عَـتَـمـَـةُ المَـصِـيْرِ ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أَرتَـمِي مِنْ شـُرفَةِ الفَوضَى
تَحتَ سَنَابِكِ الحَربِ
دَهـشَتِي مُتَوَرِّمَـةً بالدَّمـعِ
والـدَّمُ يَنفِرُ مِنْ حَدَقَاتِ ذُعرِي
أتَهـَاوى في نـَزْفِ الرَّغـيفِ الجـَافِّ
يَتَلَقَّفُنِي عَطَشُ الخِنْجَرِ
يَذْبَحُنِي مَنْ كُنْتُ أَعتَمِدُ عَلَيْهِ
وَ أُقَاسِمُـهُ ضُحكَتِي وَعَافِيَتِي
الحـَربُ وَثَبَـتْ على أَكْتَافِ البِلادِ
الـرَّصَاصُ يَطـالُ الـنَّدى
وَيُمَزِّقُ عِطرَ البـَيَاضِ
الأرضُ تَنْكَمِشُ على أَثْقـَالِهَا
وَالمـَاءُ تَفَجَّرَتْ أحشَاؤُهُ
بِمَخـَالِبِ الصَّحرَاءِ القَـادِمَةِ
دَمٌ يُمْطِرُ مِنْ تَأَوُّهـَاتِ الخَرَابِ
وَسُقُوفُ المَنَازِلِ تَغتَالُ الاستِغَاثَاتِ
والجُدرَانُ تَرمِي أصحَـابَـهَا بِحِجَارَتِهَـا
والشَّجَرُ الذي كانَ يَشْرَبُ الأغَانِيَ
أَضْرَمَ لِلحُبِ النِّهـَايَةَ
هَرَبَتْ مِنْ أَمَامِنَا الجِهَاتُ
وَكَانَتْ عَتَمـَةُ المَصِيْرِ تُطَارِدُنَا
وَنَحنُ نَتَوَزَّعُ على مُنْعَطَفَاتِ الخُذْلانِ
وَالعَطَشُ الأسوَدُ يَرجُمُ
خطواتِـنا
وَالجُوعُ يَغْرِزُ أَنْيَابَـهُ في هَلاكِـنَا
نَمْشِي في عَرَاءِ الفَاجِعَةِ
والمَوتُ الهَائِجُ دَلِيْلُنَا الوَحِيْدُ
في طُرُقَاتِ البَردِ الطَّويْلَةِ
نُحَاذِي العـَدَمَ الـهَشَّ
في رَحِيْلِنـَا
إلى كُلِّ البـِلادِ الَّتِي رَفَضَتْنَا
والَّتِي أَهـدَتْ أَرواَحَـنا
وأَطفَالَـنا
إلى سَمَكِ القُـرشِ
وَمَوجِ البَحـرِ
الذي لا يَعـرِفَ المُجَامَلَةَ
بِأَيديـِنَا طَرَقـْنَا أَبْوَابَ الجَحِيْمِ
وَتَرَامَيْنَا فَوقَ أَرصِفَةِ السَّعِيْرِ
نَدفَعُ الـجِـزْيَةَ مِنْ قَامَاتـِنَا
وَنَقْضِمُ كَرَامَتَـنَا
كُلَّمَا سُئِـلْـنَا عَنْ هَوِيَّتِنَا
أَسْمَاؤنَا مُحَارَبَةٌ
لُغَتُنَا عَارُنَـا
دِيْنُنَا مُحَرَّم ٌ
وَشَرَفُنَا الـدُّودَةُ الـزَّائِدَةُ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول
إسطنبول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق