محاولة للفهم فقط / Harb Shaheen
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(47)
( تابع لما قبله).
نظراً للهزائم المتكررة التي لحقت بالشعب الفلسطيني ، وأعداد القتلى والجرحى المرتفعة جداً بين أبنائه، والتي لا تصب في طريق التحرير، ونظراً للابتعاد الفعلي عن الأرض المحتلة، وللفساد والسلوك المنافي للقيم الفلسطينية والعربية والإسلامية، ونظراً للهث وراء الحلول الاستسلامية والتي تؤدي لتصفية المسألة الفلسطينية، أخذت الجماهير الفلسطينية تبتعد شيئاً فشيئاً عن المنظمات، بل سارع الشارع الفلسطيني ، للتشكيك بولاء هذه القيادات لفلسطين في أغلب الأحيان، أو التشكيك بقدرتها ومصداقيتها لقيادة الشعب الفلسطيني، وتحقيق هدفه في تحرير وطنه.
إزاء هذا كله، أخذ الكثير من العناصر والكوادر الصغيرة في المنظمات تتساءل، بصوت خفي في معظم الأحيان، والى النقد العلني في أحيان أخرى، وإلى تفكير البعض بالعمل على إنهاء هذه القيادات المشبوهة، ليس في فتح وحدها، بل بكافة الفصائل شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.
كانت بوادر هذا المنحى أول ما برزت في معسكر تابع لفتح في محافظة السويداء في سوريا، حيث في العام 1972ذهب ياسر عرفات لزيارة ذلك المعسكر، وما إن وصل عرفات المعسكر، أدخله المقاتلون إلى غرفة، واخذوا يوجهون له الأسئلة العديدة عن أسباب الهزائم، وعن تصريحاته التي دعت للاعتراف بكيان العدو، وعن السلوك المضاد للسلوك والنهج الثوريين، واحتد النقاش، ولم يكن من عرفات إلا أن وضع مسدسه على الطاولة وقال بالحرف الواحد: ده مسدسي أعدموني.
وفي نفس اللحظة استدعى حرسه الشخصي الشرطة العسكرية السورية التي كانت تحيط بالمعسكر، التي سرعان ما قامت باعتقالهم وتسليمهم للمخابرات السورية، والذين لاقوا مصيراً مجهولا حتى يومنا هذا.
أدرك ياسر عرفات أن تمرداً كبيراً بدأ يتكون في الحركة، قد ينمو ويتطور، وقد يؤدي إلى التخلص من كافة القيادات، وبالتالي خلق واقع ثوري جديد، يصعب السيطرة عليه.
لقد بلغ ياسر عرفات من الدهاء حداً لا يمكن وصفه، ولو استخدمه لصالح الشعب الفلسطيني لتحررت فلسطين سريعاً، فلجأ إلى ما يُسمى
بالكادر العسكري والكادر المالي، أي إدخال الرتب العسكرية على العناصر والكوادر: ملازم وملازم أول ونقيب و...حتى لواء، وذلك للاستعانة بمواليه للسيطرة على القواعد بحكم الرتبة العسكرية الأعلى، والذين تم ترقيتهم هم المنبطحون والموالون كلياً حتى لو كانوا أميين.
وكذلك بالنسبة للكادر المالي، حيث وضع سلم رواتب بأرقام مختلفة، ونظراً للوضع الاقتصادي المتردي للكثيرين، اضطروا للصمت والولاء حتى لا يُحرمون من الرواتب.
ليس هذا وحسب، فلجأ أزلامه وأتباعه إلى تشتيت الوحدة الفلسطينية على مستوى الشارع الفلسطيني: فلسطيني غزاوي، وفلسطيني ضفاوي وفلسطيني سوري وفلسطيني أردني وفلسطيني لبناني، مما جعل الجميع في خنادق متناقضة ، حيث أصبح العداء المناطقي سمة بارزة في فتح، وقد تفاعل هذا التناقض وتطور، بلغ حداً لدرجة حدوث اشتباكات مسلحة بين الخلايلة ( بقيادة أبو خالد العملة) والنابلسية
( بقيادة سعد صايل).
كانت تلك إحدى مظاهر الانشقاق البغيض الذي مورست بدقة ودراسة، ومع ذلك حبذا لو بلغت هذا الوضع فقط.
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(47)
( تابع لما قبله).
نظراً للهزائم المتكررة التي لحقت بالشعب الفلسطيني ، وأعداد القتلى والجرحى المرتفعة جداً بين أبنائه، والتي لا تصب في طريق التحرير، ونظراً للابتعاد الفعلي عن الأرض المحتلة، وللفساد والسلوك المنافي للقيم الفلسطينية والعربية والإسلامية، ونظراً للهث وراء الحلول الاستسلامية والتي تؤدي لتصفية المسألة الفلسطينية، أخذت الجماهير الفلسطينية تبتعد شيئاً فشيئاً عن المنظمات، بل سارع الشارع الفلسطيني ، للتشكيك بولاء هذه القيادات لفلسطين في أغلب الأحيان، أو التشكيك بقدرتها ومصداقيتها لقيادة الشعب الفلسطيني، وتحقيق هدفه في تحرير وطنه.
إزاء هذا كله، أخذ الكثير من العناصر والكوادر الصغيرة في المنظمات تتساءل، بصوت خفي في معظم الأحيان، والى النقد العلني في أحيان أخرى، وإلى تفكير البعض بالعمل على إنهاء هذه القيادات المشبوهة، ليس في فتح وحدها، بل بكافة الفصائل شرقها وغربها وشمالها وجنوبها.
كانت بوادر هذا المنحى أول ما برزت في معسكر تابع لفتح في محافظة السويداء في سوريا، حيث في العام 1972ذهب ياسر عرفات لزيارة ذلك المعسكر، وما إن وصل عرفات المعسكر، أدخله المقاتلون إلى غرفة، واخذوا يوجهون له الأسئلة العديدة عن أسباب الهزائم، وعن تصريحاته التي دعت للاعتراف بكيان العدو، وعن السلوك المضاد للسلوك والنهج الثوريين، واحتد النقاش، ولم يكن من عرفات إلا أن وضع مسدسه على الطاولة وقال بالحرف الواحد: ده مسدسي أعدموني.
وفي نفس اللحظة استدعى حرسه الشخصي الشرطة العسكرية السورية التي كانت تحيط بالمعسكر، التي سرعان ما قامت باعتقالهم وتسليمهم للمخابرات السورية، والذين لاقوا مصيراً مجهولا حتى يومنا هذا.
أدرك ياسر عرفات أن تمرداً كبيراً بدأ يتكون في الحركة، قد ينمو ويتطور، وقد يؤدي إلى التخلص من كافة القيادات، وبالتالي خلق واقع ثوري جديد، يصعب السيطرة عليه.
لقد بلغ ياسر عرفات من الدهاء حداً لا يمكن وصفه، ولو استخدمه لصالح الشعب الفلسطيني لتحررت فلسطين سريعاً، فلجأ إلى ما يُسمى
بالكادر العسكري والكادر المالي، أي إدخال الرتب العسكرية على العناصر والكوادر: ملازم وملازم أول ونقيب و...حتى لواء، وذلك للاستعانة بمواليه للسيطرة على القواعد بحكم الرتبة العسكرية الأعلى، والذين تم ترقيتهم هم المنبطحون والموالون كلياً حتى لو كانوا أميين.
وكذلك بالنسبة للكادر المالي، حيث وضع سلم رواتب بأرقام مختلفة، ونظراً للوضع الاقتصادي المتردي للكثيرين، اضطروا للصمت والولاء حتى لا يُحرمون من الرواتب.
ليس هذا وحسب، فلجأ أزلامه وأتباعه إلى تشتيت الوحدة الفلسطينية على مستوى الشارع الفلسطيني: فلسطيني غزاوي، وفلسطيني ضفاوي وفلسطيني سوري وفلسطيني أردني وفلسطيني لبناني، مما جعل الجميع في خنادق متناقضة ، حيث أصبح العداء المناطقي سمة بارزة في فتح، وقد تفاعل هذا التناقض وتطور، بلغ حداً لدرجة حدوث اشتباكات مسلحة بين الخلايلة ( بقيادة أبو خالد العملة) والنابلسية
( بقيادة سعد صايل).
كانت تلك إحدى مظاهر الانشقاق البغيض الذي مورست بدقة ودراسة، ومع ذلك حبذا لو بلغت هذا الوضع فقط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق