الخميس، 23 نوفمبر 2017

يأتي المطر معه حاملاً بشرى الخير ..بقلم الأستاة / أم أيمن الشعبي

يأتي المطر معه حاملاً بشرى الخير والأمل والبهجة في النفوس ليعلن بداية حياة جديدة تزهر معه سيأتي الشتاء.. ويلفظ الكون أنفاسّه المتسربه بالأحلام.. وتمسح الشمس بكل لطف على جبين الأرض، وتخفض اشتعالها. سيأتي الشتاء.. محملاً باللقاءات.. والصّباحات البيضاء. سيأتي الشتاء.. في الشتاء يتساقط المطر فيغسل أحقاد الصدور وسواد القلوب. في الشتاء ترعد السماء فتذكر كل طاغ بقدرة الجبار. في الشتاء يدرك كل قاس إن البرودة.. قاسيةٌ جداً. أنا أعشق الشتاء دون الصيف أعشق الشتاء. عندما يسقط المطر تزال الأصباغ عن الوجوه فيعود كل شيء لأصله دون خداع أو تصنّع. أعشق الشتاء لأن المطر دائماً يشعرني بالطمأنينة فهناك رب لن يضيّعنا. أعشق الشتاء لأن دفء مشاعر تلك الصديقة ينتقل إلى كفيّ عند مصافحتها فيدفئني. أعشق الشتاء لان تلك القوة التي تجعلك تتخلص من أغطيتك الدافئة في جنح الليل لتتحمل برودة المياه تشعرني بدفء حب الله. أعشق الشتاء لأن أحتساء شراب دافئ في ليلةِ صقيع وسط أناس يحبوك وتحبهم كاف لأن يملأ الأرض دفئاً. بعد العاصفة يأتي المطر بعد الغيوم تشرق الشمس. تحت زخات المطر وعلى أرصفة الشوارع كانت حكاية قطرة أسعدت قلباً جريحاً وأنتهت على رصيف أبتلعها بلا رحمة. تلبدت السماء بالغيوم وأمتلأت وتحرك سكون المكان والشمس ذهبت خلف الغيوم هناك توارت كأنها حورية أستحت وخجلت من قدوم الفارس وتغطت عندها أخذت الرياح تعصف بالأشجار فمالت وبدأ المطر يتساقط وحباته تراقصت ما أجمل أنهماره فوق الأرض بعد إن جفت. قد أنعش الأزهار والأشجار أخضرت كل الكائنات رحبت وهللت حتى الطيور تمايلت وفرحت أخذت تطير وتسبح ومن مائه أرتوت تحت زخات المطر كان للسواد نهاية وللعمر بداية وللتضحية حكايه الأرض حكاية مع المطر.. فهو يروي عطش السنين الفاحلة والرمال تتراقص على أنِغام معزوفة السقوط بسعادة.. وسقطت زخات المطرف لِه صوتً شجيٌ يقطِع سكِون الصمِت بنبراته الهادئة المتألقة في وحدة موسيقية نستِمتع بها وأوتار تعزف أعِذب الألحان فتِعبر بِلادٌ وتزور أوطان. أحب رائحة المطر ونسيم بارد يراقص أغصان الشجر وموج هادئ أنساب من بين يدي البحر. البحر هو مصدر الألهام الأول والمطر قطرات الوحي. بعد العاصفة يأتي المطر بعد الغيوم تشرق الشمس.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق