الأربعاء، 11 أبريل 2018

.... إلى .... بقلم الأستاذ/ غياث خليل

.... إلى ....
هيأت معبد وصلها
أيقظت قلبي
وأمام محراب طيف فتنتها وقفت
أشعلت شموع كآبتي
وجلست القرفصاء
عانقت صندوق حبنا المذبوح
أخرجت منه رسائلنا القديمة
فانتشى الليل بعبير عطرها المعتق بأحلامنا المقتولة
واختلج المكان
وثناثرت بفتور أعناق ورودها الذابلة
اغتصبتني الذاكرة
-لله أيام مضت -
رعشة خاطفة
وانهيار دمعتين
صديقي (شوبان) يعزف لنا موسيقاه الحزينة تطرق بأناملها أبواب قلبي المفجوع برياح الشوق وأنات الحنين
وصديقي (درويش) يرتل لنا صلاة الغياب :
" لم تات
قلت ولن
اذا
سأعيد ترتيب المساء
بما يليق بخيبتي وغيابها "
وعودنا بأن لن نفترق
ذهبت أدراج الرياح
وأيمانك بأنني الحب الذي سيبقى طي الفؤاد إلى ساعة الموت تعتريني حوله الكثير من الهواجس والتساؤلات
لكنني للآن لازلت أمارس طقوس اللقاء
فأرتدي معطفي الشتوي
أغلف جسدي بذاك العطر الذي تعشقين
وأخرج برفقة المطر
وتحت الضوء الشاحب لمصباح شارعنا المبلل نلتقي بعناق
ندخل مقهانا القديم
نشرب قهوتنا المعتادة
أتوه في دياجير عينيك السوداوين
وأتلاشى كدخان السجائر المحترقة في نوتات ضحكاتك الهاربة
تنام المقاهي
تتعب الطرقات من السفر
وتهدأ صرخات الأرصفة من نقر خطا الراحلين
يلملم الليل بقاياه
ويدفن أسرار عشاقة في سراديب الزمن
وكما ظهرت تختفين مع المطر
لأعود وحيدا أسير على درب الحياة المنهكة مثقلا بالذكريات والحنين
بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق