الأربعاء، 1 مارس 2017

(( جنتي بغداد )) .. للشاعر الأستاذ / ابراهيم الباوي

(( جنتي بغداد ))
ملاءة الحب في الأحلام تنسدل
وجامح الشوق في الاحداق  يشتعل
ولذة الطيف في الأجفان ماثلة
قد صار منها الهنا والأنس  يكتمل
أبدى لي الليل أحلاما وأخيلة
في جنة الخلد ذهني بات  يتصل
تحوطني الحور والأملاك تتبعني
كأنني عاهل بالتاج  يحتفل
قال الملاك الذي للشأن منتخب
تعاهدوا القصر كيما تضرب  الكلل
والتخطر اليوم في الأرجاء فاتنة
كيما يزول الضنا والضيق  والملل
وأقبلت يفتن الألباب منظرها
وأبرزت للهوى ماليس  يحتمل
قالت : ستبقى هنا والخلد يجمعنا
كما الشفاه بها تستأثر  القبل
فقلت : هلا أرى بغداد ثانية
والعين من سحرها بالنخل  تكتحل؟
فقطبت والأسى يزري بمقلتها
قد صار فيها الرضا  بالغيض يرتحل
قالت : أتهوى التي قد زال منشؤها
أتبتغي عارضا بالصور  يختزل؟
فقلت : يكفي بإن أغفو بوارفها
هنيهة في المسا والجرح  يندمل
لايرتوي ظمأي إلا بدجلتها
فصار من عذبها يستقبح  العسل
فالطهر في جرفها في كل آونة
في فيض عفتها قد راح  يغتسل
بغداد يانغمة في الدهر صادحة
قد ذاب في حسنها الألحان  والزجل
ضمت الى صدرها شعبا كوالدة
لوراح يقلقه في عسفه  الوجل
وأسفرت للردى عزلاء شامخة
حتى بعجب غدا يرنو لها  زحل
لم تشتك ظالما إلا لبارئها
قد قطعت عمرها لله  تبتهل
لكنها آثرت في أن تشاطرها
بالحزن  في شجوها.الاحداق والمقل
نفسي الفداء لها جم فوادحها
كحزن ثاكلة أزرى بها  الجلل
القلب مما رأت في الدهر منصدع
والعقل مما لقت في الدهر  منذهل
قد أزمعوا سحقها من كل ناحية
حتى استكانت  بها الأوجاع والعلل
في الدهر لما تزل تزهو بقامتها
شماء يحني لها أكنافه  الجبل
بغداد ياقبلة للحب مذ جبلت
 ماحال من في الورى في حبها جبلوا؟
قد أودعوا حسنها الفتان أنفسهم
لا  غرو من أجلها في الحب لوقتلوا
أم الزمان وما بالبذل من أسف
لوكان في وصلها الارواح  تنبذل
الروح تبقى بها دوما معلقة
والجسم عنها غدا بالظلم  ينفصل
قالت : عشقت التي قد كنت تعشقها
هلا الى ربعها أمضي  وانتقل؟
بينا أنا ممعن في وصف فاتنتي
والجو من حولنا بالحب  يختضل
إذ راح يوقظني صوت يلاطفني
قم مل منك الكرى قد أقبل  العمل
فطفت في ناظري ارجاء مسكننا
ذاك الذي بالأسى قد مله  الملل
تركت في عالم الأطياف مملكتي
والجد أزعجني والضيق  والكسل
الشاعر ابراهيم الباوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق