سنة جديدة ..أحزان متجددة *****
فور عودتى للمنزل ألقيت بما كنت أحمل فى يدى فوق الطاولة التى تتوسط الردهة ، وتوجهت مباشرة إلى غرفة أمى لأطمئن عليها ، فعادة مايساورنى القلق بشأنها كلما تغيبت عنها فالوقت مابين ذهابى إلى العمل وعودتى منه كان كافياً لحدوث خطب ما ، وكنت أشعر فى كل لحظة أقضيها خارج البيت بأننى عندما أعود سأجد أمى قد فارقت الحياة خاصة بعد أن ألم بها منذ سنوات مرض عضال أقعدها عن الحركة مؤخراً ..
فتحت باب غرفتها فى هدوء ، لم تكن أمى نائمة بالمعنى المعروف للنوم ، فهى عادة ماتتمنى ولو إغفاءة تطول قليلا بعد أن حرمتها آلامها لذة النوم ، بابتسامة شاحبة رحبت بى ، وبعينين كليلتين ذابلتين وجهت لى الكثير مما تود قوله ، ضممتها إلى صدرى وأنا أعتذر لها عن تأخرى فقد عرجت إلى السوق أثناء عودتى من العمل لأشترى الطعام وبعض الحاجيات .
أمسكت برأسى وقبلت جبينى وهى تدعو لى ، بينما إنحدرت الدموع من عينى وأنا أرنو إلى صورة أبى المعلقة على الجدار .
آه ياأبى ما أشد حاجتى إليك ، وما أكثر ماحدثتنى أمى عنك وعن عطفك وحنانك وطيبتك حتى أصبحت أراك وأحسك رغم أننى ولدت بعد موتك بأسابيع قليلة .
" إيه يا أمى ؟ ألا تودين سماع أخبار سارة ؟ " فابتسمت لى فى حنو بينما أكملت حديثى إليها " لقد حصلت على علاوة تشجيعية لتميزى فى العمل عن الباقين ، فلابد أن تفخر بإبنتك أيتها الحبيبة "، ربتت على ظهرى بعطف بالغ وهى تطلق تنهيدة عميقة ..
خرجت من غرفة أمى متوجهة إلى الردهة وعدت بشنطة مملوءة بزجاجات الدواء والأقراص والحقن ، " أنظر يا أمى ، لقد إشتريت لك العلاج الذى أوصى به الطبيب مؤخراً وقال أنه فعال لدرجة كبيرة ، هيا ..هيا إفتح فمك ".
أسقيتها ملعقتين من الدواء ، وساعدتها على إبتلاع بعض الأقراص والكبسولات ، ثم إستدارت لأعطيها الحقنة التى جهزتها وهى تكشف عن جزء من ردفها ..
إبتسمت لى فى حزن ظاهر ، وقبل أن تعاود تسول غفوة قد لايجود بها الألم سألتنى فى خفوت إن كنت نسيت شيئا ؟
" أواه يا أمى ..لا .. لم أنس ، لم أنس وربى ، إنتظرينى لحظة "، قلتها وأنا أسرع إلى الردهة وفتحت إحدى الشنط وأخرجت منها شالاً قطيفياً ، كنت وعدت أمى بأن أهديها إياه فى أول العام الجديد وقد إشتريته اليوم لأفى بوعدى لها ، كان الشال رائعاً ، وكان لونه من الألوان المحببة إلى أمى .
عدت إلى الغرفة وأنا أفرد الشال عن آخره لأريه لأمى فوجدتها شبه مبتسمة وقد إستسلمت لنوم ليس بنوم ..
تساقطت دموعى وأنا أدثر أمى بالشال الجديد فقد كان كبيراً بما يكفى ...!
فور عودتى للمنزل ألقيت بما كنت أحمل فى يدى فوق الطاولة التى تتوسط الردهة ، وتوجهت مباشرة إلى غرفة أمى لأطمئن عليها ، فعادة مايساورنى القلق بشأنها كلما تغيبت عنها فالوقت مابين ذهابى إلى العمل وعودتى منه كان كافياً لحدوث خطب ما ، وكنت أشعر فى كل لحظة أقضيها خارج البيت بأننى عندما أعود سأجد أمى قد فارقت الحياة خاصة بعد أن ألم بها منذ سنوات مرض عضال أقعدها عن الحركة مؤخراً ..
فتحت باب غرفتها فى هدوء ، لم تكن أمى نائمة بالمعنى المعروف للنوم ، فهى عادة ماتتمنى ولو إغفاءة تطول قليلا بعد أن حرمتها آلامها لذة النوم ، بابتسامة شاحبة رحبت بى ، وبعينين كليلتين ذابلتين وجهت لى الكثير مما تود قوله ، ضممتها إلى صدرى وأنا أعتذر لها عن تأخرى فقد عرجت إلى السوق أثناء عودتى من العمل لأشترى الطعام وبعض الحاجيات .
أمسكت برأسى وقبلت جبينى وهى تدعو لى ، بينما إنحدرت الدموع من عينى وأنا أرنو إلى صورة أبى المعلقة على الجدار .
آه ياأبى ما أشد حاجتى إليك ، وما أكثر ماحدثتنى أمى عنك وعن عطفك وحنانك وطيبتك حتى أصبحت أراك وأحسك رغم أننى ولدت بعد موتك بأسابيع قليلة .
" إيه يا أمى ؟ ألا تودين سماع أخبار سارة ؟ " فابتسمت لى فى حنو بينما أكملت حديثى إليها " لقد حصلت على علاوة تشجيعية لتميزى فى العمل عن الباقين ، فلابد أن تفخر بإبنتك أيتها الحبيبة "، ربتت على ظهرى بعطف بالغ وهى تطلق تنهيدة عميقة ..
خرجت من غرفة أمى متوجهة إلى الردهة وعدت بشنطة مملوءة بزجاجات الدواء والأقراص والحقن ، " أنظر يا أمى ، لقد إشتريت لك العلاج الذى أوصى به الطبيب مؤخراً وقال أنه فعال لدرجة كبيرة ، هيا ..هيا إفتح فمك ".
أسقيتها ملعقتين من الدواء ، وساعدتها على إبتلاع بعض الأقراص والكبسولات ، ثم إستدارت لأعطيها الحقنة التى جهزتها وهى تكشف عن جزء من ردفها ..
إبتسمت لى فى حزن ظاهر ، وقبل أن تعاود تسول غفوة قد لايجود بها الألم سألتنى فى خفوت إن كنت نسيت شيئا ؟
" أواه يا أمى ..لا .. لم أنس ، لم أنس وربى ، إنتظرينى لحظة "، قلتها وأنا أسرع إلى الردهة وفتحت إحدى الشنط وأخرجت منها شالاً قطيفياً ، كنت وعدت أمى بأن أهديها إياه فى أول العام الجديد وقد إشتريته اليوم لأفى بوعدى لها ، كان الشال رائعاً ، وكان لونه من الألوان المحببة إلى أمى .
عدت إلى الغرفة وأنا أفرد الشال عن آخره لأريه لأمى فوجدتها شبه مبتسمة وقد إستسلمت لنوم ليس بنوم ..
تساقطت دموعى وأنا أدثر أمى بالشال الجديد فقد كان كبيراً بما يكفى ...!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق