السبت، 3 سبتمبر 2016

ثياب تصنعها عناكب الشجر... للأديبة الأستاذة / نسيمة بن سودة

ثياب تصنعها عناكب الشجر...
لم أعد أعرف صفتي بعد أن إستنزفت كلّ تفاصيل الدروب التي رسمتها ربيعا و أنا أدقّ جرسا على باب الحلم..لم أعد أمتشق الصباح من نافذتي ...و ماعاد مطري يحملني إليك ...هل أخطأتُ حين فتحتُ زرار الماضي و أنا أحفّ كلماتي بكثير من الوجع...كان لابدّ أن أحمل ذاكرتي و أسافر في صدفة فارغة إلى مجهول يبتلع ظلّي المهترئ ...قبل أن أدرك أنّ حقيقة الأشياء تمدّ لي قبرا في أرض النسيان...وشج الضباب الكثيف في المسافات التي تتسع في الفراغ و تهرق الحرف على فوّهة الإنتظار...لامستُ أكمام الورد في أرواح أصحابي ...آس الرياحين خنقه رحيل المطر إلى مدينة بعيدة تبحث فيها عن كوّة في صفحات التأبّد في كهوف اللجج المكتظة بالذكريات ...
أ كثير على الحكاية أن يستمرّ القطار في رحلته إليها يضع التفصيلة الأهمّ بسلام تعودت عليه في كلّ نقطة بداية لدورة الحياة على ثوب صنعتها عناكب بأنامل الشجرلدمع إصطفاه ملح أيام ثلمتها سيوف أغمدت في جسدي دون أن يحميه إبريسم ارتديته على وقع رقصة حملتني على ركح ليل إلى أغنية عانقتُها بحركات منتظمة لقصيدتي ...أكثير على رادوبيس الزمن الجميل أن تعيش لحظات تتشابك فيها أناملها مع فرح القمر في ليلة شديدة الوضوح
نسيمة بن سودة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق