الأربعاء، 18 يناير 2017

قبر يتوه .. قصة قصيرة .. للشاعر الكبير الأستاذ / منذر قدسي

قصة قصيرة بقلمي
.... قبر يتوه...
منذر قدسي@ سوريا
..........................
تفرح عيوني عندما أرى طفل يلعب أشعر بأنه يﻻعب احساسي
أحاول أن أخرج بضحكته من مأساتي احاول ان يملي علي كل اوقاتي
ليعيد لي بسمة أمل رسمتها في حياتي
مشيت في طريقي ابحث على ما تاه مني
كنت امشي في شتاتي
ابحث بين القبور عن مثوى ابنتي وانين كانت آهاتي
منظر غريب شدني
من لباسي اوقفني عن التقدم
وانا ابحث عن قبر طفلتي
غير من توجهي ادهشني
رأيت أم تسند أبنتها على حرف قبر لاتحمل بيدها أي من أدوات النساء
هز كياني ما رأيت
ومن بعيد بدت وكأنها تعصر طفلتها
من بعيد ضحكة طفلة اجتازت كل المسافات
رن في اذني لحن شجي
ومن بعيد ظهر وجهها أجمل من وجه كل البنات
ناديت
ايا امرأة ايا امرأة
لكنها لم تسمعني
شعرت بامرأة تشتت افكرها
او امراه اصابها الجنون
استغربت و أنا اقترب كيف أم تعصر ابنتها
وطفلة تضحك
و كأنها كانت تدغدغها اوتلاعبها
اقتربت قليلا قليلا ولا زلت اصرخ وانادي
وتفكيري يأخذ مني طبيعة ما يجري من الاحداث
كلمتني نفسي
صورة لم اتعود عليها
اصابت داخلي وعقلي
حركت وسواسي
بدأ تفكيري يبحث عن حل ليزيل خطأ أحسبه جسيم
أانزع طفلتها من بين يديها
وأنهي الم يصيبني
وعاودت النداء
شيء ما أفزعني قص ظهري أحرقني
شتت تفكيري وأصفر حلمي
وغيبوبة بدأت تقتلني
ألم من قبل لم يصيبني
رأيت شيئا هزني
لم تصدقه عيوني
وزاغ بصري وسالت الدموع من جفوني
أم بترت يداها.........
تحاول ان ترفع ابنتها لكي لا تقع على الأرض...
اختلطت لدي الاصوات ضحك طفل وام تجهش بصوت البكاء
وطفلة كانت تشعر أن أمها تلاعبها وكلما اقتربت كان يزيد صراخي
ولا اعرف هل تسمعني
ام صوتي هو الذي اختفى
اوهل كان صراخي صراخ فقط داخل احساسي
لم ادري هل انا اصبحت أخرس أم هي صماء
وكل ما زادت بضم طفلتها صارت تضيق انفاسي
بقيت امشي اسير اليها
احسست في لحظة ان جذوري ستقلع شيء من اساسي
مصيبة كبرى احرقتني
غيرت في اساسي
كانت طفلتها ايضا تحاول ضم امها
ودمع الأم نهرا كاد يغرق المكان
صرخت ثانيه
وكان الكون اصبح ضجيج في ضجيج
صرخات ايقظت اﻻموات من اﻻجداث
صاحت دموعي يا الله ياالله طفلة التي كانت تحاول ضمها بترت يداها ايضا
وطفلة تحاول من ما تبقى من بقايا يديها
ان تضم أمها لكي لاتقع على الأرض
تقاطعت أفكاري
طفل يضحك وأم تبكي
وأب في قبر مات من القهر
بدات اشعر بغيبوبه بدات تشل اطرافي
وقعت الارض وبدات الارض تمتصني إلى الأعماق تجرني
حلم غريب اصابني
وابيضت معالم كنت انظرها
لم اعرف هل انا حي
ام فقدت حياتي
لم أعرف
اﻻ عندما هزني أحدهم يوقظني وهو يناديني أستاذ استاذ
حاولت ان اقف ولست مصدق ما رأيت وصور هناك لا زالت تقطع تفكري
و وجهت راسي لمكان وقوفهم
لم اشاهدهم
حتى حسبت ان وهم اصابني
سالت الرجل الذي ايقظني
بعد ان كان في يده كاس من الماء يسقيني
هل كانت ام تقف مع طفلتها على هذا القبر
واشرت له
اجابني نعم سيدي اليست هذه المرأه التي فقدت زراعيها
عرفت انه لم يكن حلم
كان واقع وحقيقه
بكيت أنا حتى أصاب جفني الارق حتى اني نسيت ان ازور قبر ابنتي التي رصاصه اخترقت حلمها و قتلتها منذ زمن
لن أكمل لكم شعور لازال يأكل منه الندم
وسحبت نفسي قليلا قليلا
اجر زيول الالم
وبدا الحزن يرمي بعض من ذاكرته وكل ما خطى الحزن خطوة
يرمي قليل مما حمل
ويقذفها بكعب القدم
وها هو في الطريق يحاول أن يلتقط قليل من الأمل
يصادفه على حواف الرصيف
وما عدت اعرف من ابكي
اأبكيك ياأمي... اأبكيك ياطفلي... اأبكيك ياوطن .... ام ابكي مفارقات هذا الزمن
..........
 منذر قدسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق