الاثنين، 5 ديسمبر 2016

إنّي عشقتُها و الهوى غلّابُ .. بقلم الأستاذ / يوسف العيسي

إنّي عشقتُها و الهوى غلّابُ
قلبي جريحٌ و الجِراحُ رِغابُ
هيفاءُ تيّمَت الفؤادَ بحُبِّها
من يبرئُ المكلومَ حينَ يُصاب
حسناءُ سلّمَها الجمالُ قِيادَهُ
الثّغر شهدٌ و الشّفاهُ رضابُ
البدرُ نورُهُ من سنا أنوارِها
كالشمسِ نورُ بهائِها ينسابُ
مغرورةٌ زادَ الغُرورُ جمالَها
من صحنِ خدِّها يُقطفُ العنّابُ
من ذاقَهُ يقضي الحياةَ مولّهاً
و يضيعُ منهُ الرُّشدُ و الألباب
و أنا المُعَنّى من ضحايا حبِّها
ليلي طويلٌ و النُّجومُ غياب
يا من سكنَتِ القلبَ لم تستأذني
لا تظلمي ، ظُلمُ الحبيبِ مُصاب
تتجاهلينَ أنينَ قلبٍ مدنفٍ
و تُعذّبينهُ دونما أسباب
كثرُ التجنّي جُنحةٌ لو تعلمي
في شرعةِ العشاق و الأحباب
يا من تعالت فوقَ جُرحي خِيلةً
إن الحياةَ خديعةٌ و سرابُ
لا تجعلي للكِبْرِ نفسكِ مرتعاً
إنّ الجمالَ عطيةُ الوهاب
جودي بوصلٍ فالحياةُ قصيرةٌ
و الموتُ منتظرٌ على الأعتاب
و تذكّري أنّي وفيٌّ في الهوى
فلا تبخلي إنّ الوفيَّ يُثاب
عشقي كعشقِ ابن المُلوّحِ خالدٌ
باقٍ مدى الأيّام و الأحقاب
من قالَ أنّ العشقَ نُزوةُ عاشقٍ
إنّي أراهُ منافقٌ كذابُ
العشقُ داءٌ إن أصابَ قلوبَنا
أضحت تئنّ كما تئنُّ ذئابُ
يا لائمي في العشق لو جرّبتَهُ
لقضيتَ عمرَكَ شقوةً و عذابُ
العاشقونَ نهارُهم جمرُ اللظى
و إن جنّ ليلٌ فالحياةُ غِلابُ
و قلوبهم دوماً تنوحُ منَ الجوى
و همُ السُّكارى دونَ راح مُذاب
-------------------
** يوسف العيسى **


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق