- مذكرات ثائرة -
- 4 -
--------------
ضجيج الرفاق يعبق بجدران الغرفة ، بعض النكات تتالى هنا وهناك ومعها تثور الضحكات كما ريح غضبى ، بنات الصف يشاركن الضجيج وتعلو أصواتهن الأنثوية البريئة ، حاولت أن ابتسم ، لكن الخوف مازال يجثم على صدري كحجر مثقل بهموم كون كامل ، بدأت عيناي باختلاس النظرات من خلف كواليس زملاء الصف ، هناك في المقعد الثالث وقبل الأخير كانت تجلس ( ثراء ) .
تملصت كثيرا من تلاقي نظراتنا للحظات لكنها لم تطل ، فسرعان ما انبثق فجر اللقاء الأول ، ثارت البراكين الخامدة فجأة ، اشتعل القلب المنطفئ قبل قليل فقط ، الآن بإمكاني أن ابتسم .
دخل المعلم ممتطيا العصا ، صمت الجميع وانزوى كل واحد في مقعده ، وكأن الطير على رؤوسهم ، تناثرت الضحكات وتوارت النكات بانتظار فرصة ثانية .
جال المعلم بنظراته علينا ، كان حاد الطباع ، عصبي المزاج ، طويل القامة ، أعلم بأنه كان يحبني أكثر من بقية التلاميذ ، لكن عصاه لاترحم ، رغم قسمات وجهه التي تؤدي إلى طريق التسامح ، حرصه على تلامذته كان مختلفا ، ربما هذا ماكان يدعوه للعصبية الزائدة في أحيان كثيرة .
- هيا يا عامر ... اسمعنا موضوعك .
- حاضر أستاذ ... هززت برأسي خجلا ثم خرجت من قوقعتي .
عندما أنهيت قراءة نصي في ذاك الصباح صفق الجميع ومعهم المعلم .
ولعل هذا لم يكن يهمني بقدر تصفيق ثراء ، أظن بأن كفيها كادتا أن تؤلمانها يومذاك ، نظرت إلى المقعد الثالث ، متشبثا بيديها الناعمتين ك أغنية من أغاني الزمن الجميل .
- برافو ... برافو عامر ... أحسنت .
خط المعلم بضع كلمات على دفتري بقلمه الأحمر ، مسح على رأسي قبل أن يتركني كي أعود إلى مكاني .
في تلك اللحظة نظرت إليها بتمعن ، لوحت لي بالورقة ثم دستها بين طيات دفترها ... أتذكرين ...
---------------
وليد.ع.العايش
٢٠/١/٢٠١٧
- 4 -
--------------
ضجيج الرفاق يعبق بجدران الغرفة ، بعض النكات تتالى هنا وهناك ومعها تثور الضحكات كما ريح غضبى ، بنات الصف يشاركن الضجيج وتعلو أصواتهن الأنثوية البريئة ، حاولت أن ابتسم ، لكن الخوف مازال يجثم على صدري كحجر مثقل بهموم كون كامل ، بدأت عيناي باختلاس النظرات من خلف كواليس زملاء الصف ، هناك في المقعد الثالث وقبل الأخير كانت تجلس ( ثراء ) .
تملصت كثيرا من تلاقي نظراتنا للحظات لكنها لم تطل ، فسرعان ما انبثق فجر اللقاء الأول ، ثارت البراكين الخامدة فجأة ، اشتعل القلب المنطفئ قبل قليل فقط ، الآن بإمكاني أن ابتسم .
دخل المعلم ممتطيا العصا ، صمت الجميع وانزوى كل واحد في مقعده ، وكأن الطير على رؤوسهم ، تناثرت الضحكات وتوارت النكات بانتظار فرصة ثانية .
جال المعلم بنظراته علينا ، كان حاد الطباع ، عصبي المزاج ، طويل القامة ، أعلم بأنه كان يحبني أكثر من بقية التلاميذ ، لكن عصاه لاترحم ، رغم قسمات وجهه التي تؤدي إلى طريق التسامح ، حرصه على تلامذته كان مختلفا ، ربما هذا ماكان يدعوه للعصبية الزائدة في أحيان كثيرة .
- هيا يا عامر ... اسمعنا موضوعك .
- حاضر أستاذ ... هززت برأسي خجلا ثم خرجت من قوقعتي .
عندما أنهيت قراءة نصي في ذاك الصباح صفق الجميع ومعهم المعلم .
ولعل هذا لم يكن يهمني بقدر تصفيق ثراء ، أظن بأن كفيها كادتا أن تؤلمانها يومذاك ، نظرت إلى المقعد الثالث ، متشبثا بيديها الناعمتين ك أغنية من أغاني الزمن الجميل .
- برافو ... برافو عامر ... أحسنت .
خط المعلم بضع كلمات على دفتري بقلمه الأحمر ، مسح على رأسي قبل أن يتركني كي أعود إلى مكاني .
في تلك اللحظة نظرت إليها بتمعن ، لوحت لي بالورقة ثم دستها بين طيات دفترها ... أتذكرين ...
---------------
وليد.ع.العايش
٢٠/١/٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق