الأحد، 24 ديسمبر 2017

- ترياقُ الأزِقّة – بقلم الأستاذ/ وليد .ع. العايش

- ترياقُ الأزِقّة – 
--------
مساءٌ يحاولُ الانتحار 
لعلَّهُ سئِمَ الإهانةَ الصُغرى 
جمعَ بقايا أوراقهِ 
الناجية منْ حربِ البسوس
تلاها بصوتهِ الكنعاني
أُتراهُ تناسى آلَ غسانٍ
حينها الأزقةُ كلّها كانتْ
تلتفُّ حولَ خصره
الذي لم يستقمْ يوماً
لمْ يكنْ يهوى الرقصَ
كلّ ما كانَ يعلمهُ
هدهدةُ طفله الذي مازالَ
في طورِ الولادة
وابتسامةٌ ترتعِشُ في حياءْ
هلْ أرسلتها السماءْ ...
ثوراتُ الألفِ ميلٍ
لمْ تعنِ لهْ أيَّ اشتهاءْ
الرياحُ تمضي على مهلٍ
تُغنّي موالَ السلام
قالتْ الفتاةُ العابرةْ
لا وقتَ لديَّ للغزلْ
حبيبي الذي عانقَ الموجَ
منذُ شهرٍ قدْ رحلْ
فككتُ ضفيرتي
أودعتُها بِعُلبةٍ حمراءْ
عساها تتعلّمُ
معنى صليل السيوف
وقعقعةُ القمرْ
قبلَ أنْ ينتشي بدراً
نظراتُ المساء
تعبرُ ترياقَ الغيومْ
لكنَّهُ مازالَ يُعالِجُ آلامَ اِنكسارْ
فما بينَ ثغرٍ يئنُّ
وشفاه لمْ ترتوِ
تائهٌ أنا
كما قُبّرةٍ في صحراءَ لا قلبَ لها
لعلَّها تُعاني هي الأخرى
وجَعَ احتضارْ ...
------
وليد.ع.العايش
20/10/2017م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق