الخميس، 1 يونيو 2017

( دجاجةٌ واحدة ) .. بقلم الأستاذ / وليد العايش

( دجاجةٌ واحدة )
-------
ثلاثُ خشباتٍ تتوسّدُ زمناً 
في عَجْفِ المطرِ 
وطفلٌ يرنو صوبَ القمرِ 
قميصٌ أخرقَ
يلتحِفُ جَسدَ الطفلِ
ودَّ أنْ يصْرخْ ...
في لحظةِ صمتٍ
تُقتَلُ آلافُ الأقمارِ
لا زِلتُ أذكرُ دجاجاتي
البيضاءَ منها ... والحمراءْ
وديكٌ مُزركشٌ بألوانِ حياةٍ مُختلفةْ
تنبشُ في أرضٍ سمراءْ
حباتُ القمحِ كانتْ تَخشاها
تفِرُّ لزاويةِ العُشِّ
الفجرُ يركبُ موجَ سفرٍ
يُهاجرُ في ظِلِّ دروبٍ عَطشى
أخشى عليكَ الموتَ هًناكْ
فالأرضُ تبتلِعُ الأجسادْ
لتندملَ جِراحُ الأحقادْ
حماقةٌ واحدةٌ كانتْ تكفي
لِتزْرعَ في الدرْبِ الأشواكْ
لا زلتُ أذكرُ صباحي الآتي
منْ قلبِ الليلِ ...
وموالُ جاري البدويّ
يُغادِرُ بِرُفقةِ أغنامٍ
صريرُ الناي يُبلسِمُ بعضَ جراحي
وجراحَ الطفلِ الناظرْ
لما خَلفَ الأفقِ النائمْ
زَرعتُ وجعي على ضِفّةِ ساقيةٍ صَدِئةْ
لعلّها تُنبِتُ بقايا فرحٍ
تعثَّرَ في رحلةِ عودةْ
دجاجةٌ واحدةٌ كانتْ تكفي
لِرَسْمِ خارطةِ أحلامِ الطفلِ
وأنا أيضاً ... أحتاجُ لِدجاجةْ
يا رُعْبَ الزمنِ الغابرْ
وظُلمَ القهرِ الحاضرْ
دعني أقولُ شيئاً عنْ طفلٍ
أقفلَ قلبهُ قبلَ أنْ يغزوهُ الألمُ
هلْ يتحملُ موجةَ بردٍ
تتساقطُ منْ ظلِّ سماءٍ لازالتْ تنتظِرُ
هلْ تبتَسِمُ أرضي قليلاً
لتعودُ تفاصيلُ القِصّةْ
تروي حكايةَ قلبٍ لمْ يولَدْ
الساقيةُ الحمراءُ
تستنكرُ اِعتقالَ مِعصمَ طفلٍ ... ووسادةْ
ياظُلمَ صَنمِ عِبادةْ
ياقهرَ حياةٍ وولادةْ
قُلتُ للطفلِ
دجاجةٌ واحدةٌ كانتْ تكفي
صمتَ الطفلُ قليلاً ... ثُمَّ بكى ...
------
وليد.ع.العايش
16/5/20177م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق