السبت، 18 مارس 2017

مَعصِيةُ النَّبيذِ ...من الديوان الرابع .. نساء من شمع .. للشاعر الاستاذ / إحسان الخوري

مَعصِيةُ النَّبيذِ ...
 بقلم : الشاعر إحسان الخوري
في العامِ المليون بعدَ الألفَينِ ..
رأيتُكِ علىٰ ضِفافِ اللحظةِ الزَّمنيَّةِ ..
تنظُرينَ منَ الزَّمانِ إلىٰ الأبدِ..
عيناكِ شاخِصتانِ إلىٰ طَيفي ..
تبحثينَ عنِّي ..
ولمْ تنسيْ علَيهِما أنْ تكتُبي ..
زفَراتِ عِشقِنا القديمِ ...
روحُكِ مُنهمِكةٌ ..
تُؤجَّجُ في آتونِ الشَّوقِ ..
ليحتضِرَ الفِراقُ معَ هَذَيانِ الحطبِ ...
حبيبَتي ...
هلْ طفقَ الحنينُ يَهرَمُ ..؟
وشاخَ زمنُ الِلقاءِ ..
هلْ سأعَضُّ علىٰ النَّدمِ ..؟
ما الفرقُ أنْ تذبحيني ..؟
أو تشحَذي السِّكينَ علىٰ عُنُقي ..!
لا عاشَتْ قوانينُ الغيابِ ...!!!
أَتذكُرينَ ظِلَّكِ في فِنجانِ قهوَتي ..
أَتذكرينَ لحظةَ اللقاءِ الأوَّلِ ..
هلْ هيَ ستموتُ ..؟
هلْ للمسافةِ أنْ ترتاحَ منْ لُهاثِها ..!
لنْ ينفعَ الفِراقَ اقتلاعُكِ منِّي ..
غصَّةُ ابتعادِكِ باتَتْ تُنهِكُني ..
نُدُفاتُ طيفِكِ تَرعِبُني ..
أخشىٰ أنْ تتلاشىٰ ..
وتَبتلِعَني أوجاعُ الأبديَّةِ ...
اِسألي اللهَفاتِ عنْ فَيضِ الحَنينِ ..
ألمْ تَنهَشْكِ ذاكِرَتُكِ المُنهَكةُ..
ألمْ تُمارِسي البُعدَ بقطَراتِ الدُّموعِ ..!
وتنتحِبي علىٰ خيبةِ المُمكنِ ...
حبيبَتي ...
متىٰ سيحضُرُ جَمالُكِ ..
يتدفَّقُ بهاءُكِ ..
متىٰ ستعودُ كثافةُ أُنوثَتِكِ ..
وأتلاشىٰ في جَسدِكِ ..
طايِري خُصُلاتِ شَعرِكِ ...
عانِقيني ...
تقولُ نبوءةُ عَينَيكِ ..
أنا مكتوبٌ في سَفْرِ نهدَيكِ ..
منْ قالَ أنَّ عينَيكِ شهيَّةٌ تُقاوَمُ ..
منْ يَضبُطُ مخابِىءَ القُبُلاتِ ..
كمشةُ النَّبيذِ ترتجفُ علىٰ شفتَيكِ ..
والقُبُلاتُ أضحَتْ تُدمِنُ علىٰ المَعبَدِ ..
فكيفَ قُبُلاتي أخونُ ..؟!!
أتذكَّرُ حديثي معَ عينَيكِ ..
تُشاكِسانِ شغَفي بالشَّقاوةِ ..
تَرقُصانِ بِغَنْجِ الأنوثةِ ..
فأجنَحُ إلىٰ مَعصِيَةِ النَّبيذِ ..
تَهرُبُ نظَراتي ..
تَحُطُّ علىٰ شفتَيكِ ..
تلكَ الصَّبيَّتانِ الضَّائِعتانِ ..
وهُما تُراوِحانِ حِيناً ..
وحِيناً تتعانقانِ ..
ما سِرُّ تكوينِهِما الشَّهيِّ ..
هلْ هُما قطفتانِ منْ خَصرِ الجُّورِيِّ ..
أم مَسُّ الرُّوحِ واحتراقُ الشِّتاءِ ..
مُتعةُ النَّبيذِ وأسئِلةُ الدَّلالِ ..
يا الٰهي كيفَ لا أتحرَّقُ ..
وفيهِما يَضِيعُ الزَّمانُ ...
وأُمشِّطُ أريجَكِ طَويلاً طَويلاً ..
إلىٰ مَنبعِ التَّنهيدِ ..
إلىٰ هاتينِ الهَمجيَّتينِ..
وهُما تصطادانِ النَّظراتِ ..
ترتجَّانِ ..
رغمَ صَمتِهِما الحَرونِ ..
إلىٰ تسكُّعِ التُّوتِ علىٰ شُرفاتِ النَّهدَينِ ..
وما أدراكَ ما التُّوتُ..!!!
وفي هُنَيهةٍ كونيَّةٍ آخَّاذَةٍ ..
تبدَئينَ تشتهينَني ..
فَتَكنُسينَ أحفادَ الشَّوقِ ..
تَمتَطينَ قوافِلَ الزَّمنِ ..
تَمنَعينَ غُروبَ الشَّمسِ ..
وقبلَ أنْ ينامَ التُّوتُ علىٰ العَرَباتِ ..
تُلملِميني ..
 لأنَّكِ وحدَكِ تعرفينَ كيفَ يُجمَعُ الفَيَضانُ .....
من ديواني الرابع : نِساءٌ من شمعٍ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق