الثلاثاء، 6 فبراير 2018

قليل من الملح يكفي لأن يندمل الحلم من غطرسة الزمن.. للأديبة الأستاذة / نسيمة بن سودة

قليل من الملح يكفي لأن يندمل الحلم من غطرسة الزمن..كثير من السهد يتأهّب لحركة مفاجئة لماضٍ ، لحاضرٍ ، ليوم جموحٍ تكثر فيه الأسئلة و تخرج خيوله عن السيطرة...هكذا ستكون لي ذرائع كثيرة تساعدني على الهروب من نقرات مجهولة الهوية تحاول أن تبلغني بأنّ كلّ شيء على مايرام...حركة الأطفال في شارع مدلهمّ المعالم لا نهاية له، وهم يحاولون أن يشعلوا أنشودة بريئة تتراكم فيها أيامهم وتزدحم فيها أحلامهم بعيدا عن أزيز الطائرات ، وفتاوى مشايخ البلاط والنفاق، تشتد عندهم الخيارات...إمّا موت على أعتاب وطن مهجور تستنجد به عناكب الكواكب الأخرى ، أو موت على أعتاب جيوب أبت إلاّ أن تملأها طحالب تغذّت من جثث الحرّاقة، وتلتهم صبر عامل يجهل عدد سنينه أمام تشقّقات وجه أشاح عنه القهر شبابه....هو سيل من السطور يدغدغ الأنامل وينطلق أحيانا دون انتظار صافرة البداية في ركض يتعمّد أن ينسى شعورا بالذنب ينتاب اللغة بعيدا عن الأعذار الجميلة والإعتذارات التي تتغابى أحيانا بأنها لم تعٍِ بعد حجم البطولات الوهمية التي عبّأها التاريخ بكل حماقة و خيانة....
سأربأ بنفسي عن هول الخيبات التي تتحرك خلسة بحزام ناسف، وأنتظر الصباح حيث فيروز تصدح بالحنين إلى قدس العروبة ، وأفرك جفن الهوان بأصابع من نور تشتاق إلى ربوع هبّ فيها ريح الشمال....
نسيمة بن سودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق