الاثنين، 15 مايو 2017

قصيدةُ (ما بالُها في التّيه) منَ البحرِ السّريع:.. بقلم الأستاذ/ خليل الدولة

قصيدةُ (ما بالُها في التّيه) منَ البحرِ السّريع:
مابالُها في التّيهِ ما بالُها --- في حالةٍ يُرثى لها حالُها
يا أمّةً أبكي عليها دَماً --- مِنْ أمّةٍ قد سادَ جُهّالُها
رخيصةٌ دِماءُ أبناءِها --- مَعروضَةٌ للنّهْبِ أموالُها
أُضْحوكةً قد أصْبَحَتْ للْورى -- مَنْسوبةً للْجَهلِ أفْعالُها
وغَرَضاً قد أصْبَحَتْ للْعِدى -- في أيِّ وقتٍ شاءَ يَغْتالُها
وا أسَفا على الّذي قد مَضى -- مِنْ أمرِها حيثُ الْعُلا فالُها
حيثُ الدّنا تخافُ مِنْ بأسِها -- يأتي إليها صاغِراً مالُها
والحَقُّ والْإنصافُ عُنوانُها -- ومَضْربُ الْأمثالِ أبْطالُها
ولمْ تَزلْ في رِفْعَةٍ تَرتَقي -- مَدارِجَ الْعلياءِ أجْيالُها
وكانَ بالدّينِ لها عِزّةٌ --- زَكَتْ بهِ في الْخَيرِ أعْمالُها
فَقَدّمَتْ حضارةً للدُّنا ---- قد عَزَّ في التّاريخِ أمْثالُها
ثمَّ انْطَفَتْ شُعْلَتُها واخْتَفَتْ -- وَدَخَلَتْ في التّيهِ أحْوالُها
مِنْ بَعْدِ ما قد أهْمَلَتْ دينَها -- وَثَقُلَتْ بالْوِزْرِ أحْمالُها
فذاقَتِ الْأهوالَ مِنْ بَعْدِهِ -- وليسَ كالْأهوالِ أهْوالُها
وأصْبَحَتْ كالصّيدِ في غابَةٍ --مِنْ لَحْمِهِ تَنْهَشُ أغْوالُها
ودَبَّ فيها الْوَهْنُ واسْتُحْكِمَتْ -- على الْقُلوبِ الْعُمْي أقْفالُها
فَما لها مِنْ يَقْظَةٍ تُرْتَجى --- ولنْ يُعيدَ الْكَرَّ إقْبالُها
حتّى تَجُدَّ في جِهادِ العِدى --- وتُحْسِنَ النِّزالَ أشْبالُها
فَيُنْجِزَ اللهُ لها وَعْدَهُ ---- فَتزْدَهي بالنّصرِ أنْسالُها
فالها : الفأل الحظّ خُفّفتِ الهمزة للضّرورة الشّعريّة
صاغراً : ذليلاً
الوِزر : الذَنْب
أغوال : وحوش
أنسال : جمعُ نسل وهو الولد والذّريّة
المهندس خليل الدّولة
 13/5/2017


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق