السبت، 6 مايو 2017

المتسابق رقم (1) بمسابقة القصة القصيرة .. عرّاف .. د. منذر قدسي

خاص بالمسابقة 

قصة بقلمي 

منذر قدسي 

عرّاف 
..........
كنتُ أحاولُ أنْ أخبرَها بِعشقِي كنتَ أبحثُ عنْ طريقٍ يُوصِلني لَها لِعطرٍ يُصيبني منْ زهرِها كنتُ أراقبُها قليلاً منْ بعيدٍ وأحياناً تُكَلمُها عُيوني وهيَّ تمرُّ في الطريقِ لمْ تُعرنِي اهتمامَها حاولتُ أنْ أصَّل إليها لكنَّ الطريقَ إليها كانَ طويلاً شاءَتْ الأقدارُ في لحظاتِ الانتظار ِ اَن رأيتَها تمشي معَ فتاةٍ تَقرُبُني شعرتُ حينَها أنَّ أبوابَ الفرجِ فُتِحَتْ اِعتَراني شعورٌ أنَّ الشمسَ ظهرَ شعاعُها وأنَّ القمرَ سَيبقى في فلكِ الأرضِ يدورُ وأنَّ البركانَ لنْ يَخمدَ وسَيبقى ثائراً يثورُ كَلمتُ قَريبَتي واسْمُها هيّام سَألتُها كيفَ أستطيعُ أنْ أقابِلُها أوْ أجلسُ معَها وأخبرتُها أنَّي أعشقُها وأهيمُ بها قالَتْ لي هيّام أستطيعُ أنْ أجعلَكَ تنالُ مُرادُكَ صبراً أجَبتُها أنَّ عشقَها فاضَ من رُوحي وجَسَدي وأخافُ أنْ يَرميَّ حزناً قلتُ لَها أخبِريني أرجوكِ بسرعةٍ وقولِي أيُّ شيءٍ يَسِرُّ خاطِري فأنَّا مَحموماً من نار ِ الغرامِ أجابَتني أنَّها تَبحثُ عَنْ شيخٍ يخبرُها عن عشقٍ قديمٍ أصابَها وعَنْ حلمٍ منذُ فترةٍ أصابَها وفي كلِّ يومٍ يُعاودُها سأُخبُرُها بأنَّك تَملكُ علمَ التبصيرِ وافَقتُ في الحالِ وأحضرتُ بعضُ كتبِ الدَجَلِ وكيفَ يُفتَحُ الفِنجانَ أخَذَتْ قَريبتي موعداً مَعَها وأخبرَتني باليوم ِالذي سأذهبُ بهِ غيرُّتُ هِندامي و أصبحتُ عَرافَاً وغَجريَّا لِعشقِها أصبحتُ من أجل حبِّها دجالا ً أقلبُّ الكفينِ وأقرأُ الفنجانَ ذهبت ُ إلى منزلِها أحمل ُ على ظهرِي عشقَها شعرتُ بِها أنَّها لَمْ تَستغربْ وُجودي حَسِبتُها من خلالِ مُلاحَقتِي لَها أنَّها سَتعرفُني ولكنْ !! تبيَّنَ لِي من خلالِ ما أرىَ كأنَّها لمْ تَرَنِي أو لم ْ أكنْ ألفتُ نظرَها سَلمتُ عَليها سَألتُها عن اسمِها أجابَتْني بخجلٍ أنَّ هيّام اسمُها وأنَّهُم بأسماءٍ عدةٍ يُدَلعونَها جلستُ مقابلَها أقلبُ يَديها وأقرأُ لَها ما رُسِم َ على كفها وبدأت بسرد قصة عِشقي منْ ملامح ِأصابِعِها أخبرتُها أنَّ هناكَ مَنْ يَعشقُها وأخبرتُها أنَّ مَنْ تبحثُ عنهُ قريباً مِنها شخصٌ مِنْ طرفٍ واحدٍ يَعشقُها ورَسمتُ حلماً جديداً لحلمها و اخترعتُ لها أشياءَ والافاً من الكلماتِ وكثيراً من الكذبِ ووهمُ الأشياءِ شعرتُ حينَها أنَّه يَكفيني مِنْ العشقِ لَمسَها لا أعرفُ قراءةَ الكفينِ ولكنِّي كنتُ مغرماً بعطرِها بِسماحةِ وَجهِها سَحبَتْ يَديْها من بينَ يديَّ بهدوءٍ وعلمتُ حينَها كيفَ تُسحَبُ الروحِ من الجسدِ قالتْ هَلْ نشربُ فنجاناً من القهوةِ نَعَمْ أجبتُها ولكنَّ قلبيَّ لا زالَ يَشعرُ بطيبِ ملمسِها صبَّتْ فنجانَها وبدأَتْ رائحةُ القهوةَ تدخلُ مَسامي تُثيرُني تُناديَني وكأنَّ عطراَ بدأَ يَسري في شَراييني وَشالُها البنيُّ الذي رَمَتهُ على أكتافِها شَعرتُ بهِ ضماً يُناجِيني وكنتُ حِينها افقدُ رُشدي وعلى سطحِ فنجانِها رأيتُ قلباً مكسوراً وجناحَ طيرٍ مكسوراً وفنجاناً من حرفهِ مكسوراً سألتني هل رأيتِ القلبَ يطوفُ عَلى قِشطةِ فِنجاني وكيفَ في بحرِ الحزنِ يدورُ أجِبتُها أنا لَمْ أرَهُ إنَّه ليسَ بمنظورٍ فارتَشفَتْ قَهوتها في عجلٍ تريدُ أنْ أخبرَها ما تَرنو إليه ِالوصولَ وكانتْ تسرعُ وهي ترُشفُه لتسمعَ ما أقولُ قلَّبتُ الفنجانَ وتركتُهُ دقائقَ ليجفَّ وشعرتُ لَحظتَها أنَّ ندَّى عُمري يَجفُّ وأنَّ رأسيَّ يلفُّ وشعرتُ بأنَّي أفقدُ تَوازني تَماسَكتُ على عجلٍ كأَنماَّ يُثَبتُني الأملُ وبعدَها أصبحتُ أقرأُ لَها فِنجانَها المَمْهورُ بِريقِها وشَفَتيْها وصَفتُ لها دروباً تُوصِلها لِمسْكَني وعلاماتاً في الوَجهِ تَشبَهُني وأظهرتُ لها بالإيماءِ أنَّ حِلمُها أَنا وأنَّ حُبَّها أَنا وأنَّ عِشقَها أَنا وأنَّ فرحتَها أنا وأنَّ مَْنْ تَنتظرُ هُوَ أنا قالَتْ بعدَ أن انتهيت من كلامي دِعني أبصمُ في قعرِ الفنجانِ فَبصمتُ ونادَتْ بشوقٍ ودَهشةٍ حَبيبي حَبيبي أحمَدَ وكانَ احمداً صديقُ عُمري وكنتُ أعلمُ أنَّها كانتَْ تُحبُهُ قالَتْ ألَمْ تعرفُهُ جاوَبتُها بانكسارٍ نَعم انَّهُ صَديقي ولا زلتُ أحفظُ ملامحَهُ اعتقدَتْ أنَّ من طولِ الفراقِ وبعدَ أَنْ سافرَ وهاجرَ قَدْ نَسيتُهُ ولكن عرفَتُ أنَّها لا زالت تَحتَفظُ بِعشقهِ قالتْ : أُنظرْ إنَّ هذهِ الصورةُ تَشبهُهُ فاهتَزَّتْ أعصابِي وَوقَعَ الفنجانُ مِنْ يَديَّ وانكسرَّ وتَفَتَّتَ كلُّ ما كانَ فيهِ من كلامٍ وحَطَّمَ الإحساسَ وأصبحَ العشقُ أشلاءً وعرقٌ قد صَبَّ ناراً حَتى احرقَ قَلبي وجَسَدي همَمتُ بالرحيلِ قالتْ صَديقتُها التي أحضَرتْني اجلسْ قليلاً نَصنعُ فنجاناً آخرَ من البُنِّ وهيَّ تَنظرُ بنظرة ِ الشفقةِ قلتُ لَها أرجوكِ لا أستطيعُ وبررتُ لها ذِهابي بأنَّهُ يَنتَظُرُني كثيرٌ من العملِ والأصدقاءِ حَزمتُ حقائبَ الأملِ ولَملَمتُ ما استَطعْتُ مِنْ ألمٍ وحَملتُ حُزني الثقيلُ على ظَهري وذهبتُ بعيداً أراقبُ الأيامَ أنتظرُ حتَى يَنتَهي الزَمنُ



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق