الاثنين، 27 نوفمبر 2017

(( جنتي بغداد )) .. بقلم الأستاذ / ابراهيم الباوي

(( جنتي بغداد ))
ملاءة الحب في الاحلام تنسدل
وجامح الشوق في الاحداق يشتعل
ولذة الطيف في الآجفان ماثلة
قد صار فيها الهنا والأنس يكتمل
أبدى لي الليل أحلاما وأخيلة
في جنّة الخلد ذهني بات يتصل
تحوطني الحور والاملاك تتبعني
كأنني عاهل بالتاج يحتفل
قال الملاك الذي للشأن منتخب
تعاهدوا القصر كيما تضرب الكلل
والتخطر اليوم في الأرجاء فاتنة
كيما يزول الضنى والضيق والملل
وأقبلت يفتن الألباب. منظرها
وأبرزت للهوى ماليس يحتمل
قالت : ستبقى هنا والخلد يجمعنا
كما الشفاه بها تستأثر القبل
فقلت. : هلّا أرى بغداد ثانية
والعين من سحرها بالنخل تكتحل؟
فقطبت والأسى يزري بمقلتها
قد صار فيها الرضا بالغيض يرتحل
فقلت : لاتغضبي مني فقد شغفت
نفسي بتلك التي بالحب تشتعل
قالت : آتهوى التي قد زال منشؤها
أتبتغي عارضا بالصور يختزل؟
فقلت : يكفي بأن أغفو بوارفها
هنيهة في المسا والجرح يندمل
لايرتوي ظمأي إلا بدجلتها
فصار من عذبها يستقبح العسل
بغداد يانغمة في الدهر صادحة
قد ذاب في حسنها الالحان والزجل
ضمت الى صدرها شعبا كوالدة
لوراح يقلقها في عسفه الوجل
وأسفرت للردى عزلاء شامخة
حتى بعجب غدا يرنو لها زحل
لم تشتك ظالما إلا لبارئها
قد قطعت عمرها لله تبتهل
نفسي الفداء لها جم فوادحها
كحزن ثاكلة أزرى بها الجلل
قد أزمعوا سحقها من كل ناحية
حتى استكانت بها الأوجاع والعلل
في الدهر لما تزل تزهو بقامتها
شماء يحني لها اكنافه الجبل
قد أودعوا حسنها الفتان أنفسهم
لاغرو من أجلها في الحب لو قتلوا
الروح تبقى بها دوما معلقة
والجسم عنها غدا بالظلم ينفصل
قالت : عشقت التي قد كنت تعشقها
هلّا الى ربعها نمضي وننتقل ؟
بينا انا ممعن في وصف فاتنتي
والجو من حولنا بالحب يختضل
إذ راح يوقظني صوت يلاطفني
قم مل منك الكرى قد أقبل العمل
فطفت في ناظري أرجاء مسكننا
ذاك الذي بالأسى قد مله الملل
تركت. في عالم الأطياف مملكتي
والجد أزعجني والضيق والكسل
الشاعر ابراهيم الباوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق