الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟.. بقلم الأستاذ/ حرب شاهين

)محاولة للفهم فقط(
هل الأقصى وغزة مصدرا الإرهاب العالمي، يتحتم اجتثاثهما؟
(21)
لما حانت ولادة السيدة مريم عليها السلام ، ووجدت ما تجد المرأة من الطلق ، خرجت من المدينة مغربة من إيلياء( القدس) ، حتى تدركها الولادة إلى قرية من إيلياء على ستة أميال يُقال لها بيت لحم، فجاءها المخاض إلى أصل نخلة . وكان الله جلّ جلاله قد قال: (وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا) (مريم: 25). 
عن السديّ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ ) وكان جذعا منها مقطوعا فهزّته ، فإذا هو نخلة ، وأجري لها في المحراب نهر، فتساقطت النخلة رطبًا جنيا فقال لها( فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ).
كان الله سبحانه يعلم آلام المخاض والأوجاع الناتجة عنه، وكان الذي في بطنها كلمة الله سبحانه وسيكون نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن امرأة بوضعها لا تقوى على القيام بأي فعل، مهما كان صغيراً أو كبيراً، سهلاً أو صعباً، ومع ذلك أمرها الله سبحانه بهز الجذع حتى يتساقط رطباً جنياً.
وثمة سؤال يقفز في هذا المقام، لماذا لم يُطعمها سبحانه وتعالى دون جهد منها أو عناء؟
وذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل لكل شيء سبباً، ولن تحدث النتيجة بدون الأخذ بالأسباب، وإن كان هذا ما انطبق على السيدة مريم البتول، فكيف يكون الحال معنا نحن؟
فمنذ أكثر من قرن، ونحن ندعو الله سبحانه إلى نصرنا على اليهود، وأن يجعل ديار المسلمين رخاءً سلاماً، وأن يوحد الأمة العربية والإسلامية، وأن يأخذ العدو أخذ عزيز مقتدر، ولكن منذ ما ينوف على القرن ونحن في هزائم تلو هزائم، واستعمار يليه استعمار، وشر يتبع شر، وأعداء الأمة العربية الإسلامية يتطورون في كافة المجالات ويحتلون أراضينا ويشبعوننا قتلاً وذبحاً وتدميراً.
ليس صحيحاً هذه إرادة الله، لأن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، والجواب هو أننا لم نأخذ بأسباب النصر والعزة.
لقد سلمنا أمرنا إلى قيادات فلسطينية، وكنا نلهث وراءها ونرقب ساعة النصر التي لطالما وعدونا بها، حتى ضاعت فلسطين كل فلسطين والعراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر، ونحن نلهث وراء المنجمين والمشعوذين والمحللين والمفاوضين، وهكذا دواليك، ورأينا في كلمات صادرة من اللسان، نتوسل بها إلى الله سبحانه كي ينصرنا، الوسيلة الوحيدة لا شيء سواها لتحرير الأوطان والعيش بأمان.
أما آن لنا أن نأخذ بأسباب النصر، وأول أسباب النصر فهم ما حلّ بنا، وما يدور حولنا؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق