الثلاثاء، 3 يوليو 2018

ع المكشوف (1) صفقة القرن ..للأستاذ/ حرب شاهين

ع المكشوف (1)
صفقة القرن؟
منذ أن تولى ترمب رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، أصبح الشغل الشاغل والعمل الدبلوماسي والسياسي برمته محصوراً فيما يُسمى بصفقة القرن، التي تعني بمجملها شطب القضية الفلسطينية من التداول، واغتصاب حق الشعب الفلسطيني، وتمدد كيان العدو حتى يشمل كافة فلسطين التاريخية وأجزاء أخرى من دول العربية، وتسابق المحللون والسياسيون والمنجمون لتحليل وشرح صفقة القرن، وكأنها المؤامرة الأولى التي يحيكها العدو وحلفاؤه ضد فلسطين والأمتين العربية والإسلامية، ومما زاد في خيوط المؤامرة نقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة.
وهنا علينا أن نتوقف قليلاً، كي نخرج من متاهات المصطلحات العبثية، والمفردات التسويقية التي يُلقمونا إياها ردحاً من الزمن، ثمّ يُنسّونا إياها، ليخترعوا لنا مصطلحاً جديداً، فلو استعرضنا الصفقات والمشاريع التصفوية، لأمضينا قرناً من الزمن ولم نحصها كلها.
صفقة القرن بدأت في القرن المنصرم، وتحديداً في عام 1917، عندما عقد بلفور وزير خارجية بريطانيا، باسم الدول الاستعمارية كلها صفقته مع اليهود ممثلين بروتشيلد، وكانت الصفقة الأساس، وما تلاها ما هو إلا تفاصيل مدروسة لتحقيق ما جاء في تلك الصفقة من قتل وتهجير الفلسطينيين وخلق كياني يهودي لهم في فلسطين.
ولكي ندرك حقيقة ما جرى وما يجري وما سيجري، علينا أن نقف بجدية وموضوعية ، لنعرف من نفّذ وينفذ صفقة القرن.
فالدول الاستعمارية ممثلة ببريطانيا، لم تخف دورها ومهمتها في استعمار فلسطين وتهجير أهلها وإحضار اليهود من كل أنحاء العالم لخلق كيان عدواني استيطاني إرهابي، يمارس كل صنوف الإرهاب ضد أصحاب الأرض الحقيقيين/ الشعب الفلسطيني.
والأنظمة الرسمية العربية لم تتبن مسألة تحرير فلسطين، حتى نعود باللوم عليها لضياع فلسطين.
ولكن ماذا عن الأحزاب والمنظمات الفلسطينية ودورها في ضياع فلسطين؟ لماذا لا نعترف بأن تلك الأحزاب التي كانت موجودة في فلسطين منذ عام 1917 وحتى عام 1948،هي المسؤولة أولاً وأخيراً عن ضياع فلسطين؟
وعلينا هنا أن نفرق بين مقاومة الشعب الفلسطيني، الذي تصدى لبريطانيا ولليهود بكل ما أوتي من قوة، وضحّى بأرواح أبنائه دفاعاً عن وطنه، وبين المنظمات والأحزاب والحركات السياسية الفلسطينية.
ففي الوقت الذي كان يعد فيه العدة اليهود لاغتصاب فلسطين، وحشد إمكانياتهم لتهجير اليهود الى فلسطين، والاستيطان والتنسيق مع الدول الكبرى، ناهيك عن التدريب والتسليح واستيراد الأسلحة، كانت الأحزاب الفلسطينية منقسمة على نفسها ومنشغلة بالخطب، دور والعائلات والفذلكة السياسية والمراهنة على بريطانيا وعصبة الأمم ومجلس الأمن الدولي...
كما أن كان اكتشاف الأحزاب الفلسطينية للنية البريطانية المنحازة إلى الحركة اليهودية في فلسطين جاء متأخراً، ولم تكتشف الوجه الحقيقي لهذه السياسة المنحازة لصالح اليهود في فلسطين، وقد تبنى الانتداب البريطاني سياسة فرق تسد لتعميق الخلافات بين الأحزاب الفلسطينية.
كثيرة كانت تلك الأحزاب، ....
بلفور والصفقة الحقيقة لاستعمار فلسطين
( يتبع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق