محاولة للفهم فقط / Harb Shaheen
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(46)
( تابع لما قبله).
هيكلية حركة فتح
لقد اتخمت حركة فتح بالتشكيلات الإدارية التي تفوق أجهزة دولة بكاملها، ومع أن أي قرار كان يتركز في يد شخص واحد اسمه ياسر عرفات، يفعل ما يشاء ويقرر ما يريد دون الرجوع إلى أحد، ولم يستطع أي كان الاعتراض أو الاحتجاج، والكل ينساق وراءه كقائد رمز وسياسي محنك، وما شابه ذلك من العبودية لينعم عليه بمنحة مالية.
تتشكل حركة فتح كما في نصوصها التنظيمية من: خلية ثم حلقه فجناح فشعبة فمنطقه فإقليم، ويتكون كل مستوى من عدد من المستويات تحته، يتشكل الإقليم من عدة مناطق يتم انتخاب لجانها القيادية من خلال مؤتمر عام.
ويتشكل المؤتمر العام للحركة من:
• القوات العسكرية.
• التنظيم .
• المكاتب الحركية (ممثلو المنظمات الشعبية الاتحادات والنقابات المهنية).
• اللجنة المركزية وهي القيادة الأولى لفتح.
• المجلس الثوري
ويختار المؤتمر العام اللجنة المركزية، وهي التي تقود حركةَ فتح وقد تكونت أصلا من 12 عضوا، وتمت زيادتها في مؤتمر العام 1990 في تونس إلى 21 عضوا، وتملك هذه القيادة كل صلاحيات القرار العسكري والسياسي والتنظيمي والمالي. ويأتي بعد اللجنة المركزية المجلس الثوري وهو هيئة تنظيمية لا تملك صلاحيات القرار بل التوصية بالقرار.
والواقع أن كل هذه التشكيلات هي استعراضية، ولم تمارس أية صلاحية، وبقيت كافة القرارات محصورة بيد ياسر عرفات.
وظل ياسر عرفات يشغل منصب القيادة فيها حتى وفاته في 2004.
وبعد وفاة عرفات توزعت أغلب الصلاحيات التي كانت بيده، فتولى محمود عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأصبح فاروق القدومي رئيس حركة فتح بعد أن انتخبته اللجنة المركزية للحركة لهذا المنصب ، ولكن سرعان ما عزله محمود عباس، ليصبح فاروق القدومي وانتخاب اللجنة المركزية له أثراً بعد عين، وانزوى فاروق القدومي في زاوية مظلمة يستمتع بما يديه من أموال ورثها من حركة فتح.
الانشقاقات في حركة فتح:
لطالما أكد قادة حركة فتح ، ولطالما تغني كوادرها وعناصرها، بأن حركة فتح رقم صعب لا يقبل القسمة على 2، أي لا يمكن حصول أي انقسام في الحركة، وبالرغم من الأجنحة المتعددة التي كانت تتصارع داخل الحركة، وكل جناح يتمترس حول عضو اللجنة المركزية الذي يترأسه ، وعلى الرغم من هذا التأكيد المتكرر على وحدة الحركة، ولكن حدثت ثلاثة انقسامات كبيرة، كان لها الأثر الكبير على الواقع الفلسطيني برمته، ولكن هل يحق لنا أن نتساءل هل هذه الانقسامات حقيقية، أم أنها بإيعاز من ياسر عرفات خدمة لهدف محدد كان يتطلع لتحقيقه.
والواقع إن أي مختص وباحث في تاريخ الثورات والدكتاتوريات، سينحني أمام الدهاء والذكاء اللذين مارسهما ياسر عرفات، للتخلص من معارضيه، وليقتل من يستطيع قتله من الكوادر والعناصر التي لا تنسجم مع مواقفه الاستسلامية، عسكرية كانت أو سياسية، ولعلّ أخطرها ما يلي:
• سنة 1974 انشق مسؤول الحركة في العراق، صبري البنا (ابو نضال) مؤسسا حركة فتح/ المجلس الثوري.
• سنة 1980 انشق عدد من أعضاء الحركة تحت قيادة عبد الكريم حمدي (أبو سائد) مؤسسين حركة فتح/ مسيرة التصحيح.
3- في أيار 1983، وبعد أقل من عام من خروج قوات منظمة التحرير من بيروت، انشقت مجموعة من القيادات ، مؤسسة فتح - الانتفاضة. كان من أهم المنشقين نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة. أدى هذا الانشقاق إلى اندلاع عدة معارك في البقاع وطرابلس والمخيمات دامت عدة سنوات وشاركت فيها فصائل فلسطينية ولبنانية والجيش السوري.
ولفهم طبيعة هذه الاشتقاقات، وما نتج عنها لا بد من وقفة قصيرة مع كل انشقاق.
(... يتبع).
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(46)
( تابع لما قبله).
هيكلية حركة فتح
لقد اتخمت حركة فتح بالتشكيلات الإدارية التي تفوق أجهزة دولة بكاملها، ومع أن أي قرار كان يتركز في يد شخص واحد اسمه ياسر عرفات، يفعل ما يشاء ويقرر ما يريد دون الرجوع إلى أحد، ولم يستطع أي كان الاعتراض أو الاحتجاج، والكل ينساق وراءه كقائد رمز وسياسي محنك، وما شابه ذلك من العبودية لينعم عليه بمنحة مالية.
تتشكل حركة فتح كما في نصوصها التنظيمية من: خلية ثم حلقه فجناح فشعبة فمنطقه فإقليم، ويتكون كل مستوى من عدد من المستويات تحته، يتشكل الإقليم من عدة مناطق يتم انتخاب لجانها القيادية من خلال مؤتمر عام.
ويتشكل المؤتمر العام للحركة من:
• القوات العسكرية.
• التنظيم .
• المكاتب الحركية (ممثلو المنظمات الشعبية الاتحادات والنقابات المهنية).
• اللجنة المركزية وهي القيادة الأولى لفتح.
• المجلس الثوري
ويختار المؤتمر العام اللجنة المركزية، وهي التي تقود حركةَ فتح وقد تكونت أصلا من 12 عضوا، وتمت زيادتها في مؤتمر العام 1990 في تونس إلى 21 عضوا، وتملك هذه القيادة كل صلاحيات القرار العسكري والسياسي والتنظيمي والمالي. ويأتي بعد اللجنة المركزية المجلس الثوري وهو هيئة تنظيمية لا تملك صلاحيات القرار بل التوصية بالقرار.
والواقع أن كل هذه التشكيلات هي استعراضية، ولم تمارس أية صلاحية، وبقيت كافة القرارات محصورة بيد ياسر عرفات.
وظل ياسر عرفات يشغل منصب القيادة فيها حتى وفاته في 2004.
وبعد وفاة عرفات توزعت أغلب الصلاحيات التي كانت بيده، فتولى محمود عباس رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وأصبح فاروق القدومي رئيس حركة فتح بعد أن انتخبته اللجنة المركزية للحركة لهذا المنصب ، ولكن سرعان ما عزله محمود عباس، ليصبح فاروق القدومي وانتخاب اللجنة المركزية له أثراً بعد عين، وانزوى فاروق القدومي في زاوية مظلمة يستمتع بما يديه من أموال ورثها من حركة فتح.
الانشقاقات في حركة فتح:
لطالما أكد قادة حركة فتح ، ولطالما تغني كوادرها وعناصرها، بأن حركة فتح رقم صعب لا يقبل القسمة على 2، أي لا يمكن حصول أي انقسام في الحركة، وبالرغم من الأجنحة المتعددة التي كانت تتصارع داخل الحركة، وكل جناح يتمترس حول عضو اللجنة المركزية الذي يترأسه ، وعلى الرغم من هذا التأكيد المتكرر على وحدة الحركة، ولكن حدثت ثلاثة انقسامات كبيرة، كان لها الأثر الكبير على الواقع الفلسطيني برمته، ولكن هل يحق لنا أن نتساءل هل هذه الانقسامات حقيقية، أم أنها بإيعاز من ياسر عرفات خدمة لهدف محدد كان يتطلع لتحقيقه.
والواقع إن أي مختص وباحث في تاريخ الثورات والدكتاتوريات، سينحني أمام الدهاء والذكاء اللذين مارسهما ياسر عرفات، للتخلص من معارضيه، وليقتل من يستطيع قتله من الكوادر والعناصر التي لا تنسجم مع مواقفه الاستسلامية، عسكرية كانت أو سياسية، ولعلّ أخطرها ما يلي:
• سنة 1974 انشق مسؤول الحركة في العراق، صبري البنا (ابو نضال) مؤسسا حركة فتح/ المجلس الثوري.
• سنة 1980 انشق عدد من أعضاء الحركة تحت قيادة عبد الكريم حمدي (أبو سائد) مؤسسين حركة فتح/ مسيرة التصحيح.
3- في أيار 1983، وبعد أقل من عام من خروج قوات منظمة التحرير من بيروت، انشقت مجموعة من القيادات ، مؤسسة فتح - الانتفاضة. كان من أهم المنشقين نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة. أدى هذا الانشقاق إلى اندلاع عدة معارك في البقاع وطرابلس والمخيمات دامت عدة سنوات وشاركت فيها فصائل فلسطينية ولبنانية والجيش السوري.
ولفهم طبيعة هذه الاشتقاقات، وما نتج عنها لا بد من وقفة قصيرة مع كل انشقاق.
(... يتبع).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق