الاثنين، 18 سبتمبر 2017

محاولة للفهم فقط .. للكاتب الأستاذ/ حرب شاهين

محاولة للفهم فقط / Harb Shaheen
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(51)
( تابع لما قبله).

نهاية أبي نضال
بالرغم من بعض التصريحات حول نهايته، ولكن بقي موته( قتله)محاطاً بالغموض، وقد تردد أن أبا نضال اغتيل في بغداد يوم 19 /آب 2002، وأعلنت السلطات العراقية أنها وجدته صريعا في شقته ببغداد وأنه مات منتحرا بعد أن أطلق على نفسه رصاصة واحدة ،اخترقت فمه وخرجت من مؤخرة رأسه.
المهم في الأمر انطوت صفحته وللأبد، والغريب في الأمر أن تنظيمه تلاشى تماماً بعد موته، أي أن التنظيم كان مرتبطاً به فقط.
أهم انجازات تنظيم أبي نضال:
1- التصفية الجسدية لعدد كبير من المعارضين الفلسطينيين، لياسر عرفات.
2- تصفية الكثير من الشباب الذين خُدعوا بطروحات هذا التنظيم والتحقوا به، بوصفهم جواسيس أو عملاء مخابرات للدول التي يقيمون فيها، ولم تخل مجلته، من إصدار بيانات يومية عن إعدام شخص واحد أو مجموعة أشخاص بتهمة مخابرات معينة، والحقيقة أن عدداً من الكوادر كانوا يقومون بالتحري عن الأشخاص المعدمين، فكانت النتيجة أنهم شباب شرفاء، محبو لوطنهم.
3- مع أن هذا التنظيم كان يكيل التهم بالخيانة لعرفات وقيادته، فلم ينفذوا عملية إعدام واحدة لهؤلاء، مع ادعائهم بأنهم يزرعون عناصرهم في كل أجهزة ياسر عرفات، حتى في مكتبه.
4-لم يقم هذا التنظيم بعملية عسكرية واحدة ضد العدو داخل فلسطين المحتلة.
5-قام بعدد كبير من عمليات القتل والتفجير في عدد من الدول، مما أنتج حقداً على الشعب الفلسطيني، ووصفه بالمتوحش والقاتل والمجرم، في حين كان يزداد التضامن والتعاطف مع العدو.
وفي عام 1980 حدث الانشقاق الثاني، حيث انشق عدد من أعضاء فتح تحت قيادة عبد الكريم حمدي (أبو سائد) ليؤسس حركة فتح- مسيرة التصحيح.
ولكن هذه المجموعة سرعان ما تلاشت بعد فترة وجيزة، دون أن تقوم بعمل ما.
في العام 1982، اجتاح العدو الأراضي اللبنانية، مستخدماً كافة الأسلحة، وكان قبل الاجتياح بستة أشهر، أعلن بأنه يريد اجتثاث منظمة التحرير بكل فصائلها من لبنان، فصدرت تصريحات كاريكاتيرية من كافة الفصائل، تعلن أنها له بالمرصاد وأنها ستجعل لبنان مقبرة له، ولكن ما إن دخلت طلائع قوات العدو الحدود اللبنانية، حتى صدرت الأوامر إلي المقاتلين الفلسطينيين، بالانسحاب، وهكذا تمكن العدو خلال ساعات من اجتياح النبطية وصور والزهراني وصيدا، دون أية مقاومة، وقام العدو بحصار بيروت، وكانت النتيجة تصفية وجود الفصائل وترحيلها إلى تونس واليمن والسودان، وهكذا... ولنا عودة لمناقشة الوضع العسكري.
بقي بعض من القوات في البقاع وبعلبك وشتورة.
في تلك الأثناء، شعر الشعب الفلسطيني بكارثة الهزيمة المرة والقاسية، وسرعان ما ذهبت المنظمات بفلسفة الهزيمة المروعة، وأخذت تصفها بالنصر والصمود، واثنت على بطولات القائد الرمز ياسر عرفات والقادة المحنكين، وحوّلوا الهزيمة إلى نصر كاريكاتيري ، وأهم ما نتج عن هذا العدوان قتل عشرات الآلاف المدنيين من فلسطينيين ولبنانيين، بالإضافة إلى تدمير البيوت وأرقام لا تحصى من الجرحى، ولكن الأهم، خرج القادة وعائلاتهم ومرافقوهم كلهم، وحتى كلابهم بخير وسلام.
3- في أيار 1983، وبعد أقل من عام على خروج قوات منظمة التحرير من بيروت، انشقت مجموعة من القيادات ، مؤسسة فتح - الانتفاضة. كان من أهم المنشقين نائب قائد قوات العاصفة أبو صالح والعقيدين أبو موسى وأبو خالد العملة. أدى هذا الانشقاق إلى اندلاع عدة معارك في البقاع وطرابلس والمخيمات دامت عدة سنوات وشاركت فيها فصائل فلسطينية ولبنانية والجيش السوري.
ولفهم طبيعة هذا الاشتقاق، وما نتج عنه لا بد من وقفة قصيرة ...
(... يتبع).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق