الأربعاء، 11 أبريل 2018

عشوائيات ..بقلم الأستاذ/ منير مسروقي

عشوائيات
أحببتها ورجوت من البعد بأن يقترب
وقد أرهقت روحي بالذّهاب إليها بسرعة تفوق سرعة البرق
ثم العودة من جديد وكلها لهفة للرّجوع 
فكان الحداد من الجسد ثم النّفور ...
سور مدينتي تشقّق وقد جفّت مياه الوادي الصغير
وما عاد شيء محصّن كما في الماضي
وفقدت كل العذارى عذريّتها ورمت كل ذي حمل حملها
ومن الخشية كنت قد خشيت ...
جيل الحروب تأبّطته الغربة
فلا فقه الكلام ولا بالإشارات يجيب
نسل شوّهته جراثيم بالقنابل ألقوا بها
فكان للأعداء نصر بنخوة
وكان من ساداتنا الوعد والوعيد
وقدس أقسمنا على الله بأن نرجعها
بعناها بالشِّبر فطلبوا منّا المزيد
وخيراتنا سقناها لهم وبالبشارات هللنا لهم
وجعلنا كل أيامهم عيد
نحن العطاء وقد نفذ مخزوننا
فأهديناهم مع الخضوع رهائنهم
وسقنا لهم من حسناواتنا جواري وعبيد
فصفقوا لنا طويلا وقالوا كلِّكم لنا عبيد
لقد ظلمنا أنفسنا وما ظلمونا
وغضب منا ربّ السماوات
فما نفعت صلاة ولا زكاة ولا الدّعاء يفيد
ومن الحب تعلّمنا بأن الجنس هو أوّله وآخره
ومن العشق اقتبسنا من ظلماته نور
وبجهلنا كان البصر من حديد
قلنا هم قاتلي الأنبياء
وهتف الأئمة من فوق المنابر أن العنوهم فقد كفروا بالله
فلعنّاهم عند الصلاة فازدادوا عتيا
وما درينا بأن اللعنة على من خان الله وكل الرسل أجمعين
عشوائياتي هي عروبتي
وكلماتي من قاموس لم يزدد حرفا
فجمّعت لكم الحروف متقاطعة علّها ترفع جدارا يحميني
بعد أن سقط سور مدينتي
فما تبقى لديّ رصيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق