الاثنين، 15 مايو 2017

رحلة اللجوء 1948م ـــ بقلم الشاعر/ رجب الجوابرة

رجب الجوابرة
رحلة اللجوء 1948م ـــ بقلم الشاعر رجب الجوابرة
بمناسبة يوم النكبة 15 أيار
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قد كنتُ طفلاً في حدود السـابعة
كانت معاييـر الأسى متتـــــابعة
طُرد الأهـــالي من قـرانا كلـــها
 من بعد حربٍ في بلادي ساطعة
كانت جيوش العرْبِ فيها تكتوي
 نار الهــزيمةِ في حمانا فاجـــعة
قد شُــــرّد الآلاف منا ... حينـها
 شرقاً وغــرباً في بلادٍ شاســـعة
والليلُ يطوي عزّنا في صمـــتهِ
 والخيمةُ الدهماءُ فيـــنا هاجــعة
فالأبُّ منا غـــارقٌ في حيـــــرةٍ
 والأم تبكي من عيونٍ خاشــــعة
أخوانِ كنا ... مــن أبٍ متــــديّنٍ
 والأمُّ في ترتيبـــها هيَ رابعـــة
في خيمةٍ كنا ... نعـــاني حــالةً
 للفقر فيها جولةً ... متصارعــة
لكننا وبصبرنا ... وصمـــــودنا
 قد كُفكفتْ تلك العيون الدامـــعة
عادت لنا في صيفنا روح الأمل
 فالجوع ولّى من نفــوسٍ قانعــة
قد سلمونا وقتها (كرت المؤن)
 في كل شهرٍ منحةً متواضـــعة
لكنها صارت لنا في كل شهــــ
 رٍ عادةً .. أو في ظروفٍ مائعة
فتبدلت أحـــــوالنا ... بتحـــسّنٍ
 لكنـــها في حالــــــها متتـــابعة
وبفتحهم لمدارسٍ في ... وقتهـا
 لوكالةٍ للغوثِ كانت خاضــــعة
شيئاً فشيئاً حالــنا ... متواصــلٌ
 حتى ظهرنا كالشموع (الوالعة)
بل بعدَ أعوامٍ مضت من عمرنا
 صرنا نجوماً في سمانا لامعـــة
فتْح التي قد فاجـــأتنا شمســــها
 في (الخمسِ والستين) كانت ساطعة
بدأت تغذي فكــرنا في جــــولةٍ
 منها كفاحٌ في طــريقٍ ناجــــعة
قد نفــذت في بدئها ... عملــــيةً
 كالرعد تبدو في سماها قارعــة
هزت كيــــاناً في ثنـايا عمــــقهِ
 بل صار يغلي كالمــياه النابعــة
ليقومَ في وضح النهارِ بمجزرةْ
 في قرية السمّوع صارت فاجعة
(سبعٌ وستون) ابتــــلينا نكــــسةً
 قد هزت الآمال فيها ... خادعــة
في مصر والأردنِّ في أعمــاقها
 أو هضْبة الجولانِ فيها ساجــعة
جيش العروبةِ خيبــــوا آمالــــنا
 بهزيمةٍ .. وعلى الضحايا واقعة
عــــادت لنا خيامـــنا في موقــعٍ
 قد لملمت هذي العيون الدامـــعة
والنازحون تشتتـــوا بهروبهــــم
 في موقع الأردن كانت جامــــعة
لكنهــم قد رتبــــــوا أحـــــوالهم
 والفتحُ تبني عشها ... متواضعة
قد أسسوا من دون خوفٍ وضعهم
 بقواعدٍ في الشرق جاءت نافعـــة
قد طوروا وبكلِّ حزمٍ ... حربهــم
 ضد احتــلالٍ في أراضٍ واســـعة
ضج العدوُّ .. ومن صدى أفعالهـم
 وتكبدوا بخسائرٍ ... هيَ فاجـــــعة
قد هاجموهم بعدها ... في حمــــلةٍ
 لكن فتحٌ .... قاومتهــم ... بارعـــة
(أردنُّ) في أثنائها قد ساعـــــــدوا
 فتقهقرت أفواجُ جيشٍ .. راجــــعة
أبطالُ فتحٍ ... أثبتـــــوا إصرارهم
 عند الكرامةِ في قــــواتٍ رادعـــة
فالنصرُ أعطى دفعةً في صبـــرهم
 قد أثبتت ... للنصر كانت صانعــة
من بعد عامين ... انتهت أحوالهـــم
 في هزةٍ تبدو أكيـــــــداً ... واقعـــة
أيلولُ ... جــاء مخــــــيباً آمالهـــــم
 قد أشعلت نيرانُ .... فيـــها تابعـــة
فتزلزلت أحـــــوالهم ... في فتــــنةٍ
 غنى العدوُّ .... وبالأغاني المائعــة
فتحرر الأردنُّ منــــها ... عنــــدما
 لبنانُ أضحى للفلـــــول الضائعــــة
كالخيمة الشــــماءِ ... فيها عشــــها
 وفصائل الثوار فيـــــها ... قابعــــة
وفي الجنوبِ ... تواصلت أعمالهـم
 ضد العدوِّ ... وفي ظروفٍ هاجعـة
بيروتُ كانت منبـــراً ... للثــائرين
 فيها التجدد .... والأمور النافعـــــة
فيها اغتيالٌ ... للعمـــــالقة الكــــبار
لرؤوسَ كانت  في النضال اللامعـة
قد حاصروا بيروت في أعماقــها
 والثورة الغراءُ فيـــــها بارعـــــة
قد سطروا أسطـــــورةً ... بثباتهم
 وصلابة الثـــــوارِ كانت رائعـــة
لكنهم قـد أثبتـــــوا ... برحيلهــــم
 لبنانُ يبقى ... وحـــــدةً متجمّـــعة
فاستقبلتهـــم تونسٌ ... برحـــــابها
 بل عسكروهم في ظروفٍ خاشعـة
والمارد الجبــــارُ ... في أعمـــاقنا
 في شعبنا الأحرار ... شمسٌ طالعة
هبت جموع الشعبِ تغلي شعلــــةً
 من بحرها ولنهرها ... متقاطعـــة
أبناؤنا قد سطـــروا ... بسواعــــدٍ
 ترمي وجوهاً كالأفاعي البالعـــــة
قد سُجلت فيها انتفاضــــةُ شعبـــنا
 طفل الحجارةِ . ضابطٌ في التاسعة
شهداء كانوا شعـــــلةً ... في دربها
 قد كسروا أشواكَ قـومٍ ... طامعـــة
أو في الجزائر ... أعلنـــــوها دولةً
 في حضنها الآمـــالُ كانت واسعــة
لأبي عمـــارٍ دوْرهُ ... في بعثــــها
 بل حاصرونا في ظروفٍ قاطعـــة
أو كملـــــوها باجتيــــاحٍ ... للمدن
 بل أشعلوها ... في قرانا الوادعـــة
قد حاصروا أقطابنا ... بمقـــــرهـم
 ورئيسنا ... في غرفةٍ متواضعـــــة
لكنهــــــم قد أعدمــــــوا عرفــــاتنا
 وبدسهم تلك السمــــــوم الشائعــــة
هم فكروا وتخيلــــوا في فكـــــرهم
 أو بعدما قد خططــــوا للخادعـــــة
أن الأمورَ وفي طــــريقٍ ماشيـــة
 أوهـــامُ كانت في رؤوسٍ خانعـــة
حـــــقٌ لنا ... أن لا يُبـــــدّد حقــنا
 أو لا نفرّط في ... قرانا الضائعــة
قد صــادروا أرضاً لنا من ملْكـــنا
 يل جففــــوا ... كل المياه النابعــــة
ـــــــــــــــــــــــــ 12 ــ 5 ــ 2011م
 البحر الكامل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق