الجمعة، 25 مايو 2018

الاعتراف الأخير.. بقلم الأستاذ/ غياث خليل

الاعتراف الأخير
إقرار بالفشل
كمحتضر في سكرة الموت ، سطع في عتم بصيرته نور يقين طالما حاول إطفاءه ، وتجلت له حقيقة عذراء جاهد في نكرانها حتى ضاق صدره بما حوى ،
فكتب - مقرا بفشله - اعترافه الأخير :
" ذات العينين السوداوين
لم يعد هنالك مجال للمراوغة و الادعاءات المزيفة.
تعبت...
وتعبت مني أقلامي وأوراق دفاتري،
وأعلنت حروف لغتي استسلامها.
وعلى رصيف محطة المهاجرين إلى البعيد ، تقف روحي التي بها من الجراح ما أرغمها حزم حقائب السفر.
بعد الفراق...
كثيرا ما حاولت يا صغيرتي حرق صفحات قصتنا من دفاتر ذاكرتي،
لكنني وجدت نفسي ضائعا في بحر نساء كثيرات عشقتك فيهن.
فأي كاذب أنا..!؟
وأي مسكين بائس أنا..!؟
وأي جحيم هو ذاك الذي ينتظرني..!؟
أنا لم أكن منافقا حين كنت أقول لها بأنني أحبها ، لكنني كنت أقف عاجزا كما عجز الظلمة أمام النور من التحرر من سيطرة قلب يكسر أقفال ذاكرتي ويفرض سطوة رسم وجهك الحبيب في سماء خيالي.
حين أقول لها أحبها،تتقمص صورتك صورتها.
فالشعر شعرك.
والثغر تغرك.
والشامة المستبدة شامتك.
يبدأ هذياني بالنضوج
فتغدو هي أنت بكل ما فيك.
ضحكتك.
إيقاع صوتك.
إيماءاتك.
انفعالاتك.
حالات طيشك و جنونك.
حتى أحرف رسائلها على شاشة هاتفي ترتدي ثوب أحرفك.
يفوح من جسدها شذا عطرك .
يعبق في خيالي.
يعصف بي.
يخرجني من قيود الزمان والمكان.
فأنطق من عمق أعماق قلبي
بلهفة عاشق
وبراءة طفل
"أحببببببببك"
وأدرك بعد سكون اختلاجي بأن التي أمامي هي ولست أنت.
فأي خائن شقي أنا..!؟
ومن تراني أخون..!؟
هي..!؟
أنت..!؟
أنا..!؟
أم تراني أي البائسين أنا..!؟
ك (سيزيف) أحمل صخرة حبك.
وأحمل وزر امرأة أحبها،فأحبك فيها.
فلا أنا قادر أن أكون لك .
ولست بقادر أن أكون لها.
وللآن لازلت عاجزا إيقاف بحثي عنك في كل النساء.
فأي احتقار سأحصده بعد اعترافي.
وأي شقاء سأحيا .
وأي ابتلاء.
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق