الثلاثاء، 18 يوليو 2017

هذه بلدتي .. بقلم الخلووق الأستاذ / محمد أحمد عز الدين

هذه بلدتي
خاويةٌ من كلِّ شيءٍ إلَا من الهواءْ 
وبعض قطعِ السماءْ
وجثّة أخي
وهلال أكلَه وشرِبَه الخفاءْ 
هذه بلدتي
خاويةٌ من كلّ شيءٍ إلّا من الهواءْ
يظلمُ فيها الليلُ النهارْ
يلاحق فيها كلَّ الظّلالْ
من نجا منه كان
منتوشاً
مجففاً
لا حياة فيه ولا ماءْ
هذه بلدتي
خاويةٌ من كلِّ شيءٍ إلّا من الهواءْ
وبعض الأرواح
وحجارة بحجم القلوب
تهادن المكانْ
بأمر الزمانْ
هذه بلدتي
خاويةٌ من كلّ شيءٍ إلّا من الهواءْ
وكليتين مقطوعتين
بلعنة الحنين
و العنب والتين
بخرافات الفتح
وصبح الغرباءْ
هذه بلدتي
خاويةٌ من كلِّ شيءٍ إلّا من الهواءْ
يَجُبُّ الكفرُ فيها كل العبادات
صلاة الماء
وضحكة الأشجار
وتسابيح الطيور
وحبوَ الهندباءْ
هذه بلدتي
خاويةٌمن كلِّ شيءٍ إلّا من الهواءْ
تتلهف لصفعة القدم
و وخزة العكاز
وضحكة "ضروسها" وهي تمازح سهو العابرين
وحمق الحذاءْ
هذه بلدتي
خاويةٌ من كلِّ شيءٍ إلَّا من الهواءْ
وقرص "الشنكليش" المتحرر من مطربانة
أقرعاً
يابساً
يتدحرج متعثرا
بمسارات الذباب
ولهاث الكلاب
يفتش عن نقطةزيت تطفىء
كل هذا اليباب
محمد أحمد العزالدين
18/7/2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق