الأحد، 10 سبتمبر 2017

غواية عشقي ... و هذيان جنوني ... بقلم الأستاذ/ المستنير الحبيب الشطي

غواية عشقي ... و هذيان جنوني ... !؟
*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*-*
لكأنّ أملاك الوجود
بمزامير الحلم تترنّم
في "واقع الخيال"
بمعازف الكينونة تنتشي عزفا
تراقص فراشات عشقي
وتشدو مع طير هيامي
... فتدفق الموسيقى
والشّعر من وادي عبقر
ومزن السّرمد
حين ف تتماهى كلمات إلهامي
و جوق اللّحون
... فيغوص العشّاق في عالمي
بأرواح جذلى ورودا
وقلوب مفعمة عبيرا
كأنّما الأنغام تلامس سرّ الأقداس
بحضور العالمين
في مواضع ممنوعة لكن
عن بعض المحرومين
كالصّباحات أبديّة الإشراق
فالأبجدية تمتح من كوثر الفراديس
وتحرّك رقرقة أوتار الجوهر
تتسرّب لخفايا الوجدان المطلق
فتأنس الرّوح
بغواية الإبحار مع نوارس الجمال
تتعلّم منطق التّحرّر
" من معجم " سيّد الحرف
فتنزع لباس الخرس
من سكون مكمنها
وغيابات السّبات تنبجس
فتبعث من كهوف النّسيان
وما يحول عن كنه فجر العشق
غير شعاع قمر
شفيف الرّوح
كرفيف الخيال
وحفيف الحلم
من البرزخ عروجا للسّدرة
للازورد بياض الخلد
... أ يا أيقونتي
حوريّة ملكوتي
فهل وفّيتك جليل قدرك
فيا لخذلان حروفي القاصرة
أصوغك قصيدة أشعار
من ديوان التّوهّج
وأناشيد المطر
و ندى لجمال روحك
ومرايا صورك
ألا ليتك تعرفين أكثر
ستكتشفين نهرا رقراقا
فراتا من شعر العاشقين الكوثري
أغوص لأعماق المحيطات لأجلبه لك
وأحلّي به غصنك الفاره
وجيدك البان
معصمك العاجي
وأتوّجك به إكليلا
ملكة للنّساء
وأميرة للعذارى
سلطانة على عرش روحي
و سدّة قلبي
وسرير المجرّات
فلا تقولي : لا أريد أن أعرفك أكثر
أو حسبي ما عرفت
علّني أقدر أن أقاوم ما بك من وله
علّها تكفيني مجاديف أشعارك
فتبحر روحي اِنصهارا
في كون جمالك
فأقول:
فلتبحري في ماء ذاتي
إلى أعماق الآفاق
أنت لا تبارحين شواطئي
ها هنا ... ؟
!فلتبحري ... ؟
سيحملك مركب شعري الشّراعي
لجزر خفيّة قصيّة
وتستكشفين قارات روحي
المجهولة
وتضاريس بكر لأرضي المبارك حولها
لم يمسسها إنسيّ
من الاِنتشاء
والاِنتشاء
وحلمي السّاحر
فلا تخشي تيها
أو غرقا
يا آية الخلق
أمواجي العواتي ..
أن تقذفك في أغوار المدى
لا تخشي ...عروس بحاري
فأنا العاشق
وأنا الربّان
وأنا المنقذ من أعاصير العشق
والمخلّص من جحيم السّراب
وآمني من اِنفلات الدّهشة
فأنا منزل برد السّلام
على فؤادك المتلهّف
فأنا أحذق فنّ الإبحار
والعوم ... والسّبح الطّويل
وأنت معي حوريّة البحار
وعروس المداءات
ولا تقولي : لا ندري متى يقذفنا
وأين يلقينا إن هاج اللّجّ
فالعشق كالبحر ...
لا يأمن راكبه ... ؟
على رسلك يا نفحة العشق
ألا تعلمين أنّ من قضى عشقا
فهو رمز الخلود
ونبراس الحياة الأبديّة
ولا تظنّي أنّي أفلتك لتيّارات الأعاصير
بل سأذود عنك برايات الخيال
وألوية الحلم
ودروع السّلام والسّكينة
وأبسط لك الوجود رياض نرجس وآس
لا تمسها الضّراء
فلديّ إكسير السّراء
ودفّة ... الرّجاء عرفان اليقين
واِستنارة التجلّي المكين
أي أملي المنشود
أسألك بعشقنا المقدّس
أيا حوريّة البحار
وعروس السّماء
وسلطانة الهيام
سأتلو تمائم العرفان
وأفكّ طلاسم الجان
وأركّع مارد الجان
أن يأتيني من بلاد الرؤى
ومدن البلّور
وجزر المرجان
ببلّورة الدّنيا
كي أراك بعيوني الأخرى
ملكة لعشقي
سيّدة لأقداري
في عالمي المستحدث- العتيق
ستكتشفين مجرّات أخرى
من بصائر... الاِستنارة
من سحر... الشّعر
لم تعرفيها مطلقا
ستسمو بك عن هذا العالم المستلب
سأكتبك قصيدتي الأولى والأخيرة
وأغلق ديوان عشقي ... ؟ !
وأفتح شرفات تحرّري
وتحرّرك ... !
البياض - اللاّزورديّ ... ؟
-.-.-..-.-.-.-.-.-.-.-.-.
المستنير الحبيب الشّطّي
[ سيّد الحرف ]
مساكن-تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق