الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

-- الحياةُ أدوار -- للشاعر الأستاذ / عبدالعزيز بشارات

------- الحياةُ أدوار ---------------------
بينَ المَواقِعِ تاهت الأفكارُ .......والناسُ في كنف الهوى أشرارُ
طَبعُ الوُحوشِ يسودُ في هذا الورى .. فكأننا الأصنامُ والأحجارُ
يا من سألتَ عن الأمانةِ بينَنا .... صارَت تُتابِعُ بعضَها الأخبارُ
والصدقُ صار مُقيّداً بِمَصالحٍ ....... يَطغى عليه الظُّلمُ والدينارُ
والشِّعرُ صَفّقَ للمنابرِ مادِحاً ....... تاهَ الأديبُ وساءَت الأشعارُ
والغصنُ جَفّ وقد هوَت ورَقاتُهُ ........فَتألّمت لجفافِه الأشجارُ
والفقرُ يفتُك بالشُّعوبِ يُخيفُها ..... نبشَت بها مِن فَقرها الأظفارُ
فترنّحَت سَكرى لِهولِ مُصابِها ..... وعَدا عليها البَردُ والأمطارُ
ما كلُّ حرٍّ يَنحني بِسهولَةٍ ...............أنّ الكرامةَ للكريمِ شعارُ
المالُ يَفنى والكرامةُ مِنحةٌ ... ..سَعِدَت بها الأوطانُ والأمصارُ
ما ضلّ شَعبٌ للأمانَةِ حافِظٌ ........... أو أفلحَ السُّفهاءُ والفُجّارُ
والحرُّ حرٌّ لو مَلأتَ جُيوبَهُ ...........لم تُثنِهِ عَن عَزمِهِ الأقدارُ
فاظفَر بدينِكَ لا تكُن مُتكاسلاً ............إِنَّ الكسولَ لِنَفسِهِ غَدّارُ
وارفَع جَبينَك عالياً نحو السَّما ........أنتَ العزيزُ وكلُّهم أصفارُ
إيّاكَ أن تغتَرَّ في كيد العِدا ........... مهما تجمّعَ حولَهُم أَنصارُ
الكلُّ كالطبلِ المُجوّف فارغٌ ..... والطّبلُ يخرقُ جوفَهُ المسمارُ
مكروا لنا والله أحبَطَ مكرَهَهم ..... وتعالَت الأصواتُ والأنظارُ
خَسِئوا وخابوا لن ينالوا دينَنا ....... وسَيسطعُ الأيمانُ والأنوارُ
ما ضرَّنا كَيدُ العدوِّ ومَكرِه .......إنّ العدوَّ ولو طغى استِعمارُ
بل ضَرّنا جُرذٌ يُدَمِّرُ بيتَنا ............. وبدمعِهِ قد سالت الأنهارُ
كالوا لبِلفورَ اللعينِ شَتائِماً........... والنقعُ من ذاكَ السّبابِ يُثارُ
منحَ اليهودَ مكانةً في أرضِنا .....و قد اختَفى مِن خَلفِه السّمسارُ
يا مَن تلومُ الذِّئبَ في عُدوانِه ........ وعلَت جبينَكَ هيبةٌ ووقارُ
لن تنطَلي تلك الدسائسُ بيننا ........انّ الحياةَ كما الرحى أدوارُ
==================================
عبد العزيز بشارات /أبو بكر/ فلسطين .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق