ما تبقّى فيها من بقايا تعويض نهاية خدمته. عادت نبضات قلبه نشطة مُتجدّدة، تواثبت أمنياته تزاحُمًا لكسب الوقت. لا محال لاحتمال التأخير وعيناه ترقبان مقدّمة حذائه كمن فغر فاه من جوع أو عطش.
مع بداية كلّ شه. عند استلام راتبه؛ تنفتح عليه أبواب من طلبات أسرته تفوق طاقة راتبه، على مدار سنة كاملة حلُم بحذاء جديد متوسّط الجودة. لحظة الحسم كانت في محل عتيق في أحد الشوارع الفرعيّة خاصّ ببيع موديلات أحذية أوربيّة مستعملة ذات مستويات من الجودة المختلفة. على مدار نصف ساعة من البحث وتقييس ما راق له منها. البائع البائس نظر بازدراء لقدم عايش، وكيف تستطيع أن تكون داخل الحذاء المُتوسّع كالاستيطان الصهيوني في جميع الاتجاهات؟.
استعلاء بنبرة صوته عندما يجيب على تساؤلات عايش عن سعر كلّ زوج من الأحذية. هو لا يأبه لقرف البائع ولا لنظراته.
- حاول عايش تسلية نفسه وإقناعها: «مؤكّد أن هذا المحل دخله قبلي ابن أحد المسؤولين، وما الفرق بيني وبينه؟».
مضى في بحثه بهمّة ونشاط للخروج من مأزقه، صدمة السّعر الذي طلبه البائع جعلته يتمرّد على ما بنفسه بعد إقناعها: «أوه رضينا بالهمّ، والهمّ ما رضي بنا، ووجه كلامه للبائع من جديد: أفّ..!! السعر غالي جدًّا، يعادل ضِعفيْ الجديد غير الملبوس من قبل».
- البائع: «نعم.. ولكنّها قطعة تستحقّ ثمنها لجودتها كماركة عالميّة، وهي أخت للجديد، بل في الحقيقة هي أفضل، انظر..!!.. إنّها غير ملبوسة كثيرًا، وأكبر ظنّي أنها سُرقت من صاحبها، أو انّه مُصاب بهوس شراء الموديلات الأحدث».
- عايش: «على كلٍّ لا تعدوا مهما علت ستبقى مستعملة، وما يدريني من استخدمها من قبل، أهو ملاك أم شيطان.. أم لصّ محترف ومهرّب مخدّرات، أو صحفيّ أفّاق كذّاب يملأ الدنيا بكذبه؟».
- البائع: «وماذا يضيرك من كلّ ما ذكرت إذا كان هناك في بلادهم؟. متأكّد أنّك ستدعو لي بظهر الغيب بعد ترتاح قدمك فيه».
تذكّر أمر غدٍ، وكفّ عن مجادلة البائع مختصرًا التمدّد في الحديث معه بعد خصم مُرضٍ حصل عليه، ولم يتردّد في إيداع حذائه الأصلي حاوية الزّبالة قبالة المحلّ، غير آسف عليه بعد أن لبس الجديد.
عمّان – الأردن
16 / 1 / 2019