السبت، 15 أبريل 2017

وليمة من الرمال(أخيرة) .. بقلم الأستاذ / أحمد أنيعنيعة

وليمة من الرمال(أخيرة)
يا سيدتي...
كل مساء تسلمينني أوراق حضوري
لأكتب لك فقرات سرد طويل عن هبوب رمال صخورك
أحكي لك عن متاعب يومي...
أقرأ لك أعمدة شعر وأنا أطلب منك فاكهة ليلي
أقدم نقطك عن كل فواصلي
 وأرش ألمك في كل حدائقي
يا سيدتي...
من أجل سنابلك...
من أجل جذوري المعزولة
من أجل مرج بلا تربة
أبوح لك بسر حروفي
فإذا زحف ليلك نحوي،اقتلي في كل المعاني
اكتبي أني روح بلا ظل تملأ المكان حطاما
اكتبي أني رجل أعزل يحمل على ظهره وهم كل آياتك
لأدخل المكروه بأحرف من ذهب
لأحافظ على فؤادك من الأرق
لتفترش أحلامي أحلامك وترددين صراخ صداي
لتزيني هزيمتي وأنا أقود حروبك بعينين نائمتين
ليرد قلبي عن قلب تذكر بردا قديما
لأبعثر سردا أصابه فتقك
لأرتقه بخيوط خافتة وأنت تغنين نشيد سحابي
وأسجل حروفك بفتحات طويلة لا وجود للإعراب فيها
سأحضن اليوم رياح نسيان قلبك
أنعم بزهو ظالم وعيني ترتعش من ضنك الفرح
فلم يزهر جنانك عنادا وتقلبين كل جملي
لم تتزاحمين معي على دروج حافلتي
وتسألينني عن شعر كان يمليه قلبي على قرى وديانك
ألتجعلينني في أرض كتابتي غريبا
 أم أن حروف طواويسي مهيضة الجناح؟
يا سيدتي..لا تسألينني عما أكتب لك
إنك كاتبة تعلمينني كثماني
وآنا لست إلا شاعرا أشهد على فرحك
فكيف أنام و ثغرك أثقل كلامي
كيف أنام وقد انتهى رقصك على حبال قيثارتي
كيف أنام وقد انتهى غناؤك على ثقوب نايي
ألم تعد قبتك محجي..
ألم يعد في قبتك ضريح أو زرابي
إني استمرئ بعدك وأدعوك إلى قربي
أدعوك إذا حضر طعامي
لأصعد بديني الى فلسفتك
ليتزايد نطقي بعلامات مد تحت حروفك
لكي أضرس وأنت تأكلين عسلي
لأعدو قبلك أجابه الريح
 ومتى قلتك إقرئي...قرأت لتختفي أصواتك
احمد انعنيعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق