( البعض يفضلونها .. راقصة )
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
قصة قصيرة
بقلم / سليم عوض عيشان ( علاونة )
====================
مقدمة لا بد منها :
عفواً يا حكام العرب .. فأنا لا أقصدكم بنصي هذا .. فأنتم فوق مستوى الشبهات ؟؟!!
------------------------
عفواً يا حكام العرب .. فأنا لا أقصدكم بنصي هذا .. فأنتم فوق مستوى الشبهات ؟؟!!
------------------------
" البعض يفضلونها ... راقصة !! "
.. ارقصي .. ارقصي .. لا تتوقفي عن الرقص .. استمري في الرقص .. استمري .. لا تقولي بأنك قد مللت الرقص .. لا تقولي بأن الإرهاق قد أصابك ..
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا أريد أن تحدثيني عما حدث .. فلا يعنيني ما حدث .. لا يهمني .. فكل ما يهمني أن أنتشي برقصاتك المستمرة .. رقصاتك المحمومة .. رقصاتك المجنونة .
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا تدعي كأسي فارغاً للحظة أبداً .. املئيه بالشراب .. بكل أنواع الشراب .. ليس المهم نوعه .. المهم أن يكون شراباً مسكراً .. والأهم أن تستمري بالرقص ...
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا أريد أن تسردي على مسامعي قتل الرجال .. النساء .. الأطفال .. العجائز .. فأنا لا أحب أن أستمع لمثل هذه الحكايا الدموية .. أنا لا يهمني أن تموت طفلة .. كل الأطفال .. لا يهمني أن تموت امرأة .. كل النساء .. لا يهمني أن يموت عجوز .. كل العجائز .. المهم عندي فقط .. أن ترقصي ..
ارقصي .. ارقصي ...
لا يهمني أن تخبريني عن هدم البيوت .. كل البيوت .. هدم المساجد .. كل المساجد .. هدم المدارس .. كل المدارس .. هدم المشافي .. كل المشافي .. المهم عندي أن لا تدعي كأسي فارغاً .. والمهم عندي أن لا تتوقفي عن الرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
لا تحدثيني عن تدمير المدينة .. عن حرق المدينة .. لا يهمني أن تحدثيني عن قتل سكان المدينة .. كل سكان المدينة ... لا يهمني أن تصفي لي كيف تم دك المدينة.. كل المدينة .. المنازل .. المساجد .. المدارس .. المشافي .. كل المدينة .. كل ما في المدينة .
ما يهمني أن تملئي الكأس .. كأسي .. بالشراب .. أي شراب .. شرط أن يكون شراباً مسكراً . وشرط ... أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
لا تتوقفي عن الرقص .. لا تدّعي التعب .. لا تدّعي الإرهاق .. لا تدّعي الملل .. لا تدّعي النعاس ..
فأنا لم يصبني التعب .. لم يحل بي الإرهاق .. لم يأتني الملل .. ولم يهاجمني النعاس .. فكل هذه الأمور لا تهمني .. المهم عندي أن تستمري .. أن تستمري بملء كأسي بالشراب .. المهم عندي أن تستمري .. أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
مالي ومال الحرب المجنونة على غزة .. كل مدن غزة .. مالي ومال أبناء غزة .. كل أبناء مدن غزة .. فلتحترق غزة .. ولتحترق كل مدن غزة .. وليمت كل أبناء غزة .. ولتهدم كل بيوت غزة .. مساجدها .. مدارسها .. فمالي ومال هذه الأمور ؟؟ ..
مالي ومال أن يدك العدو غزة بالصواريخ .. بالقنابل .. بالقذائف .. بالطائرات .. بالدبابات .. بالمدفعية طويلة المدى .. بالبوارج الحربية .. بالفسفور الأبيض .. الأحمر .. الأصفر .. الأزرق .. الأخضر .. فلتحترق غزة .. بكل الألوان .. وبكل الأشكال .. فكل هذا لا يهمني بالمطلق .. المهم عندي أن أستمر بعب الشراب .. وأن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ...
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا أريد أن تحدثيني عما حدث .. فلا يعنيني ما حدث .. لا يهمني .. فكل ما يهمني أن أنتشي برقصاتك المستمرة .. رقصاتك المحمومة .. رقصاتك المجنونة .
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا تدعي كأسي فارغاً للحظة أبداً .. املئيه بالشراب .. بكل أنواع الشراب .. ليس المهم نوعه .. المهم أن يكون شراباً مسكراً .. والأهم أن تستمري بالرقص ...
ارقصي .. ارقصي ..
لا .. لا أريد أن تسردي على مسامعي قتل الرجال .. النساء .. الأطفال .. العجائز .. فأنا لا أحب أن أستمع لمثل هذه الحكايا الدموية .. أنا لا يهمني أن تموت طفلة .. كل الأطفال .. لا يهمني أن تموت امرأة .. كل النساء .. لا يهمني أن يموت عجوز .. كل العجائز .. المهم عندي فقط .. أن ترقصي ..
ارقصي .. ارقصي ...
لا يهمني أن تخبريني عن هدم البيوت .. كل البيوت .. هدم المساجد .. كل المساجد .. هدم المدارس .. كل المدارس .. هدم المشافي .. كل المشافي .. المهم عندي أن لا تدعي كأسي فارغاً .. والمهم عندي أن لا تتوقفي عن الرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
لا تحدثيني عن تدمير المدينة .. عن حرق المدينة .. لا يهمني أن تحدثيني عن قتل سكان المدينة .. كل سكان المدينة ... لا يهمني أن تصفي لي كيف تم دك المدينة.. كل المدينة .. المنازل .. المساجد .. المدارس .. المشافي .. كل المدينة .. كل ما في المدينة .
ما يهمني أن تملئي الكأس .. كأسي .. بالشراب .. أي شراب .. شرط أن يكون شراباً مسكراً . وشرط ... أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
لا تتوقفي عن الرقص .. لا تدّعي التعب .. لا تدّعي الإرهاق .. لا تدّعي الملل .. لا تدّعي النعاس ..
فأنا لم يصبني التعب .. لم يحل بي الإرهاق .. لم يأتني الملل .. ولم يهاجمني النعاس .. فكل هذه الأمور لا تهمني .. المهم عندي أن تستمري .. أن تستمري بملء كأسي بالشراب .. المهم عندي أن تستمري .. أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
مالي ومال الحرب المجنونة على غزة .. كل مدن غزة .. مالي ومال أبناء غزة .. كل أبناء مدن غزة .. فلتحترق غزة .. ولتحترق كل مدن غزة .. وليمت كل أبناء غزة .. ولتهدم كل بيوت غزة .. مساجدها .. مدارسها .. فمالي ومال هذه الأمور ؟؟ ..
مالي ومال أن يدك العدو غزة بالصواريخ .. بالقنابل .. بالقذائف .. بالطائرات .. بالدبابات .. بالمدفعية طويلة المدى .. بالبوارج الحربية .. بالفسفور الأبيض .. الأحمر .. الأصفر .. الأزرق .. الأخضر .. فلتحترق غزة .. بكل الألوان .. وبكل الأشكال .. فكل هذا لا يهمني بالمطلق .. المهم عندي أن أستمر بعب الشراب .. وأن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ...
لا تحدثيني عما يحدث وما يدور في مصر .. أرض الكنانة العريقة .. التي كانت تعرف بأم الدنيا ذات يوم .
في سوريا الحبيبة .. في دمشق التي كانت فيحاء ذات يوم ...
في اليمن الذي كان سعيدا في يوم من الأيام ...
في ليبيا الغالية .. التي كانت أرض السلام ذات يوم ...
في تونس الرائعة .. التي كانت تونس الخضراء ذات يوم ...
في العراق الجريح .. الذي كان أرض العطاء ذات يوم ...
في لبنان الرقيّ والسكينة.. والذي كان يسمى سويسرا الشرق .. أو باريس الشرق ذات يوم ...
في السودان العريق .. الذي كان يسمى سلة الطعام لكل العرب ذات يوم ..
لا تحدثيني كيف استشهد الشيوخ والأطفال .. النساء والرجال .. بالعشرات .. بالمئات .. بالآلاف .. لا تحدثيني كيف تم دك المنازل فوق رؤوس سكانها الآمنين .. لا تحدثيني كيف تم قصف المساجد فوق رؤوس المصلين ..
لا يهمني أن تحدثيني عن القتل .. الحرق .. التدمير .. ما يهمني فحسب .. أن يكون كأسي ممتلئاً عن آخره .. وما يهمني فقط أن تستمري بالرقص .
ارقصي .. ارقصي ..
لماذا توقفت عن الرقص ؟؟ .. لماذا توقفت عن ملء كأسي ؟؟ هل نفذت كل زجاجات الخمر ؟؟ .. هل نفذ إبداعك في الرقص ؟؟ لا .. لا أريد أن تنفذ الزجاجات من الخمر ..ولا أريد أن تفقدي إبداعك في الرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
تعال أيها الكأس .. تعال .. فكم أنا أهوى الكأس ..
تعالي أيتها الغانية .. تعالي .. فكم أنا أهوى الغواني ..
مالك تتوقفين أيتها الغانية ؟؟ .. لا .. لا تقولي بأن الخمر قد نفد .. أن الشراب قد نفد .. عليك أن لا تدعي كأسي هذا فارغاً .. عليك أن تملئيه بالشراب .. بالخمر .. وعليك أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
حسناً .. ها أنت تملئين الكأس من جديد .. وها أنت تعودين للرقص من جديد ..
ولكن .. ما بال هذا الشراب بلون مختلف ؟؟!! .. وطعم مختلف ؟؟!! .
سأشرب .. سأشرب محتويات الكأس عن آخرها .. حتى آخر قطرة .
ولتستمري بالرقص حتى آخر زفرة ..
ياله من شراب !! .. ويا له من رقص !! .
شراب مختلف .. رقص مختلف ..
ولكن .. أخبريني .. ما هو نوع هذا الشراب الغريب ؟؟!!
في سوريا الحبيبة .. في دمشق التي كانت فيحاء ذات يوم ...
في اليمن الذي كان سعيدا في يوم من الأيام ...
في ليبيا الغالية .. التي كانت أرض السلام ذات يوم ...
في تونس الرائعة .. التي كانت تونس الخضراء ذات يوم ...
في العراق الجريح .. الذي كان أرض العطاء ذات يوم ...
في لبنان الرقيّ والسكينة.. والذي كان يسمى سويسرا الشرق .. أو باريس الشرق ذات يوم ...
في السودان العريق .. الذي كان يسمى سلة الطعام لكل العرب ذات يوم ..
لا تحدثيني كيف استشهد الشيوخ والأطفال .. النساء والرجال .. بالعشرات .. بالمئات .. بالآلاف .. لا تحدثيني كيف تم دك المنازل فوق رؤوس سكانها الآمنين .. لا تحدثيني كيف تم قصف المساجد فوق رؤوس المصلين ..
لا يهمني أن تحدثيني عن القتل .. الحرق .. التدمير .. ما يهمني فحسب .. أن يكون كأسي ممتلئاً عن آخره .. وما يهمني فقط أن تستمري بالرقص .
ارقصي .. ارقصي ..
لماذا توقفت عن الرقص ؟؟ .. لماذا توقفت عن ملء كأسي ؟؟ هل نفذت كل زجاجات الخمر ؟؟ .. هل نفذ إبداعك في الرقص ؟؟ لا .. لا أريد أن تنفذ الزجاجات من الخمر ..ولا أريد أن تفقدي إبداعك في الرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
تعال أيها الكأس .. تعال .. فكم أنا أهوى الكأس ..
تعالي أيتها الغانية .. تعالي .. فكم أنا أهوى الغواني ..
مالك تتوقفين أيتها الغانية ؟؟ .. لا .. لا تقولي بأن الخمر قد نفد .. أن الشراب قد نفد .. عليك أن لا تدعي كأسي هذا فارغاً .. عليك أن تملئيه بالشراب .. بالخمر .. وعليك أن تستمري بالرقص ..
ارقصي .. ارقصي ..
حسناً .. ها أنت تملئين الكأس من جديد .. وها أنت تعودين للرقص من جديد ..
ولكن .. ما بال هذا الشراب بلون مختلف ؟؟!! .. وطعم مختلف ؟؟!! .
سأشرب .. سأشرب محتويات الكأس عن آخرها .. حتى آخر قطرة .
ولتستمري بالرقص حتى آخر زفرة ..
ياله من شراب !! .. ويا له من رقص !! .
شراب مختلف .. رقص مختلف ..
ولكن .. أخبريني .. ما هو نوع هذا الشراب الغريب ؟؟!!
سقطت الراقصة على الأرض وهي تتمتم ببطء شديد :
- إنه دم الشهداء يا سيدي ؟؟!!
- إنه دم الشهداء يا سيدي ؟؟!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق