الأحد، 27 نوفمبر 2016

ربطة عنق ..للقاص الكبير الاستاذ/ عبدالصبور محمد الحسن

ربطة العنق 
مع أنّها إحدى عناوين الأناقة والتّميز، فمرتديها إما مديرٌ أو معلمٌ أو طبيبٌ أو محامٍ، ومع أنّني أحمل شهادة محو أميّة إلا أنّني لا أحبّها! 
ليس لأنّني لا أملك طقماً رسميّاً فضلاً عن أن أملك ربطة عنق، ولكن لشعوري بها أنّني مقيّدٌ بالشّكلِ والسّلوك، وأنا الذي تعوّد على الحرّيّة والتّحليق منذ الصِّغر عندما كنت ألبس بنطالاً بلا قشاط (حزام)!
تباً (لحمّود الرّجاف أبو روال) فقد زاد من كرهي لها، كان يعمل بنّاءً في بيروت، يذهب إلى سوق الأحد ويشتري العشرات منها بدولارين، ثمّ يأتي القرية يربطها ببعضها ثم يجعلها رسناً لبقراته!
وكرهتها أيضا لأن نصّابا يعمل معقّبا للمعاملات يرتديها، ويدّعي أنّه محام يفكّ المشنوق من حبل المشنقة!
في زفافي كانت مع الطّقم الذي اشتريته، يومها اعتبرتها قطعةً زائدةً في الطّقم لا عمل لها، تماما كالزّائدة الدّوديّة في الأحشاء!
اجتمع لربطها كلّ أهل القرية أهل القرية، ولكن أحداً لم يعرف الطّريقة، حتى عَقَدَتها إحدى النّسوة اللاتي تربّين في المدينة وتزوّجتْ في القرية!
نعم، اضطررتُ لارتدائها، فجعلتني وسيماً لدرجة أنّني لم أعرف نفسي عندما نظرتُ، وفي حينها كنت آخذ نفَسي بصعوبة! ٍ ولم أعلم أنه يمكن حلّها قليلاً إلا بعد سنتين!
المرّة الثّانية والأخير التي ارتديت بها ربطة العنق كانت عندما دُعيت لإحدى الأمسيات الأدبيّة، فلعِبَتْ زوجتي بعقلي حتّى ارتديتها، ولم أصل المركز الثّقافيّ حتّى شبعتُ سخريةً من أهل القرية!
ومن يومها تصدّقت بطقمي الوحيد (لخالد الكدرو) واشتريت ثوبين(ﮔــلابيتين).
تبّا لربطات العنق، من الذي أتى بها لقريتنا الوادعة!؟



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق