الثلاثاء، 27 فبراير 2018

ولاتديرن ظهرك راحل...بقلم / نسرين الأحمادي

ولاتديرن ظهرك راحل...
ولايروقنك درب الجفى فإن الجفى قاتل...
وإن إستسهلت الهجر وغدوت عزيزي مهاجر...
وإن هنت عليك وهانت الذكرى والنابض...
أفتهون عليك أسوار كربلاء والشوارع...
لاتديرن ظهرك راحل...
لاتتركني...
لاأحسن محاربة أمواج الحزن...
ببحر الأسى لا تتركن غارق...
تعال لأبيعنك بعض جراحي وبعض وجائع...
تعال لأشربنك كأس خمر فاضت منه المدامع...
تعال،وفي يدك باقة نسيان...
علمني كيف أخون الهوى وكيف أكون البائع...
أتحزم شظاياك وبقايا وصب...
أتحزم جرح الأمس وجرح اليوم وجرح الليل...
وجرح مامضى والقادم...
إسمع،،ٱحزمني مع نزف النوى وخذني زادك حيث تسافر...
أتنسني تحت غبار الشوق والشوق حارق...
أتنسني بمنفى الفراق،بمفترق الرؤى كأني سلسال ضائع...
دع عنك المضي دوني فإني دونك بصدر الموت قابع...
لاتدعني أتداعى،أحصي الثواني أيام...
لاتودعني،في الحب لاودائع...
ولاتطف بعينايا،ساع بين الآه والآآآخ...
ولاترمين جمراتك بحزني...
لا موت لحزني حتى أرى للفراق مآتم...
لاتديرن ظهرك راحل...
ولايروقنك درب الجفى فإن الجفى قاتل...
شجرة الصفصاف مال جذعها وشنقت بها الأوراق...
عتبة الدار غزتها الشقوق وركدت بها الأمطار...
و الجرحى أجمعين يفتشون عن تبغ ومجلس بذنب قطار...
إلا أنا أبتاع ديوانا لعراقي سرت بجوفه نار...
وأقيم الليل بثقوب ناي ساجد...
مذ همس رحيلك بين وريدي والأوتار...
لاتتركني لموسيقى الفجر بأزقة بغداد...
لاتتركني لأنياب الأسى...
وخنجر ذكريات قاطع....
لكن،إن جار الزمان وجار فؤادك والبعد بيننا واقف...
وحالت الغربة بيننا وحال الحاقد والشامت...
فجسر الحنين غالب...
عد مسرعا،فالرزايا أحيانا تسبق العائد...
وأطرق أمل اللقاء وأترك رسالة "عاد غائب"....
وأنتظر وأنتظر...
حتى تخبرك شجرة الصفصاف بأن المنايا كانت لروحها خير قاطف...
وأجمع حينها قطرات الندى المتساقط ...
وأجرر حرارة أضلعك وندمك القاتم...
وأتلو على الترب فوقي بعض آيات وأبيات...
وضمد جرحك بدفتر شعر تركته عند جاري الثامن...
لو أن الفرقة لم ترقك وماعزمت راحل...
لامامت أنا حسرة ومامت أنت على قيد الألم جالس .....
#نسرين_


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق