السبت، 14 أكتوبر 2017

هل دخلت حروفي في غيبوبة الصمت .. بقلم الأستاذة / منيرة العاتي

هل دخلت حروفي في غيبوبة الصمت؟،أُوقظ حرفًا فيغفو الآخر، أضمّها لتشكل عنقود لغة، فتخرج لفائف حارقة تلذَع القلوب. كنتُ أْشْكَلُها على وقع قوافيك فتضيء، أرسمها على دفاتر ومكاتيب أرسلها إليك فتنطق، أكتبها على قلبك فتعشقني نجمات الصبح والليل حتى الرمق الأخير، فمتى تعود حروفي رسول محبة إليك، وتنهض من غيبوبة الشهيق والزفير؟!
...........
حروفي يا رفيق الأغنيات لا تستطيع أن تقف على ساقيها كباقي الزهور! لا تستطيع أن تركض إليك كفراشات الربيع حين كانت تلتحف كفيِّك وتطلب منك الاحتماء فيك، لا تستطيع الطيران كعصفور، والتحليق كطير، واختطافك على بساط الريح لنطوف معًا كنجم ونجمة جميع مجرات الياسمين، نمسح عن أوراقها ندم الريح، وقلق الندى، وظلمة القناديل المطفأة.حروفي ما كانت ساهية ..كانت تسابقني إ ليك..كيف استكانت؟..كيف صارت لا تقوى على الزحف، والنطق، ورسم الكحل في عينيِّ لألتقيك وفي شفتيّ بسمات النور؟
أنا متعبة يا رفيقي، وأنتَ في أوج المستحيل.أنتَ نجمي البعيد يشع فترقص أنواره في ضوء عيوني..
على نافذتي طِوال الليل، وأنا أحاول كأميرة الحكايات أن أصعد الشرفة متسلقة جدائلي، وأن أمسك خيطًا واحدًا من هذا الشعاع، لكنني كلما أمسكت حزمة تنفلت الأخرى من قبضة يدي! فكيف تريدني أن أقطف كل شعاعك، كل نورك، وأنا هذه الأرض التي ولدتني لا تحملني، وتنكرني رقعة أقدامي، كيف ستتعرف عليَّ والعتمة تتكاثف حولي؟
متعبة أنا يا خلّي وهذه الحروف تخذلني ويفور غضبي غيظًا وأسفًا و أحملها بكل ما أوتيت من عنفٍ وأقذفها إلى صدر الحائط فيتحطم قلبه، ويتهشم قفصه الصدري، وتتبعثر أضلاعه، وأمضي دون أن أقدم إليه إعتذاري، أو أعذاري.
يا قدّيس صمتي أهطل بشعاعك المطري الآن، أرسله إليَّ لتحيى هذه الحروف الميتة، قد تنتعش في حضور القصيدة فتسابق الريح، تقف في وجه الزوابع والأعاصير، تصرخ بملء العنفوان: هناك في تلك السماء البعيدة ينتظرني نجم يسند ضلع النور، أريد أن أقطفه، أن أضمه إلى حضني، أن يهطل عليه وعليَّ ندى الأغنيات، أن يغتسل في حضني ومن وجعي يغسلني.
أريد لكل الأصوات القادمة مع الريح أن تهدأ،!أريد فقط صوت أمطارك ..أريد ه عاليًا، هادرًا، متفجرًا بالحياة، أريده أن يبعثني من جديد، أن يحييني، ينشيني، يطربني، يدغدغ حروفي في غيبوبتها، يوقظ الشهيق والزفير في رئتيها، ينتشلها من سباتها الطويل،، ويدعوها للنهوض فتغني وترقص وتكحّل بمرأى الشمس عيونها ، أريد لأمطار شعاعك أن تخترقني، فقد جفت شراييني...جفّت شراييني.......


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق