الخميس، 5 أكتوبر 2017

( هكذا يصنع الحرمان ) .. قصة قصيرة للأستاذ / محمد أبو النجا

قصة قصيرة 
( هكذا يصنع الحرمان ) 
تأليف / محمد أبو النجا
كانت سعادة غامرة 
التى يشعر بها حينما كان يعدو حاملاً وليمته من الدجاج المسروق داخل كيساً من القماش السميك على كتفه ، من فوق أحدى الأسطح لمنزلاً قديم ..
يتحرك بأقصى سرعه هارباً خشيت أن ينتبه أحداً له وهو يتخفى خلف ظلام الليل ...
فجأة يأتى هذا الصراخ ( أستوب ) ..
يلتفت الرجل نحو المخرج الجالس فى غضب وهو يقول : من المفترض أنك الدوبلير لبطل الفيلم والذى يقفز من فوق تلك الأسطح حاملاً الدجاج المسروق لماذا تنظر خلفك ..
لا أريد أن يظهر وجهك ..
الممثل الدوبلير : آسف سيدى أنها المرة الأولى التى أقوم بالتمثيل بها والمشهد فى غاية الصعوبة ..
المخرج فى غضب : أى صعوبه ..!!
ليس هناك ما هو أسهل من هذا ثلاث قفزات لثلاث أمتار بين منازل أرتفاعها أربعة طوابق
يبتلع الممثل ريقه : ليست الصعوبه فى الموت القريب من تلك القفزات ولكن من حمل تلك الكمية الكبيرة من الدجاج التى تسيل اللعاب ، منذ زمن بعيد لم أتذوق طعمها .
أنا على أمل أن تسمح لى بواحده منها مكافأة بعد إنتهاء التصوير ..
يهب فيه المخرج وهو واقفاً : ما هذا الهراء الذى تقوله ..!!
هذا الدجاج ملك للأنتاج وليس للتوزيع وللتسول كما تفعل
أسمع هيا عد لإعادة المشهد أريد أداء طبيعى هيا ...
أنطلق الدوبلير والمخرج يصيح ( أكشن ) ..
وينطلق يقفز عبر أسطح عاليه تكاد تؤدى بحياته وبموته ..
حتى انتهى المشهد والمخرج يصيح : هايل ..رائع ..
قبل أن يهتف المساعد للمخرج : أستاذ.. لقد فر الدوبلير هارباً فعلاً بالدجاج ..
وهنا يصيح المخرج : أمسكو به ..أبلغوعنه ..هل يعرفه أحداً منكم..؟
المساعد : لا أنها المرة الأولى التى يمثل فيها معنا ولا نعرفه
المخرج : وهل ترك دجاج
المساعد : سرقه كله ..
المخرج يكاد يبكى : لقد كنت على عشم بالعشاء بأحدهم ..
تمت
محمد أبو النجا
مصر 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق