الاثنين، 1 يناير 2018

- الغولُ الخفي - بقلم الأستاذ/ وليد .ع. العايش

- الغولُ الخفي -
_______
لا تقتربْ أكثرْ 
فإنَّ الشمسَ تَحرِقُني 
وعيونكَ الحوراءُ 
لا تحتملْ وجَعَ دهرٍ حزينْ
اِبتعدْ ... رويدكَ أيُّها الغافي
على ذروةِ شُطآن النوى
فالسفينةُ لازالتْ بعيدةْ
تصِلُ ... أمْ لا تصلْ
ليسَ مُهمّاً ...
لستُ أدري إنْ جاءتْ
على موعدِ الدمعةَ الأخيرةْ
كما لسعةُ نحلةْ
تُهرِقُ عسلاً في عُمقِ ثغري
فتختفي عنْ منكبيَّ
كُلّ ويلاتُ الوجعْ
كما اختفى ظِلّي
في ليلةٍ ... لمْ تعرف الظُلمةْ
وكما اختفى صديقي
ذو المِعطَفِ الشتوي
في دربِ الرجوعِ إلى السماءْ
لا تقتربْ أكثرْ
فانْكِساراتُ الأُفقِ
عقيمة هذا المساءْ
لنْ تَقُمْ بتسجيلِ دخولك
إلى جنَّةِ الحفلة الأثيرة
اِبتعدْ عنْ أسطورةِ الغول الخفي
الذي ترنّحَ كما نهرٍ
فائضِ الميزانْ
هلْ شاهدَ قدومكَ الجيرانْ ...
لا تقتربْ أكثرَ يا صديقي
كي لا تختفي كما ظِلّي
وتبقى ظِلَّا يَحْرِقُ مُقلتيَّ
في شواطئِ النسيانْ ...
ففي الرحيلِ ، كلّ الدروب هاجرتْ
حتى الأزِقّةْ ، إلاَّ درباً واحداً
ظننْتهُ دربَ الرجوعْ
فعزفتُ على أوتارِ الحياةْ ... لحنَ الوداعْ ...
_________
وليد.ع.العايش
12/12/2017م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق