موسوعة شعراء العربية
المجلد السادس\ الجزء الثاني
بقلم د فالح الكيلاني
( الرَصــــــافــي البَلَنسي )
المجلد السادس\ الجزء الثاني
بقلم د فالح الكيلاني
( الرَصــــــافــي البَلَنسي )
هو ابو عبد الله محمد بن غالب الرفاء البلنسي.
شاعر وقته في الأندلس، وأصله من مدينة (بلنسية ) ومن رصافتها وإليها انتسب فقيل (الرصافي البلنسي ).
ولد في بلدة بلنسية وترعرع ودرس فيها وعاش في القرن السادس الهجري فكان من علمائه وشعرائه و كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره. واتخذ من رفئ الثياب مهنة لكسب الرزق ثم انتقل من ( بلنسية ) الى مدينة ( غرناطة ) حيث سكنها مدة من الزمن وقال فيها :
سبقتَ ولكنْ في الفضائلِ كلِّها
على الطيبِ من كلِّ النفوسِ أو الرغمِ
سطورٌ ولو قد شئتُ قلتُ : لطائمٌ
هي المسكُ أو كالمسكِ في اللونِ والشمِّ
وسربُ عذارى منْ معانٍ جليَّة
لها سيمياءٌ لا تشقُّ على الفهْمِ
على أنَّها في راحتيكَ تصرفتْ
فلم تمشِ إِلا من وليٍّ إِلى وسمِي
ومستفهمٍ لي كيفَ كانَ ورودُها
فقلتُ له : وردُ الشفاءِ على السقْمِ
فقد صَدَّقَتْ رؤيايَ رُقْعَتُكَ التي
كستْ عقبيْ ما شئتَ من سؤددٍ ضخمِ
وأَسْهَرَني فَوْقَ القتادِ تَقَلُّبٌ
مِنَ الدَّهْرِ بالأَحْرارِ بالَغَ في الهضم
رجالٌ شجتني بالسماعِ على النَّوى
ويبلغُ ضرُّ القوسِ من قِبَلِ السهْمِ
تهاوَنْ بما تَخْشى وَبِتْ مُتَسَليِّاً
فقد تَطْرُقُ السَّرَّاءُ في ليلة ِ الهمِّ
مكانكَ ما تدريه من أفُقِ العُلا
فخذْ مأخذَ الأقمارِ في النقصِ والتمِّ
ثم انتقل الى جزيرة ( مالقة ) في البحر المتوسط وسكنها حتى وفاته .
توفي بجزيرة ( مالقة ) سنة\ 572 هحرية- 1177 ميلادية
وعرفه صاحب كتاب (المعجب) بالوزير الكاتب وشعره جيد المقام وصوره الشعرية تنبض بما يقول رائعة فياضة قال في اغلب فنونه فمن غزله قوله فيه :
وَمُهَفْهَفٍ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
سَلَبَ التثنِّي النومُ عَنْ أَثْنائِهِ
أَضحَى ينامُ وقدْ تحبَّبَ خدُّهُ
عَرَقاً، فقلتُ: الوردُ رُشَّ بمائِهِ
ويقول ايضا :
وَمُهَدَّلِ الشطَّيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
مُتَسَيِّلٌ مِنْ دُرَّة ٍ لِصَفَائِهِ
فاءَتْ عليه مع الهجيرة سَرْحَة ٌ
صدئتْ لفيئتِها صفيحة ُ مائهِ
فتراهُ أَزْرَقَ في غلالة ِ سُمْرَة ٍ
كالدَّارعِ استلقَى بظلّ ِ لوائِهِ
وكتب الى صديق عزيز هو عمرو بن عمير فقال :
أَتَتْنيَ من تلكَ السَّجَايا بنفحة ٍ
هَزَزْتُ لها في الحيِّ عِطْفَيَّ من عُجْبي
وما ذاكَ إِلاَّ أنَّ عَرْفَ تَحيَّة ٍ
نَفَضْتَ بها مسكاً على الشرقِ والغَرْب
تصدَّى بها الركبُ المغرِّبُ غدوة ً
فقلتُ: أَمِنْ دارينَ مُدَّلَجُ الرَّكْبِ
سينشقُّ عن نورِ الودادِ بها فمي
فقد أنبتتْ ما أنبتتْ لكَ في قلبي
وإني وإن كنتُ الخليَّ لشيِّقٌ
إليكَ على بُعْدِ المنازلِ والقُرْب
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
لقد هَوَتْ بكَ يا عمروُ الرياحُ وبي
طولُ ارتحالٍ وأَحظٍ غيرُ طائلة ٍ
وَغَيْبَة ٌ ناهَزَتْ عَشْراً مِنَ الحِقَبِ
عادَ الحديثُ إِلى ما جرَّ أطيبهُ
والشيءُ يبعثُ ذِكْرَ الشيء عَنْ سَبَب
إيهٍ عن الكُدْيَة ِ البيضاء إنَّ لها
هوى ً بقلبِ أخيكَ الوالهِ الوصبِ
راوِحْ بنا السَّهْلَ من أَكْنافِهَا وَأَرِحْ
ركابَنَا ليلهَا هذا مِنَ التَّعَب
وَانْضَحْ جوانِبَها من مقليتكَ وَسَلْ
عنِ الكثيبِ الكريمِ العهدِ في الكثُب
وقلْ لسرحتهِ يا سرحة ً كرمتْ
على أبي عامر : عزِّي على السحُبِ
يا عذبة َ الماءِ والظلِّ أنعمي طفلاً
حُيِّيتِ مُمْسِيَة ً مَيَّادَة َ القُضُب
ماذا على ظِلِّكَ الألْمى وقد قَلَصَتْ
أفياؤُهُ لو ضفَا شيئاً لمغتربِ
أهكذا ينقضي نفسي لديك ظماً
اللهَ في رمقٍ من جاركِ الجنبِ
ولم نَبِتْ نَتَقاضَى مِنْ مدامِعِنا
ديناً لترْبكِ منْ رقراقِها السرِب
أخاً إذا ما تَصَدَّى مِنْ هَوَى طَلَلٍ
عُجْنا عليه فحيَّيْناهُ مِنْ كَثَبِ
مستعطفينَ سخيَّاتِ الشؤونِ له
حتى تحاكَ عليه نمرقُ العشبِ
سلي خَميلَتَكِ الريَّا لأيَّة ِ ما
كانتْ ترفُّ بها ريحانة ُ الأدَب
عن فتية ٍ نزلوا عليا سرارتِها
عفتْ محاسنهمْ إِلاَّ منَ الكتب
محافظينَ على العليا وربتما
هزوا السجايا قليلاً بابنة ِ العنب
حتى إذا ما قضوْا من كأسِها وطراً
وضاحكوها إِلى حدٍ من الطرَب
راحوا رَواحاً وقد زِيدَتْ عمائمُهُمْ
حِلْماً وَدارَتْ على أَبهى من الشُّهب
لايُظْهِرُ السُّكْرُ حالاً من ذَوائِبِهِمْ
إِلا التفافَ الصَّبا في أَلْسُنِ العَذَبِ
المنزلينَ القوافي مِنْ معاقلها
والخاضِدِينَ لديها شَوْكَة َ العَرَبِ
غادَوْا بجلبتهمْ مِكْناسَة ً فَغَدَتْ
بغرِّ تلك الحُلَى مَعْسُولة َ الحَلَبِ
ولا كمكناسة ِ الزيتونِ من وَطَنٍ
أحسنْ بمنظرها المربي على العجَب
لو شئتَ قمتَ معي يا صاحِ ملتفتاً
إلى سُوَيْقَة َ من غَرْبِيِّها الخَرِب
هل الرياحُ مع الآصالِ ماسحة
معاطفَ الهَدَفِ الممطورِ ذي وهب
بِغُرِّ الليالي مِنْ مُعَرَّجَة ٍ
على المَسِيْلَة ِ من لَيْلاتِها النُّخَبِ
وهل صبيحاتُ أيامٍ سلفنَ بها
يبدو مَساها ولو لمحَّا لِمُرتقِب
من المقاري التي سالتْ لمبصرها
مِنْ فِضَّة ٍ وَعشاياهُنَّ من ذَهَب
بيضٌ مولعة ُ الأسدافِ عاطرة ٌ
أَشْهَى من اللَّعَسِ المنضوخِ بالشَّنَب
يا صاحبي ويدُ الأيام مثبتة
في كلِّ صالحة ٍ سَهْماً من النُّوَب
غضْ عبرتيكَ ولا تجزَعْ لفادِحة
تعرُو فكلُّ سبيلٍ منْ سبيلِ أَبِ
امير البيــــــــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــــــــــدروز
***********************************
شاعر وقته في الأندلس، وأصله من مدينة (بلنسية ) ومن رصافتها وإليها انتسب فقيل (الرصافي البلنسي ).
ولد في بلدة بلنسية وترعرع ودرس فيها وعاش في القرن السادس الهجري فكان من علمائه وشعرائه و كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره. واتخذ من رفئ الثياب مهنة لكسب الرزق ثم انتقل من ( بلنسية ) الى مدينة ( غرناطة ) حيث سكنها مدة من الزمن وقال فيها :
سبقتَ ولكنْ في الفضائلِ كلِّها
على الطيبِ من كلِّ النفوسِ أو الرغمِ
سطورٌ ولو قد شئتُ قلتُ : لطائمٌ
هي المسكُ أو كالمسكِ في اللونِ والشمِّ
وسربُ عذارى منْ معانٍ جليَّة
لها سيمياءٌ لا تشقُّ على الفهْمِ
على أنَّها في راحتيكَ تصرفتْ
فلم تمشِ إِلا من وليٍّ إِلى وسمِي
ومستفهمٍ لي كيفَ كانَ ورودُها
فقلتُ له : وردُ الشفاءِ على السقْمِ
فقد صَدَّقَتْ رؤيايَ رُقْعَتُكَ التي
كستْ عقبيْ ما شئتَ من سؤددٍ ضخمِ
وأَسْهَرَني فَوْقَ القتادِ تَقَلُّبٌ
مِنَ الدَّهْرِ بالأَحْرارِ بالَغَ في الهضم
رجالٌ شجتني بالسماعِ على النَّوى
ويبلغُ ضرُّ القوسِ من قِبَلِ السهْمِ
تهاوَنْ بما تَخْشى وَبِتْ مُتَسَليِّاً
فقد تَطْرُقُ السَّرَّاءُ في ليلة ِ الهمِّ
مكانكَ ما تدريه من أفُقِ العُلا
فخذْ مأخذَ الأقمارِ في النقصِ والتمِّ
ثم انتقل الى جزيرة ( مالقة ) في البحر المتوسط وسكنها حتى وفاته .
توفي بجزيرة ( مالقة ) سنة\ 572 هحرية- 1177 ميلادية
وعرفه صاحب كتاب (المعجب) بالوزير الكاتب وشعره جيد المقام وصوره الشعرية تنبض بما يقول رائعة فياضة قال في اغلب فنونه فمن غزله قوله فيه :
وَمُهَفْهَفٍ كالغُصْنِ إِلا أَنَّهُ
سَلَبَ التثنِّي النومُ عَنْ أَثْنائِهِ
أَضحَى ينامُ وقدْ تحبَّبَ خدُّهُ
عَرَقاً، فقلتُ: الوردُ رُشَّ بمائِهِ
ويقول ايضا :
وَمُهَدَّلِ الشطَّيْنِ تَحْسَبُ أَنَّهُ
مُتَسَيِّلٌ مِنْ دُرَّة ٍ لِصَفَائِهِ
فاءَتْ عليه مع الهجيرة سَرْحَة ٌ
صدئتْ لفيئتِها صفيحة ُ مائهِ
فتراهُ أَزْرَقَ في غلالة ِ سُمْرَة ٍ
كالدَّارعِ استلقَى بظلّ ِ لوائِهِ
وكتب الى صديق عزيز هو عمرو بن عمير فقال :
أَتَتْنيَ من تلكَ السَّجَايا بنفحة ٍ
هَزَزْتُ لها في الحيِّ عِطْفَيَّ من عُجْبي
وما ذاكَ إِلاَّ أنَّ عَرْفَ تَحيَّة ٍ
نَفَضْتَ بها مسكاً على الشرقِ والغَرْب
تصدَّى بها الركبُ المغرِّبُ غدوة ً
فقلتُ: أَمِنْ دارينَ مُدَّلَجُ الرَّكْبِ
سينشقُّ عن نورِ الودادِ بها فمي
فقد أنبتتْ ما أنبتتْ لكَ في قلبي
وإني وإن كنتُ الخليَّ لشيِّقٌ
إليكَ على بُعْدِ المنازلِ والقُرْب
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
لقد هَوَتْ بكَ يا عمروُ الرياحُ وبي
طولُ ارتحالٍ وأَحظٍ غيرُ طائلة ٍ
وَغَيْبَة ٌ ناهَزَتْ عَشْراً مِنَ الحِقَبِ
عادَ الحديثُ إِلى ما جرَّ أطيبهُ
والشيءُ يبعثُ ذِكْرَ الشيء عَنْ سَبَب
إيهٍ عن الكُدْيَة ِ البيضاء إنَّ لها
هوى ً بقلبِ أخيكَ الوالهِ الوصبِ
راوِحْ بنا السَّهْلَ من أَكْنافِهَا وَأَرِحْ
ركابَنَا ليلهَا هذا مِنَ التَّعَب
وَانْضَحْ جوانِبَها من مقليتكَ وَسَلْ
عنِ الكثيبِ الكريمِ العهدِ في الكثُب
وقلْ لسرحتهِ يا سرحة ً كرمتْ
على أبي عامر : عزِّي على السحُبِ
يا عذبة َ الماءِ والظلِّ أنعمي طفلاً
حُيِّيتِ مُمْسِيَة ً مَيَّادَة َ القُضُب
ماذا على ظِلِّكَ الألْمى وقد قَلَصَتْ
أفياؤُهُ لو ضفَا شيئاً لمغتربِ
أهكذا ينقضي نفسي لديك ظماً
اللهَ في رمقٍ من جاركِ الجنبِ
ولم نَبِتْ نَتَقاضَى مِنْ مدامِعِنا
ديناً لترْبكِ منْ رقراقِها السرِب
أخاً إذا ما تَصَدَّى مِنْ هَوَى طَلَلٍ
عُجْنا عليه فحيَّيْناهُ مِنْ كَثَبِ
مستعطفينَ سخيَّاتِ الشؤونِ له
حتى تحاكَ عليه نمرقُ العشبِ
سلي خَميلَتَكِ الريَّا لأيَّة ِ ما
كانتْ ترفُّ بها ريحانة ُ الأدَب
عن فتية ٍ نزلوا عليا سرارتِها
عفتْ محاسنهمْ إِلاَّ منَ الكتب
محافظينَ على العليا وربتما
هزوا السجايا قليلاً بابنة ِ العنب
حتى إذا ما قضوْا من كأسِها وطراً
وضاحكوها إِلى حدٍ من الطرَب
راحوا رَواحاً وقد زِيدَتْ عمائمُهُمْ
حِلْماً وَدارَتْ على أَبهى من الشُّهب
لايُظْهِرُ السُّكْرُ حالاً من ذَوائِبِهِمْ
إِلا التفافَ الصَّبا في أَلْسُنِ العَذَبِ
المنزلينَ القوافي مِنْ معاقلها
والخاضِدِينَ لديها شَوْكَة َ العَرَبِ
غادَوْا بجلبتهمْ مِكْناسَة ً فَغَدَتْ
بغرِّ تلك الحُلَى مَعْسُولة َ الحَلَبِ
ولا كمكناسة ِ الزيتونِ من وَطَنٍ
أحسنْ بمنظرها المربي على العجَب
لو شئتَ قمتَ معي يا صاحِ ملتفتاً
إلى سُوَيْقَة َ من غَرْبِيِّها الخَرِب
هل الرياحُ مع الآصالِ ماسحة
معاطفَ الهَدَفِ الممطورِ ذي وهب
بِغُرِّ الليالي مِنْ مُعَرَّجَة ٍ
على المَسِيْلَة ِ من لَيْلاتِها النُّخَبِ
وهل صبيحاتُ أيامٍ سلفنَ بها
يبدو مَساها ولو لمحَّا لِمُرتقِب
من المقاري التي سالتْ لمبصرها
مِنْ فِضَّة ٍ وَعشاياهُنَّ من ذَهَب
بيضٌ مولعة ُ الأسدافِ عاطرة ٌ
أَشْهَى من اللَّعَسِ المنضوخِ بالشَّنَب
يا صاحبي ويدُ الأيام مثبتة
في كلِّ صالحة ٍ سَهْماً من النُّوَب
غضْ عبرتيكَ ولا تجزَعْ لفادِحة
تعرُو فكلُّ سبيلٍ منْ سبيلِ أَبِ
امير البيــــــــــــان العربي
د . فالح نصيف الحجية الكيلاني
العراق - ديالى - بلــــــــــدروز
***********************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق