تأمّلات صمتٍ
ببعض الصمت أمشي على سواحل الحكاية ، و أكتب كثيرا ، أكتب دون رواء ، وأجدّف في بحر الذاكرة ،وأنقر على بعض الشخوص المحنّطة منذ أن ولدتُ ، ربما يسقط الخريف من الشجر و من الوتر ...ربما أستعيد أطرافي الهاربة من جسدي كما يهرب الموج من حضن شاطئه ، وربما أستمع إلى بعض الأغاني التي تبثها إذاعة مجهولة ، و أنا أقرأ بعض الأخبار عن البطالة ،وعن الجفاف الذي حلّ في أرجاء الوطن و البطون ،وعن بعض الأرصدة المشبوهة في الخارج وعن سجون الخمس نجوم...و ربما سأمشي إلى ساحل أكثر مواءمة لصفحاتي المبلّلة ببعض نبيذ الأيام و هي تحتفل بموعد لن يأت ولن يمدّ جسره إليّ....لن يغفر للقلب موتٌ تسلكه كل أغانيّ ... تعاتبني ليالي العيد والبرد يُشقي صهيلا أبكَم في تكيّة الدراويش ...من أول التاريخ تلعثمت خطاي بين المواويل وأنا أخشى طفحا لن يداويه ملح الزمن...تأمّلتكَ خلف الفجر وأنتَ تمرّ على الماء و تغرس وردة في شفاه الكلام...تأمّلتكَ و أنت تمارس البطولة في كل الجهات وبكلّ الجنون...تأمّلتك و أنتَ تلوّح بكل الغياب وتمطر الكون بذاك الهدوء....نور تأرجح بين الدروب ، ونور ترنّح على ضفاف الصور و بين المدن وكلّ السطور...وقفتُ الهوينى أتأمّل السحابة العابرة إليك و أنت تمدّ للخيمة حنينا مطرّزا بخيط الدمع...
ببعض الصمت تصرخ يمامة على ليلي وتنشد فروسية ولّت...
ببعض الصمت تصرخ يمامة على ليلي وتنشد فروسية ولّت...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق