الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

(أُمٌّ) .. بقلم الأستاذ / معروف بركات العتيبي

(أُمٌّ)
تَركتْ اِبتِسامتَها على مِرآةِ بيتِها
تتوضَّأُ خَوفاً بضَوءِ القَمرِ
وعلى عَتباتِ العُمرِ تلبَّسَها الخَوفُ
وعلى قارِعةِ طَريقٍ يَزدرِيها الغَمامُ 
أحلامُها كوابيسٌ تفورُ بالهلاكِ
وذَوَائِبُ أمالِها تحتَ الثَّرى
ومَدامِعُها سَكنتِ الكَرى
سَقطتْ في كَبِدِ العَذابِ
فَقدتْ جَنَى الأرض وهِبَةَ السّماءِ
تَصرخُ ويتَعالى الصُّراخُ
بينَ مَدٍ وجَزرٍ بلا اِنتهاءِ
وفي اِنتظارٍ الأمسِ
اِنتحبَتْ حتّى اِنقطعَ الرّجاءُ
الفَراغُ تاهَ في كلِّ اِتّجاهٍ
والمَطرُ هربَ مع السّحابِ
ينتفضُ الألمُ في قَلبِها
اِنتِفاضةَ العُصفورِ المَذبوحِ
تَسألُ اللهَ رَحيلَ الرّوحِ
لِتلحقَ بمنْ تَركها
تَسفي التَرابَ على وجهِها
عويلٌ وبكاءٌ على أحياءٍ
باتوا على قَيدِ الأمواتِ
يجثو وحشُ الظّلامِ على ركبتِيهِ
يَشحذُ نِصالَ مِديتيهِ
ليُقطّعَ أوصالَ الفقراءِ
الأرضُ ضَاقتْ بما رَحُبَتْ
وفَارتْ بالأمواتِ
والأثداءُ تَهطِلُ بالدَّماءِ
سُؤرُ الذّئابِ على قَميصِها فوّاحٌ
أزكمَ أهلَ الأرضِ والفَضاءِ
معروف بركات العتيبي – سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق