الأحد، 6 نوفمبر 2016

ليلة الحناء .. قصة قصيرة بقلمالأستاذ // جمعه يونس //

ليلة الحناء
........ قصة قصيرة
بقلم // جمعه يونس //
مصر العربية
كم من النهارات مرت ....
وكم من المساءات وانا لم اكن ادرى بها ..........
اتعلق دائما بصدر امى ..اصحو وانام على زراعيها ...الهو اتنقل من ايدى امى الى ايدى ابي ..حتى انام وانا لا ادرى الليل من النهار ..اتنقل كالعصفور الاخضر الذى يغرد فى عشه .. وامه التى تحوم حوله وقريبا منه وهى تراقبه دون ان يدرى ..!!
شيئا فشيئا بدا العصفور يخرج من عشه الصغير ...!! وعيناه ترى مدارات وافق اوسع ..!! بدء العصفور يتقافز حول العش ..!!.وانا بدات اخطوا مستندا على الجدار حتى الباب المطل على العالم الكبير الذى اذهلنى فعدت ادراجى مسرعا لاحضان امى من جديد ...!!
هنا فقط بدات الاشياء تتشكل امامى ..وان عالمى الصغير سوف يتغير بمرور الوقت ..!!
.بدات اخطو دون مساعدة من الجدران ..!! .اطل على العالم الكبير واتحرك فيه رويدا رويدا ...اخذتنى اقدامى الى بيت الجيران ...من هنا بدات فى اختيار اصدقائى ... ولسانى الذى بدء ينطق الكلمات بتعلسم ..وانا اراقب حركات شفاة امى وابى واخواتى وهم يتحدثون فيما بينهم كى اتعلم منهم الكلام ..هاهى عيناى الصغيرة تتنقل من فم هذا الى ذاك الى هذه ..!!
وهم يتحدثون دون ان يدرون ان عيناى تراقبهم بشغف بالغ ...!!
اتذكر عندما بلغت عامى الرابع .. صحوت صباحا وجدت نقوش الحناء الجميلة الزاهية على كفوفى واقدامى...عندما رأتها امى فرحت كثيرا...لانها هى لم تفعل ذلك... وان الملائكة هى من قامت بذلك ...!!!.فاشترت لى ملابس جديدة بيضاء تشبه كثيرا ملابس العريس .!!.تلبسنى اياها كل مساء ..!!وعندما اصحو فى الصباح تنظر بخلسة الى بين افخاذى..!!تحزن قليلا لان شىء ما لم يتغير ... ومازال الامل يراودها عامين كاملين ..!! ولم يتغير شيئا !!..
عندما حان دخولى الى المدرسة كان لابد من اجراء العملية التى لم تقم بها الملائكة ..!!!
فى ليلة جميلة كانت كل النساء وبنات الجيران فى دارنا يغنون ويرقصون وانا بينهم فرحا كعريس صغير ويضعون فى يدى الصغيرة نقود كثيرة لم اكن احلم بها يوما ....بينما امى توزع الحلوى والشربات طوال الليل وانا اتقافز سعيدا بينهم .. لاادرى متى غفوت
فى الصبا ح وجدت العجل الصغير الذى كنت الهو معه ويلهو معى فى حوش الدار قد تم ذبحه ..وهم يطهون لحمه الان ..ورجال كثيرة... كل الاهل والجيران جاءوا..يتناولون الطعام ثم يعطوننى نقودا كثيرة ..!! ويمضوا الى الخارج ..ثم تاتى طائفة اخرى واخرى يتنابون على الطعام وفى كل مرة تزداد النقود بجيبى ..وانا ماخود قليلا اترقب الاحداث بخوف
فى الضحى جاء رجلان لم اكن اعرفهم من قبل .ولم اكن ادرى انهم جاءوا كى يقوموا باجراء العملية التى لم تقم بها الملاءكة...!! لان امى افشت بالسر الى احدى نساء الحى ..!!...فقام رجل غليظ القلب بحملى بين يديه وقام تكتيفى من الخلف والامام ......وجاء الرجل الاخر وبدء عمله بين افخاذى وسط صراخى الشديد ... والنساء يغنون ويرقصون فوق صراخاتى المجنونة ودموعى ..
عندماا قام الرجل الاخر بقطع الجلدة الزائدة من الامام . امام انظارى وبكائى وانظار وضحكات هؤلاء الرجال اللذين لم يشفقوا على صراخى فما كان منى الا ان تبولت فى وجه حتى اغرقته ...هدأت نفسى قليلا عندما رائته مبوللا مكسوفا امام الرجال وكل من فى الدار يضحك عليه ...!!ثم عاد كى يكمل ربط الجرح ...ثم دثرونى بملابسى بعدما وضعوا شاش كثيرا حتى لا اتالم ..
وضعونى وسط النساء والبنات التى مازالت تغنى وترقص .وامى تبكى بحرقة وتاخذنى منهم برقة حنونة
تلعوا وجهها شبه ابتسامة باهتة بين الدموع ..اجلسونى على اقدامها .. وبدأت تطعمنى الكبدة والحلوى ..وتسرى عنى بابتسامتها الجميلة .. والجميع حولى يحاول اسعادى ويلهون معى...فى المساء وضعتنى امى فى الماء الساخن ومطهر احسست بالالم قليلا.. .. ثم سهروا يغنوا ويرقصوا حتى غفوت ...!!
فى ضحى اليوم التالى جاء الرجل الذى تبولت عليه بالامس فاخذت اضحك بشدة وسط استياؤه ... تذكرت وجه عندما غرق بماء بولى وهو يرمش بعينيه وفمه يطلق السباب .. فاخذتنى نوبة من الضحك الهستيرى على هيئته وهو غارق بينما يدة التى كانت ملوثة بدمائى تتلقى النقود ....!!
منحته امى نقودا ..!!
اخذ فى عمله بان وضعنى فى الماء الساخن وانا خائف ..حتى تشبعت قطعة الشاش بالماء والمطهر وسقطت بمجرد ان لمسها ...ثم قام بتطهير الجرح وربطه من جديد ..ثم مضى
.وانا سعيد بان كل الالام قد زالت ...
وسعيد ايضا باننى رأيت انكسارالرجل غليظ القلب ...!!
امام الناس...!!
وامامى ..!!
......تمت ...........................................................................
بقلم // جمعه يونس //
26 / 10 / 1993
مصر العربية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق