امرأة من السماء
الجزء 22
وذات صيف قررت العائلة بأن تذهب إلى المصيف وكان والدي قد اكترى شقة صغيرة لا تبعد عن البحر فكنت الرافض وبشدة , متعللا بألا اترك البيت فارغا خشية أن يقتحمه بعض اللصوص .. هكذا كنت أفكر. فقط لأقنعهم بأن يتركوني وشاني , فحبيبتي كانت قد وعدتني بأن تقضي أغلب الأمسيات معي
وكأن والدي قد تفطن لي واستغرب من تشبثي بالبقاء بالرغم من أنني كنت من هواة البحر والتنزه بين الشواطئ مستمتعا بما يهبه لي المكان بأجمل ما أتمناه, فالزمني باصطحابه قبل الجميع .. وكان علي أن أستجيب
ترى متى سيعلم بأنني قد كبرت وأصبحت صاحب قرار كان عمري في تلك الفترة يناهز - سبعة عشرة سنة – وسيم ويافع ومتكلم بدرجة أولى , وقد فقهت لغة العيون فحظيت بالقبول
وبالفعل تركت حبيبتي لأغادر البلد بعد مضض
وعند وصولنا , تركت الجميع منهمكين في تنظيف البيت الجديد وتجهيزه بكل ما يلزم وخرجت لاكتشف المكان
صحيح أن البيت قريب جدا من الشاطئ ولكن لا يوجد كورنيش كما كنت اعتقد , فقط بعض العائلات متفرقة هنا وهناك , وما يشبه المقهى العتيق يعتلي تلة وتتوسط باحتها الشاسعة شجرة عظيمة تظلل نصفها.
لم أشعر بوطأة أشعة الشمس بالرغم من شدتها وانعكاسها على مياه البحر وكأنه يمتص نارها فيخمدها
وإذا بأنظاري تصطدم بقدمي حافية تنثر الرمال بدلال رفعت عيناي تدريجيا لأنبهر بأرجل كأعمدة يعتليها خصر عريض ثم انحناءة على مستوي البطن ليتسع الفضاء من فوق حيث صدر بارز وشعر تداعبه الرياح .وجه لا عبوس ولا هو مبتسم .. بين بين , وعينان تروي كل الحكايات
ذهلت لما أرى .. , ولكنها لم تتوقف , لتتجاوزني وتهبني لأشعة شمس المغيب
يتبع
منير .........
الجزء 22
وذات صيف قررت العائلة بأن تذهب إلى المصيف وكان والدي قد اكترى شقة صغيرة لا تبعد عن البحر فكنت الرافض وبشدة , متعللا بألا اترك البيت فارغا خشية أن يقتحمه بعض اللصوص .. هكذا كنت أفكر. فقط لأقنعهم بأن يتركوني وشاني , فحبيبتي كانت قد وعدتني بأن تقضي أغلب الأمسيات معي
وكأن والدي قد تفطن لي واستغرب من تشبثي بالبقاء بالرغم من أنني كنت من هواة البحر والتنزه بين الشواطئ مستمتعا بما يهبه لي المكان بأجمل ما أتمناه, فالزمني باصطحابه قبل الجميع .. وكان علي أن أستجيب
ترى متى سيعلم بأنني قد كبرت وأصبحت صاحب قرار كان عمري في تلك الفترة يناهز - سبعة عشرة سنة – وسيم ويافع ومتكلم بدرجة أولى , وقد فقهت لغة العيون فحظيت بالقبول
وبالفعل تركت حبيبتي لأغادر البلد بعد مضض
وعند وصولنا , تركت الجميع منهمكين في تنظيف البيت الجديد وتجهيزه بكل ما يلزم وخرجت لاكتشف المكان
صحيح أن البيت قريب جدا من الشاطئ ولكن لا يوجد كورنيش كما كنت اعتقد , فقط بعض العائلات متفرقة هنا وهناك , وما يشبه المقهى العتيق يعتلي تلة وتتوسط باحتها الشاسعة شجرة عظيمة تظلل نصفها.
لم أشعر بوطأة أشعة الشمس بالرغم من شدتها وانعكاسها على مياه البحر وكأنه يمتص نارها فيخمدها
وإذا بأنظاري تصطدم بقدمي حافية تنثر الرمال بدلال رفعت عيناي تدريجيا لأنبهر بأرجل كأعمدة يعتليها خصر عريض ثم انحناءة على مستوي البطن ليتسع الفضاء من فوق حيث صدر بارز وشعر تداعبه الرياح .وجه لا عبوس ولا هو مبتسم .. بين بين , وعينان تروي كل الحكايات
ذهلت لما أرى .. , ولكنها لم تتوقف , لتتجاوزني وتهبني لأشعة شمس المغيب
يتبع
منير .........
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق