مررت على ديارِ عزيزَ قلبي
و نارُ الشوقِ تزدادُ التهابا
و نارُ الشوقِ تزدادُ التهابا
أمنّي النّفسَ أن أحضى برؤيا
حبيبٍ طالَ بُعدهُ و الغيابا
حبيبٍ طالَ بُعدهُ و الغيابا
وجدتُ الدّارَ ليسَ بها حياةٌ
طرقتُ البابَ لم ألقى جوابا
طرقتُ البابَ لم ألقى جوابا
و لم أسمع سوى أنّاتِ ريحٍ
تنوحُ بمنزلٍ أضحى خرابا
تنوحُ بمنزلٍ أضحى خرابا
رأيت حجارةً تبكي و تنعي
و أطلالاً غدت تشكو المصابا
و أطلالاً غدت تشكو المصابا
و أزهاراً ذَوَتْ من فرطِ حزنٍ
و أشجاراً توشّحَتِ اكتئابا
و أشجاراً توشّحَتِ اكتئابا
ديارُ الخيرِ كيفَ غدت ملاذاً
لطيرِ البومِ يملؤها انتحابا
لطيرِ البومِ يملؤها انتحابا
عناكبُ قد بنت فيها بيوتاً
و غربانٌ تعيثُ بها نُعابا
و غربانٌ تعيثُ بها نُعابا
رماها الدهرُ و الأيامُ حُبلى
بأحداثٍ يضيقُ بها الحِسابا
بأحداثٍ يضيقُ بها الحِسابا
عميقٌ جُرحُها و الرِّزءُ قاسٍ
و سهمُ الدّهرِ مقتلَ قد أصابا
و سهمُ الدّهرِ مقتلَ قد أصابا
على عتباتها كم قد قضينا
ليالٍ ساهرينَ مع الصِّحابا
ليالٍ ساهرينَ مع الصِّحابا
نناجيهم وقد دجتِ الليالي
ببوحٍ لذّ سامرُهُ و طابا
ببوحٍ لذّ سامرُهُ و طابا
ترفرِفُ في خوافقِنا الأماني
و ملءُ النّفسِ آمالاً عِذابا
و ملءُ النّفسِ آمالاً عِذابا
سقاكِ اللهُ يا تلك الليالي
و أياماً مضت مثل السحابا
و أياماً مضت مثل السحابا
قضيناها بِقربِهمُ نعيماً
سُقِينا الشّهدَ فيها و الرِّضابا
سُقِينا الشّهدَ فيها و الرِّضابا
ألا يا دارُ أينَ رفيقَ دربي
شقيقَ الرّوحِ أينَ غدى و غابا
شقيقَ الرّوحِ أينَ غدى و غابا
و أينَ دموعَ مثلَ الغيثِ سالت
سفحناهاهنا فوقَ التّرابا
سفحناهاهنا فوقَ التّرابا
و أين الأمنياتِ و كُنَّ كُثراً
فَنِينَ هنا كما يفنى السّرابا
فَنِينَ هنا كما يفنى السّرابا
و أينَ عهودَ أقسمنا سوياً
بأن نوفي و إن طالَ الغيابا
بأن نوفي و إن طالَ الغيابا
و أينَ خُطىً مشيناها رويداً
على وقعِ التناجي و العِتابا
على وقعِ التناجي و العِتابا
و فوق ثراكِ يا دار الغوالي
خلعنا كُلّ أحلامِ الشبابا
خلعنا كُلّ أحلامِ الشبابا
ديارَ الحِبِّ ويْحكِ أخبريني
هل الأيامُ ترجِعُ و الصِّحابا
هل الأيامُ ترجِعُ و الصِّحابا
أشمّ عبيرهم في كلِّ دربٍ
و ألمحُ طيفَهم في كُلِّ بابا
و ألمحُ طيفَهم في كُلِّ بابا
أرى الحاظَهم تَرنو إلينا
بها حزنٌ تطيرُ له اللبابا
بها حزنٌ تطيرُ له اللبابا
و أسمعُ همسَهم في كلِّ ركنٍ
يناديني فأزدادَ اقترابا
يناديني فأزدادَ اقترابا
فلا ألقى سوى و هماً بروحي
يزيدني حسرةً ثُمّ اضطرابا
يزيدني حسرةً ثُمّ اضطرابا
سقاني الدّهرُ بعدَ فراقِ خِلّي
كؤوسَ المُرِّ في سُمٍّ مُذابا
كؤوسَ المُرِّ في سُمٍّ مُذابا
فهل من بعدهم سيطيبُ عيشٌ
و هل سأفيقُ من هولِ المُصابا
و هل سأفيقُ من هولِ المُصابا
همومي جائحاتٌ في ضلوعي
و أحزاني تنوءُ بها الهضابا
و أحزاني تنوءُ بها الهضابا
تمرُّ قوافلُ الأيّامِ حولي
ولا أدري إلى أينَ المآبا
ولا أدري إلى أينَ المآبا
و لا أدري لماذا نحنُ جئنا
لدنيا أثخنتنا بالعذابا
لدنيا أثخنتنا بالعذابا
فلا عادت لنا تأتي بخيرٍ
ولا عُدنا بها نرجو ثوابا
ولا عُدنا بها نرجو ثوابا
أزيدُ تعاسةً في كلِّ يومٍ
و أزدادُ احتراقاً و اكتئابا
و أزدادُ احتراقاً و اكتئابا
سئمتُ العيشَ من كثرِ التجنّي
ألا يا دهرُ يكفيني عَذابا
-----------------
** يوسف العيسى **
ألا يا دهرُ يكفيني عَذابا
-----------------
** يوسف العيسى **
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق