الأربعاء، 14 يونيو 2017

تشرد .. للأديبة الأستاذة / نسيمة بن سودة

تشرّد..
أسير بين الشوارع...
 أصواتها مبحوحة...شاحبة البيوت والنظرات...اصفرّت أوراقها على أغصان الزيتون،أسير وأنا واجفة التساؤلات..أين الضحكات التي علت التاريخ ذات بطولات..أين أصوات الزمن الأبيض التي كانت مطرا ينهمر على شرفات الأراجيف...
ومن أنا؟
 ألازلت أقف بين الجهات أراقب القبور الكثيرة التي مدّها الأسى في ربوعي؟..ألازلت طفلة تبكي السنابل المذبوحة في دمي ؟
من أنا؟
هل بات نشيجي محبوسا في صدر الندى ؟
 كل الأمتار حفظت خطواتي الميّتة ..كلّ الدروب قاتلتي ..وأنا الراحلة إلى سطوة المعنى آخذ راحلتي المستباحة في كلّ الأوراق..وأستمرّ في العناد كلّما هرب العنوان إلى مواسم أخرى...مواسم تغزو الحزن الكائن في كلّ المدن التي استوطنت كلّ النصوص ...في بلاد الحلم داعبتُ رسالة حوّلتْ مناطقي اليتيمة إلى فسحة حياة في خضمّ هذا التشرّد الذي بات يستعمر البلاد...سمعت نغمة هاربة من قفل كان يمنع النايات من زيارة خيمة سوريّة و أخرى يمنية و خيمات أخرى فضلت التواري وراء الخيبات الكثيرة و الهزائم الشامخة على مفترق الدماء..تهدهد التوقع البغيض بانتصار أمومة على دمع القصيدة...سمعت زخات المساء وهي تشعل شموس الحياة...المذبوحة من وتيني إلى الوليد...في كلّ هذا الهذيان أتفطّن إلى أنشودة كنت قد سمعتها في إحدى حلقات تعالج شيزوفرينيا المجتمع ..وكأنها كانت عالقة في إحدى المتاهات الكثيرة التي توزّعت هنا و هناك بيني وبين كلّ الحروف المتهاوية بين الصرخات...كانت تستنجد بذاك الحلم الذي سمّي في إحدى اللحظات الغبيّة ..بالعربي...
من أنا؟
 أنا الموؤودة في المعنى ، وجهي انتصب للريح..وجندله التاريخ...
نسيمة بن سودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق