الأربعاء، 1 مارس 2017

ما بين البدء و الانتهاء مسافة .. بقلم الأستاذ / محمد فتحي المقداد

ما بين البدء و الانتهاء مسافة جديرة بأن تكون وليدة البدء، حاملة مقوّمات الحياة بكافّة صراعاتها المفذية إلى تمدّد الأقوى بأدواته، و انتفاخ عضلاته؛ فتكون قبضته قوية كفاية للإمساك بالعصا..، و التلويح بها للتخويف، فيأتي الإقصاء و التغيّيب و النفي نتيجة حتميّة للتزاجم على ترسيخ النّفوذ، ومن قطعوا له تذكرة ذهاب بلا عودة؛ فهو مستقرّ في مثواه الأخير هناك.
 من يحمل العصا يروم الاستحواذ على السّاحة له وحده، ويضيق ذرعًا ممن هم فيها، أو على أطرافها، فيجهد بلا كللٍ و لامللٍ بإفراغها، ومن ثمّ إعادة تشكيلها بالطريقة المناسبة لطموحاته، ومنافسته الشديدة على كسب الجغرافيا، و مجادلته للتّاريخ في محاولته تطويعه للتورّم الزّاهي في عينيه، ليكون هو التاريخ بعينه، يكتبه على صخب طبول أمجاده.
من روايتي (فوق الأرض)- قيد الكتابة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق